الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أمريكا وراء عداوتها – آراء الصحافة حول مخاوف الغرب

ألمانيا- أمريكا وراء عداوتها – آراء الصحافة حول مخاوف الغرب

07.08.2013
هيثم عياش


برلين /‏06‏/08‏/13
تطرقت آراء بعض الصحف الالمانية حول شعور الولايات المتحدة الامريكية باحتمال وقوع عمليات عسكرية مضادة لها ببعض الدول الاسلامية وخاصة بمنطقة الشرق الاوسط وإقدامها وبعض الدول الاوروبية إعلاق سفاراتها بحوالي واحد وعشرين بلدا اسلاميا ما بين المنافح عن واشنطن والمنتقد لها . الا ان جميع هذه الآراء اتفقت على راي واحد يكمن بان أسباب الشعور باعمال ارهابية ضد المصالح الامريكية والغربية تعود لقضايا تجسس وكالة المخابرات الوطنية الامريكية على المصالح الاوروبية وتدخل واشنطن بشئون العالم الاسلامي الداخلية ومن يقترف هذه لاعمال فيجب عليه ان أن يتحمل مسئولية أعماله .
أما من ناحية التجسس فقد ارتفعت ظاهرة الشعور بالقلق عن مصير  معلومات الاشخاص التي تتجسس وكالة المخابرات الامريكية عليهم بشكل مباشر أو حصولها على معلومات حول الاشخاص الذين يعتبرن معادين للسياسة الامريكية عبر شركاء امريكا بمحاربة الارهاب ، فصحيفة / زوددويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا تعتقد بأن تجسس واشطن على المصالح الاوروبية فقدت الثقة بين الاوروبيين والامريكيين اذ اصبح المرؤ بالغرب لا يأمن على معلومات الشخصية السرية للغاية فبإمكان وكالة المخابرات الوكينة الامريكية القضاء على أي شخص معنويا واجتماعيا جراء المتاجرة بمعلوماته وعلى واشنطن ان لا تكتفي باغلاق سفاراتها بالدول الاسلامية فحسب بل ببعض الدول الاوروبية  اذ ان  التجسس يعيد العالم الى الحرب الباردة من جديد .
وأشارت صحيفة / دي فيل – العالم / بان تعاون المخابرات الالمانية مع المخابرات الامريكية ضرورة ملحة لملاحقة الارهابيين واستقرار العالم سلميا الا انها اشارت الى ضرورة قيام اتفاق سري يحتم بموجبه عدم متاجرة المخابرات الامريكية بالمعلومات التي تحصل عليها عن المصالح الاوروبية سواء كانت سياسية او اقتصادية او تلك المعلومات الخاصة  عن المواطنين الاوروبيين واقتصار المعلومات عن اشخاص معادين للسياسة الامريكية .
وأكدت صحيفة / تاجيتسايتونغ – صحيفة اليوم / المستقلة تماما ان امريكا تقف وراء عداوتها فالقلق من وقوع اعمال ارهابية ضد مصالحها ومصالح بعض الدول الغربية يعود الى وقوف واشنطن والغرب وراء القلاقل في العالم الاسلامي فأمريكا والغرب لا يريد ان لمصر وتونس وليبيا وسوريا الاستقرار السياسي والاجتماعي ويرد إفشال منجزات الربيع العربي التي تكمن باسترداد الحريات العامة ومشاركة شعوبها في الحكم بدل الحكم الفرد ، فالانقلاب العسكري الذي حصل في مصر ضد الرئيس محمد مرسي لم يكن ليتم لولا توافق واشنطن وبعض الدول الاوروبية على ضرورة ازاحة الاسلاميين من الحكم وكذلك الحال في تونس وليبيا وكان باستطاعة الغرب وقف مذبحة الشعب السوري منذ ايامها الاولى بتدخل عسكري محدود ضد بشار اسد على غرار ما وقع في العراق فواشنطن تعرف تماما ان صدام حسين لا يملك اي اسلحة تفتك العالم وتعرف تماما مدى وحشية رئيس نظام سوريا بشار اسد ومن قبله والده حافظ اسد ضد الشعب السوري وعلى امريكا أن لا تلوم الا نفسها اذ انها مسئولة عن معاداتها .
وطالبت صحيفة / يونغيه فيلت – شباب العالم / المحسوبة على الماركسية الالمانية الحكومة الالمانية الابتعاد عن واشنطن لان التعاون معها سيؤدي الى وقوع برلين في فخ المعادين لسياسة واشنطن سواء من المسلمين او غيرهم منتقدة المستشارة انجيلا ميركيل  واعضاء من الحزب المسيحي الديموقراطي الذي يدافعون عن التعاون الامني مع واشنطن وتجسس وكالة المخابرات الوطنية على المصالح الاوروبية  حاثة في الوقت نفسه برلين والاوروبيين قبول اختيار الشعوب لحكوماتهم الجديدة او الحالية فشعوب تونس ومصر وليبيا اختاروا الاسلاميين لحكم بلادهم وفي مقدرتهم النهوض بشعوبهم اقتصاديا واجتماعيا الا ان الغرب لم يعطهم المجال لذلك  جراء تشجيعهم الموالين للغرب بالانقضاض على الاسلاميين بحجج واهية مؤكدة عدم مبالاة اختيار الشعوب اعلان حرب عليها وبالتالي اعلان حرب صريحة للغرب على نفسه على حسب آراء هذه الصحف وكأن لسان حالها يقول قول الشاعر الدبلوماسي عمر ابو ريشه :
لا يُلام الذئبُ في عدوانه. إن يكُ الراعي عدوَّ الغنم