الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أسد إلى محكمة الجزاء الدولية ؟

ألمانيا- أسد إلى محكمة الجزاء الدولية ؟

07.09.2013
هيثم عياش


برلين /‏05‏/09‏/13
قامت الحكومة الالمانية في وقت سابق من شهر أيار/مايو من عام 2013 الحالي بدعم سويسرا التي  قامت بجمع تواقيع من حوالي 50 دولة في العالم لالقاء القبض على رئيس نظام سوريا بشار اسد واعضاء من    نظامه اضافة الى رئيس حزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي يشارك الى جانب اسد بقتل الشعب السوري تقديمهم الى محكمة الجزاء الدولية بالرغم من بعض المشاكل  تعتري تحقيق طموحات سويسرا والدول المؤيدة لها القاء القبض على المذكور اذ ان سوريا من بين الدول مثل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية وروسيا لا تعترف  بهذه المحكمة .
الا أن رئيس لجان شئون  سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الالماني توم كونيغز ومعه الاستاذ الجامعي بكلية دراسات حقوق الانسان وحقوق الشعوب في جامعة مدينة ايرلانجين والعضو المؤسس لمحكمة الجزاء الدولية ومجلس شورى حقوق الانسان هاينر بيليفلدت أكدا وجود مخارج لتلك المشكلة التي تحول دون القاء القبض على اسد والمذكورين   تكمن اسناد هذه القضية بتكليف الدولتين الاوروبيتين فرنسا وبريطانيا العضويتين الدائمتين بمجلس الامن الدولي ومحكمة الجزاء الدولية اللتين تؤيدان بشدة الشعب السوري ضد نظامه مع حملة دولية تقودهما عبر الامم المتحدة ومجلس الامن لالقاء القبض على اسد وتقديمه الى محكمة الجزاء الدولية اسوة بما فعله المجلس المذكور باصدار قرار القاء القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها في منطقة دارفور السودانية اذ ان السودان دولة هي الاخرى لم تقم بالتوقيع على قيام المحكمة المذكورة وتشكيل لجنة من المحكمة خاصة بجرائم الحرب في سوريا على غرار جرائم الحرب في ليبيا حيث أصدرت المحكمة المذكورة القاء القبض على بقايا نظام القذافي مقل نجله سيف القذافي  ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي .
وأكد كونيغز وبيليفيلدت بندوة دعا اليها شئون حقوق الانسان بالبرلمان الالماني هذا اليوم الخميس 5 أيلول/ سبتمبر انه اذا ما قامت السعودية وقطر وتركيا ودول اسلامية اخرى  هذه الدول التي تعتبر اكبر سند للشعب السوري ضد طاغيته تكليف باريس ولندن السعي لالقاء القبض على اسد فالنجاح سيكون حليف الشعب السوري والدول المناوئة للارهاب والعنف الذي تمارسه حكومات بعض الدول بالعالم ضد شعوبها فاستخدام الاسلحة الكيمياوية السامة التي حصدت مؤخرا اكثر من 1400 شخص بالقرب من العاصمة السورية دمشق تعتبر من جرائم الحرب والانسانية وخرق واضح لمقررات الامم المتحدة الخاصة بمنع استخدام تلك الاسلحة اضافة الى اسلحة اخرى مثل العنقودية وغيرها وعلى العالم عدم مرور هذه الجريمة بسلام فالضربة العسكرية التي يريد الامريكان وربما الفرنسيون ايضا توجيهها لنظام اسد يجب ان تثمر القاء القبض على المذكورين على حد رايهما .
ومن ناحيته رأى وزير الخارجية الالماني السابق رئيس كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الالماني فرانك فالتر شتاينماير بندوة حول تطورات الوضع في سوريا ودول ما يُطلق عليه بـ الربيع العربي / دعا اليها لجان شئون سياسة حقوق الانسان والسياسة الخارجية بالبرلمان الالماني هذا اليوم الخميس 5 أيلول/ سبتمبر ان الحكومة الالمانية غير ناضجة بسياستها تجاه سوريا بشكل خاص والدول العربية بشكل عام .
وأوضح شتاينماير ان الصور التي تنقلها المحطات  الاخبارية الولية سواء كانت تابعة للقطاع العام او الخاص تشير الى الضحايا من الاطفال والنساء وشيبا وشبانا  وهدم المدن  والمدن والقرى وتدفق اللاجئين  السوريين الى جيران سوريا والبعيدين عنها وقصف النظام السوري قرى بالاسلحة الكيمياوية السامة يجب عليها تحريك الشعور الالماني بالتعاطف مع هؤلاء الضحايا الذين ذنبهم المطالبة بالحرية والاصلاحات السياسية والاجتماعية فمرور عامان ونصف على انتفاضة الشعب السوري تعتبر وخز ضمير للمجتمع الدولي وإشادة بالشعب السوري الذي لا يزال مصرا على مطالبه والمجتمع الدولي مسئول الى جانب اسد لانتقال الانتفاضة من السلم الى الدفاع عن النفس التي هي من حقوق الشعوب وتأكيد الحكومة الالمانية عدم المشاركة بأي عمل عسكري تقوم به امريكا وبعض دول في العالم وربما بدعم من حلف شمال الاطلسي / الناتو / وبتخويل من الامم المتحدة يحظى بانتقاد شعبي فالحكومة الالمانية المؤلفة من المسيحيين والاشتراكيين الاحرار اساءت الى قوة المانيا على الصعيدين الاوروبي والدولي فموقفها من ليبيا جراء عدم تصويتها لقرار مجلس الامن الدولي بحظر طيران فوق الدولة المذكورة أفقد شعبية هذا البلد من شعوب عربية كثيرة وتأكيدها عدم المشاركة عسكريا في سوريا سيؤدي الى خيبة امل للسوريين من الالمان فالسوريين ليسوا بحاجة الى صدقات مالية تقدمها الحكومة الالمانية بل بحاجة الى دعم معنوي وسياسي لهم .
وطالب شتاينماير المستشارة انجيلا ميركيل التي تشارك بمؤتمر الدول الصناعية والغنية العشرين بسانت بيترسبورج الروسية هذا اليوم الخميس 5 أيلول/سبتمبر لعب دور هام بالقمة من اجل المسألة السورية فمن يعتقد ان الحل الساسي للازمة بتلك الدولة هو المخرج الرئيسي لا يعي بشعور الشعوب العربية فالحل السياسي اصبح مدفونا بعد سقوط الالاف من القتلى والحل العسكري الذي يكمن بحملة تأديبية ضد نظام اسد واقصاءه اصبح ضورة ملحة على حد قوله .