الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أجواء حرب في أوروبا

ألمانيا- أجواء حرب في أوروبا

18.11.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 17‏/11‏/2015
ترك  تصريح الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك في كلمته المقتضبة  حول الهجوم الارهابي الذي استهدف باريس  يوم الجمعة من 13 تشرين ثان / نوفمبر ، الذي اشار فيها بان اوروبا تعيش في منأى حرب جديدة ، صدى واسعا أسفر عنه مناقشات تكمن بمشاركة المانيا بشكل فعلي بالحرب ضد بالتنظيم الاجرامي  الذي يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / الذي اعلن مسئوليته عن  الهجوم الذي حصل اكثر من 130 شخصا واصابة اكثر من مائتي شخص بجروح . فالمستشارة الالمانية انجيلا ميركيل لم تعد تستبعد مشاركة عسكرية فعالة لالمانيا ضد ذلك التنظيم ووزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون دِرً لايِن تعتبر الاكثر تأييدا من بين اعضاء الحكومة الالمانية واعضاء البرلمان للزحف البري ضد ذلك التنظيم في سوريا والعراق ولا سيما بمدينة الرقة السورية التي تعتبر معقل التنظيم وذلك من خلال ارسال فرقة عسكرية المانية الى شمال العراق لدعم اي انزال بري للتحالف الدولي ضد التنظيم المذكور. ويرى الرئيس الاسبق لكنيسة البرتستانت ، اسقف العاصمة برلين فولفجانغ هوبر ان الهجوم الارهابي على فرنسا هجوم ضد الحرية والديمقراطية والقيم الاوروبية ولا بد من الدفاع عن القيم الاوروبية ضد هذه الهجمات التي تستهدف الجميع .
الا ان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لا يزال يغعتقد بان العمل العسكري ضد تنظيم الدولة لن يحقق اي انتصار على ذلك التنظيم بل الجهود السياسية هي التي تستطيع الانتصار على ذلك التنظيم وعلى الجميع ان يتعلموا من دروس افغانستان فالحرب ضد الطالبان لم تنتصر الا بالجهود الدبلوماسية التي أقنعت المجتمع الدولي وخاصة  الدول الاسلامية التي كانت تدعم الطالبان وتعترف بحكومته المشاركة بالحرب ضد ذلك التنظيم ومع ذلك فالتنظيم لا يزال موجودا ويتربص الدوائر بالحكومة الافغانية للانقضاض على افغانستان من جديد ، وعلى المجتمع الدولي بذلك جميع المتاحة لانهاء العنف اولا في سوريا حتى يستطيع القضاء على تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / الذي اساء للاسلام والمسلمون يعتبر ضحيتهم .
اوروبا تعيش في حالة حرب ، هكذا اعلن الرئيس جاوك مؤيكدا بذلك تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا اولند ، الذي عاد يوم أمس الاثنين 16 تشرين ثان / نوفمبر ليقوم بتصحيح تصريحه مشيرا بأنها حرب بمنأى جديد ليست بحرب ضد الشعوب بل حرب ضد الارهاب . فالحرب ضد الارهاب لا تعتبر بحرب كلاسيكية اي بين الدول  بل ضد الارهاب الذي لا يعرف بالتحديد مصدره فعناصر الارهاب تعيش بين المجتمع وتستمد قوة ودعما  من عناصر نائمة ولذلك فان التوعية بمخاطر الارهاب ضرورة ملحة للقضاء عليه على حسب رأي خبير الارهاب بمعهد السياسة والعلوم البرليني فولفجان كايم ، بينما  حذرت رئيسة جامعة اوروبا التي تتخذ من مدينة فرانكفورت / اودر – شرق / جيسينه شفان وضع المسلمين في سلة واحدة مع المتطرفين مشيرة انه في المسيحية واليهودية والبوذية والاديان الفلسفية الاخرى تطرفا ما يفعله البوذيون في مينمار ضد المسلمين  تطرفا وابادة مبرمجة  واوروبا تتحمل مسئولية تطرف المسلمين لأن الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية  لم تساهم مساهمة فعالة لانهاء العنف في سوريا وتركت العراق من منقسما على نفسه يسوده العنصرية والتمييز الديني والبحث عن اسباب الارهاب ووضع حد له ضرورة ملحة افضل من العمل العسكري الذي لن يؤتي ثماره .
ويسود وجوم في المانيا جراء اعلان الشرطة الفرنسية عثورها على جواز سفر سوري مزور الى جانب احد المهاجمين ، ويعتقد وزير العدل الالماني هايكو ماس ان الجواز السفر عبارة عن تضليل للشرطة والفعاليات الامنية للكشف عن حقيقة منفذي الهجوم وهويتهم والجهة التي تقف وراءهم محذرا من مغبة ازدياد المناقشة حول اللاجئين السوريين ووضعهم بموضع الشك ، كما طالبت بذلك وزيرة الدفاع فون در لاين عدم وضع اشاره استفاهم تستهدف السوريين اللاجئين الذين يعتبرون ضحية الابادة التي يشنها النظام السوري ضد الشعب السوري بدعم من ايران وروسيا ودول اخرى مؤيدة لذلك النظام .
كما أعرب اكثر اعضاء البرلمان الالماني من الديموقراطيين الاشتراكيين والخضر والتحالف اليساري عن قلقهم أزاء تصريحات لاعضاء كتلة المسيحيين الديموقراطيين من بينهم فولفجانغ بوسباخ وأعضاء آخرين امتحان شخصية اللاجئين السوريين وخاصة المسلمين منهم  قبل اعطاءهم اقامة والسماح لهم بالبقاء في المانيا لفترة معينة كما طالب بوسباخ بعزل المسيحيين اللاجئين عن المسلمين حفاظاع على ارواحهم .
ويؤكد معهد جامعة بيليفلد لبحوث الحرب والسلام ان المسلمين اكثر ضحايا الارهاب مشيرا بقترير وزعه هذا اليوم الثلاثاء 17 تشرين ثان / نوفمبر ان حوالي 32 الف و60 شخصا قتلوا عام 2014 وعام 2015 الحالي على يد الارهابيين منهم 80 بالمائة من المسلمين كما وصلت تكاليف الحرب ضد العناصر الارهابية الى حوالي 53 مليار يورو  بنسبة زيادة تصل الى 10  بالمائة عن الحرب ضد الارهاب التي وقعت بعد حوادث 11 أيلول /سبتمبر من عام 2001 .