الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أوروبا بحاجة إلى روسيا من أجل سوريا

ألمانيا- أوروبا بحاجة إلى روسيا من أجل سوريا

24.12.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏23‏/12‏/14
يسود حاليا جو من الفتور بين الائتلاف ال المؤلف من المسيحيين والديموقراطيين الاشتراكيين حكومي  الذي تقوده المستشارة انجيلا ميركيل سببه موقف ميركيل تجاه روسيا . فالمستشارة ميركيل لا تزال ومنذ بدء الازمة الاوكرانية نهاية عام 2013 جراء فشل الاوروبيين جذب اوكرانيا أثناء الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش اليهم نجم عن  تطورات ما يجري في اوكرانيا سلخ شبه جزيرة القرم عن الدولة وضمه الى روسيا وقيام متعاطفين مع روسيا بالشرق الاوكراني الاعالان عن تسمية مناطق بـ / جمهورية دونتسيك الشعبية /  وانتهاج الاوروبيين بالتعاون مع واشنطن عقوبات اقتصادية ضد روسيا . فميركيل التي يؤيدها حزبها المسيحي الديموقراطي تعتنم كل مناسبة سياسية سواء كانت دولية او اوروبية او المانية الا وتوجه انتقاداتها ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الامر الذي ساهم تدهور العلاقات بين المانيا وروسيا يصعب وضع حد لنهايتها .
وبالرغم من استياء وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير من السياسة الروسية  تجاه اوكرانيا  ودأبها وتأييد ووقوفها الى جانب بشار الا انه يرى بانتقادات ميركيل المتكررة للرئيس بوتين بانها وراء عدم ابداء موسكو مرونة تجاه الازمة الاوكرانية واستمرار عنف اسد ضد شعبه جراء الدعم الروسي ، فروسيا وعلى حد رأي شتاينماير لا يمكن إذلالها وإركاعها  وكل انتقاد توجه الى زعيم الكرملين  بوتين يساهم بصلابة موسكو تجاه اوكرانيا وازدياد دعمها للانفصاليين بالشرق الاوكراني يسفر عنه فشل جميع الجهود الدبلوماسية والسياسية للحيلولة دون تقسيم اوكرانيا وتفتيت اراضيها وبدون روسيا فلا استقرار لاوروبا سياسيا واقتصاديا واوروبا بحاجة ماسة لروسيا القوية سياسيا واقتصاديا معلنا بشكل غير مباشر تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تركت وراءها تاثيرا سلبيا على قوة العملة الروسية / الروبيل / وبالتالي اعطاء الاقتصاد الاوروبي ذخرا من القوة الاقتصادية .
ويؤيد الديموقراطيون  الاشتراكيون من بينهم صاحب سياسة الانفتاح على الشرق اثناء الحرب الباردة ايجون بار زمن المستشار السابق فيلي براندت  ورئيس منتدى الحوار الالماني الروسي / السياسي الاشتراكي /   ماتياس بلاتسيك تهدئة نبرات الانتقادات ضد بوتين ، بينما يرى بلاتسيك  الاعتراف بشرعية موسكو على شبه جزيرة القرم كخطوة رائدة لانهاء الفتور بين موسكو والغرب وتعاون بوتين مع اوروبا وخاصة برلين بانهاء دعمه السياسي والمعنوي للانفصاليين . وهذا ما يرفضه المسيحيون ، فقد أعلن رئيس شئون ملف العلاقات الالمانية مع شرق اوروبا وروسيا لدى كتلة المسيحيين ميشائيل فوخس لصحيفة / راينيشيه بوست / التي تصدر بمدينة دجوسلدورف هذا اليوم الثلاثاء 23 كانون أول/ديسمبر رفضه الغاء بعض العقوبات الاقتصادية ضد موسكو معتبرا العقوبات وراء تدهور / الروبيل / وبرودة الاقتصاد الروسي الامر الذي يعني إرغام موسكو على ابداء مرونة تجاه الازمة الاوكرانية ، بينما يرى / السياسي الاشتراكي / مسئول السياسة الخارجية لدى كتلة الدبموقراطيين الاشتراكيين  نيلس آنين بموقف المسيحيين تجاه روسيا بالخطأ السياسي الفاده الذي ترتكبه المستشارة ميركيل التي تقف وراء دعم الاوروبيين  لسياسة العقوبات الاقتصادية مشيرا ان روسيا دولة قوية بإمكانها الخروج من برودتها الاقتصادية من خلال تعاونها القوي مع الصين وايران اللتين تنظران الى الغرب نظرة ريبة وبالتالي وعلى حسب اعتقاد نيليس وشتاينماير بأن اي ضغوط على موسكو سيؤدي الى عدم تعاون موسكو مع المجتمع الدولي لانهاء ازمة العنف في سوريا ، اذ اكد بوتين بأنه مع الجهود الدولية لاعادة الحوار بين أطراف النزاع في سوريا وإنجاح وساطة مندوب الامم المتحدة دي ميتسورا الذي يسعى بالعودة الى / جنيف 3 / من جديد فموسكو تستطيع اقناع المتعاطفين معها من ائتلاف قوى المعارضة السورية بالتحدث مع ممثلين عن النظام السوري .
ويطالب رئيس كتلة المسيحيين بالبرلمان الالماني فولكر كاودر الاشتراكيين بانهاء سياسة الدعم الغير مباشر لموسكو وانه اذا ما استمر الاشتراكيون بانتقاد سياسة ميركيل تجاه روسيا فانه من الافضل انهاء الائتلاف الحكومي .