الرئيسة \  تقارير  \  ألمانيا- أسباب نجاح واشنطن بفلسطين وفشلها في سورية ومصر

ألمانيا- أسباب نجاح واشنطن بفلسطين وفشلها في سورية ومصر

22.07.2013
هيثم عياش


برلين /‏21‏/07‏/13
يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي يوم غد الاثنين 22 تموز/يوليو  في بروكسل مسالة تسليح المعارضة السورية وبالتالي الاعلان رسيما عن احتمال استئناف المفاوضات الفلسطينية مع الكيان الصهيوني حسب ما أعلنه وزير الخارجية الامريكي جون كيري قبل يوم أمس الجمعة 19 الشهر الجاري ، فالاعلان الامريكي حول استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والصهانية لقي ترحابا من الاوروبيين ولا سيما من وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه الذي اعتبر استئناف المفاوضاع خطوات ايجابية نحو احلال السلام بالمنطقة مكتفيا بالوقت نفسه عن التأكيد قيام دول فلسطينية مستقلة  الى جانب الكيان الصهيوني  تلك الدولة المنشودة التي كانت تحظى بتأييد من الاوروبيين ثم خمدت بشكل مفاجئ .
وتتساءل السياسة أسباب نجاح كيري اقناع الطرف الفلسطيني الموافقة بالعودة الى المفاوضات بالرغم من تأكيد الصهاينة استمرارهم بسياسة الاستيطان التي تعتبر شوكة في أعين المفاوضات بينما فشلت الادارة الامريكية بإنهاء معاناة الشعب السوري علما أن المتأمريكين من السوريين كانوا يرون خلاص شعبهم بيد واشنطن التي بدأت هي مثل لندن تتراجع عن وعودها بتسليح الجيش السوري الحر لتحقيق موازنة من القوة على الارض بسوريا .
ويأتي جواب السياسة أن الولايات المتحدة الامريكية تعاني من برودة الترحيب بها بمصر وعدم مصداقيتها بالمسالة السورية  فتهديدات الرئيس الامريكي باراك اوباما  لرئيس نظام سوريا بشار اسد بالويل والثبور اذا ما تجاوز الخطوط الحمراء بحربه التي يشنها ضد الشعب السوري فالاسلحة الكيمياوية هي الحدود علما ان النظام السوري استخدم هذه الاسلحة ولا يزال يستخدمها ضد السوريين واعلان واشنطن تسليح المعارضة بقيت وعودا جوفاء وانصراف واشنطن عن المسالة السورية الى اقناع الفلسطينيين بالعودة الى المفاوضات يأتي جراء محاولة واشنطن اثبات العالم وخاصة الدول العربية بأنها لا تزال تملك تاثيرا سياسيا على الفلسطينيين والصهاينة وانها لا تزال موجودة بالمنطقة والمحافظة على صيتها بانها لا تزال القوة العظمى في العالم  وبالتالي خشية الادارة الامريكية من احتمال فشل الانقلاب العسكري ضد محمد مرسي وعودة الاخير اذا كان لا يزال على قيد الحياة او غيره من المناوئين للادارة الامريكية الى حكم مصر ونجاح الشعب السوري بانهاء نظامه بالقوة ومشاركة الاسلاميين في حكم سوريا فيصبح الكيان الصهيوني عند ذلك على كف عفريت  وبين نابي كماشة ولا بد من تحقيق خطوات ايجابية لتأمين الصهاينة فوق فلسطين بمنطقة الشرق الاوسط .
وترى السياسة ان مقتل اكثر من 100 الف شهيد بسوريا على يد نظام تلك الدولة وتشريد الملايين  وهدم المدن والقرى فوق أهلها فان اي جهود لانهاء العنف بتلك الدولة ستبوء بالفشل ومؤتمر جنيف /2 / الدولي اذا ما تم انعقاده خلال الاسابيع القليلة او الكثيرة المقبلة لن يساهم بانهاء مأساة الشعب السوري سياسيا بل ان التدخل العسكري اصبح مجديا واذا ما قرر الاوروبيون يوم غد الاثنين عدم تسليح الجيش السوري الحر فان ثقة الشعب السوري وشعوب منطقة الشرق الاوسط برمتها باوروبا ستتلاشى الى الابد وستصبح اوروبا مثل امريكا غير مرغوب بها بمنطقة تملك معها علاقات راسخة بالتاريخ الانساني .
ولن يصدر عن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اي جديد بشأن التسليح فالحكومة البريطانية اعلنت عدم تسليح  المعارضة السورية لن زوجة بشار اسد اسماء الاخرس تحمل جنسية بريطانية ولندن غير مستعدة رؤية احد مواطنيها يهاني من خطر الموت اما  باريس فموقفها واضح لن تذهب اي قطعة سلاح دون معرفة من يأخذها وبالتالي جمعها مرة اخرى حتى لا تقع بأيد مناوئة للغرب والنمسا هددت بسحب فرقتها العسكرية من الجولان وبرلين أكدت عدم تسليحها المعارضة لأن هدف الاسلاميين بعد دمشق القدس . وعلى الشعب السوري عدم ركونه الى اوروبا والولايات المتحدة الامريكية فالشعار الذي أطلقه الشعب السوري بأن لا ناصر الا الله سيعود من جديد .