الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أوروبا بعد بريطانيا

ألمانيا- أوروبا بعد بريطانيا

02.07.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 30‏/06‏/2016
أعرب الرئيس البوسنوي بكر عزت بيغوفيتش بعيد لقاءه المستشارة انجيلا ميركيل هذا اليوم الخميس 30 حزيران / يونيو عن أسفه لاعلان الشعب البريطاني من خلال الاستفتاء الذي جرى يوم الخميس من الاسبوع المنصرم 23 الشهر الجاري رغبته الغاء عضوية بلادهم من الاتحاد الاوروبي عن أسفه ، موضحا ان الخطط الالمانية البريطانية التي تكمن بتحسين الوضعية الاقتصادية وتطوير سياسة الاندماج بين  فئات شعب البوسنة وخاصة الاندماج بين المسلمين والصرب حققت خطوات جيدة ، الا انه أشار بان المانيا هي التي قامت ايضا بتطوير الخطط البريطانية الالمانية معربا عن أمله تجاوز الاتحاد الاوروبي ازمته الجديدة التي تكمن بمغادرة بريطانيا الاتحاد .
وتعتبر دول ما يُطلق عليه بـ / فييساندل / وهي التشيك وهنغاريا وسلوفاكيا وبولندا في مقدمة دول الاتحاد الاوروبي التي تأسفت بشكل قوي على نتائج الاستفتاء ، اذ ان هذه الدول كانت تريد السعي مع بريطانيا لتشكيل حلف اقتصادي وسياسي مواز للاتحاد الاوروبي يكمن باجراء ضغوط على الاتحاد لتغيير بنود على سياسته التحتية ولا سيما مشكلة تدفق اللاجئين اذ تعارض هذه الدول مع بريطانيا استعياب الاتحاد الاوروبي الكثير من اللاجئين معتبرة الاتفاق الاوروبي التركي حول اللاجئين الذي منه ايضا استيعاب دول الاتحاد حوالي 72 الف لاجئ سوري يعيشون في تركيا اذ كانت لندن ومعها عواصم الدول المذكورة قد أبدت معارضتها الا انها وافقت بعد ذلك رغما عنها عدا وارسو التي اعلنت انها لن تستقبل لاجئين مسلمين سوريين . وتخشى هذه الدول من ان يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد ان تصبح المانيا وفرنسا وايطاليا زعيمة لدول الاتحاد الاوروبي الامر الذي يعني عدم اصغاء بقية الاوروبيين لاراء حكومات الدول الاربعة المذكورة .
ويرى مراقبون راقبوا مؤتمر القمة الاوروبية الاخير الذي عقد يومي الثلاثاء والاربعاء المنصرمين 28 و 29  حزيران / يونيو  ان خيبة الامل والوجوم كان سائدا على اعمال القمة الاوروبية فبالرغم من مطالبة رئيس لجان المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ومعه المستشارة انجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي فرانسوا اولند لندن الاستعجال بتقديم طلب الاقالة من بروكسل واعلان رئيس المفوضية دونالد توسك انه لن يكون مشاركة بريطانية بمؤتمر قادم لزعماء دول الاتحاد ، فان الدول الاسكندنافية العضوة بالاتحاد وهي السويد والدانمار وفنلندا تطالب الاوروبيين وخاصة المانيا وفرنسا بالتريث واعطاء مجال للندن بالغاء نتيجة الاستتفاء او اجراء استفتاء آخر ، كما تشعر هذه الدول بالاحباط من السياسة الاوروبية وتسعة لتشكيل تحالف اقتصادي وتقوية التعاون السياسي وغيره بينها ، كما ان هذه الدول كانت مع بريطانيا في مقدمة دول الاتحاد الاوروبي الذي يرفض عملة اوروبية موحدة .
وبالرغم من نتيجة الاستفتاء البريطاني ومطالبة ميركيل لندن بتقديم طلب الاقالة من بروكسل الا ان هناك شعور قوي في المانيا بقاء عضوية بريطانيا بالاتحاد الاوربي . فقد اعربت نسبة من خلال استطلاع قامت به المحطة التجارية / ن 24 /  وصلت  45 بالمائة  عن اعتقادها بقاء بريطانيا بالاتحاد بينما اشارت نسبة وصلت الى 30 بالمائة امكانية استفتاء جديد ووصفت نسبة وصلت الى 15 بالمائة الانجليز بالبرودة وعدم المبلاة بشعور الاوروبيين بخيبة املهم من الانجليز الذين اعلنوا الانسحاب من اوروبا .