الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أوروبا بقبضة المعادين للإسلام والاتحاد الأوروبي

ألمانيا- أوروبا بقبضة المعادين للإسلام والاتحاد الأوروبي

27.05.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏‏26‏/05‏/14
أطهرت نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي بالرغم من فوز الاحزاب المحافظة المسيحية والشعبية والاشتراكية  فوز القوميين والمناوئين للاتحاد الاوروبي والعملة الاوروبية / اليورو /.إضافة الى الشيوعيين والماركسيين ،  فحصول الجبهة القومية الفرنسية على 25 بالمائة من أصوات الفرنسيين وتراجع شعبية الاشتراكيين والاحزاب الشعبية الاخرى في تلك الدولة  واكتساح حزب الاستقلال البريطاني نتائج الانتخابات البريطانية بحصوله على 22 بالمائة من اصوات الناخبين هذا الحزب الذي يدعو الى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ،  وبالتالي حصول الحزب الجمهوري الهولندي على 14 بالمائة من الاصوات الى  جانب حصول الاحزاب القومية الالمانية التي حصلت هي الاخرى على 3 بالمائة من بينهم الحزب النازي على  1،5 بالمائة واستطاعته ارسال مندوب له الى البرلمان الاوروبي وبالتالي حصول حزب البديل لالمانيا المعادي للعملة الاوروبية / اليورو /  على 7 بالمائة من الاصوات هذه النسبة ساعدته بارسال سبعة اعضاء من حزبه الى البرلمان الاوروبي دليل واضح على بروز قوة القوميين والمعادين لسياسة الاتحاد الاوروبي .
صحيح ان الاحزاب المحافظة في اوروبا استطاعت الحصول على 211 مقعدا وبقيت اكثر الاحزاب قوة في شعبيتها فالحزب المسيحي الديموقراطي الالماني الذي تراسه المستشارة انجيلا ميركيل حصل على 36 بالمائة من الاصوات بتراجع يصل الى 8 بالمائة عن انتخابات عام 2009 ووصفت ميركيل النسبة بأنه ليلة مريرة بالنسبة لها ، وحصول الاشتراكيين على 196 مقعدا وحصولهم بالانتخابات التي جرت بالمانيا على 27 بالمائة من الاصوات ،  لا يعني ان الاشتراكيين والاحزاب الشعبية الاخرى قد اكتسحت مقاعد البرلمان الاوروبي اذ حصول الاحزاب القومية على حوالي 95  مقعدا وحصول الماركسيين والشيوعيين على 47 مقعدا من مقاعد البرلمان الاوروبي الذي يصل عددهم الى حوالي 755 مقعدا يضع زعماء دول الاتحاد الاوروبي بمأزق انتهاج الجديد على السياسة  الاوروبية مثل الاقتصاد والهجرة والتعايش السلمي بين الاوروبيين  وغير الاوروبيين ولا سيما مع المسلمين المنحدرين من خارج اوروبا الى جانب العلاقات بين الاوروبيين والامريكان وبالتالي مع حلف شمال الاطلسي .
ونتائج الانتخابات الاوروبية  التي فاز بها الاحزاب المحافظة والمسيحية اضافة فوز الاشتراكيين ايضا تثير اسئلة حول من سيستلم رئاسة المفوضية الاوروبية ، فرئيس البرلمان الاوروبي حاليا / الاشتراكي الالماني / مارتين شولتس يملك شعورا قويا باستلامه رئاسة المفوضية الاوروبية من خلال تحالف الاشتراكيين مع الخضر الذين حصلوا على 58 مقعدا من مقاعد البرلمان منهم 11 مقعدا لخضر المانيا والديموقراطيين الاحرار / الليبراليين / الذين حصلوا على 74 مقعدا منهم 3 مقاعد للالمان ، بينما يعتقد رئيس وزراء اللوكسمبورج سابقا ومرشح الاحزاب المحافظة لمنصب رئاسة المفوضية الاوروبية جان يونكر على انه سيستلم رائسة المفوضية  وانه يريد التحالف إما مع الاشتراكيين واذا ما رفضوا فمع / الليراليين / واحزاب مسيحية أخرى .
البرلمان الاوروبي الجديد سيصبح مرتعا خصبا للنازيين والقوميين الاوروبيين المعادين للاسلام اكثر من معاداتهم لليهود ، فزعيم الحزب الجمهوري الهولندي السيء الصيت جيرت فيلدريز  الذي ساهم مع المخرج الهولندي تيو فان جوخ  والصومالية المرتدة عن الاسلام عيان هيرس علي التي طردت من هولندا بعد اكتشاف احتيالها ، بوضع فيلم فتنة المسيء للاسلام ذلك الفيلم الذي اثار ضجة المسلمين ببعض الدول الاسلامية كانت نهاية المخرج المذكور القتل ، تقول الشرطة الهولندية أن احد المغارضة الذين يعيشون في هولندا قاتل فان جوج ، يصف فيلدريز القرآن الكريم بكتاب / كفاحي / للزعيم النازي ادولف هتلر وان الاسلام وراء الارهاب وبالتالي تأييده لرئيس نظام سوريا بشار أسد اذ يعتقد بأن أسد هذا أحد حماة الكيان الصهيوني المهدد بخطر الاسلاميين من كل مكان  سيكون على راس حزبه بمقاعد برلمان اوروبا . ومن المانيا زعيم الحزب النازي اودو فوجت  سيرسله حزبه مندوبا عنه الى شتراسبورج هذا الحزب الى جانب معادته للكيان الصهيوني الا انه من مؤيدي ايران والنظام السوري يدير شبكة اخبارية / المانيا الحرة / تؤكد هذه الشبكة الشعب السوري الذي يناهض بشار اسد معتد ويطالب مع العلويين في المانيا الحكومة الالمانية بإنهاء العقوبات الاقتصادية ضد ذلك النظام ويطالب بتطهير اوروبا وخاصة المانيا من المسلمين .
أما زعيمة الجبهة الفونسية ماريا لوبان التي فاز حزبها بالانتخابات الاوروبية التي جرت  في فرنسا يوم أمس الاحد 25 ايار/مايو بـ 25 بالمائة من اصوات الناخبين فمعروف عنها بالعنصرية وكراهيتها الاسلانم وتأييدها نظام اسد .
استيلاء القوميين الاوروبيين سيجعل من مناقشة الوضع في سوريا وقضايا العالم الاخرى والحوار مع الاسلام حوار طرشان وصرخات في واد وصفير خافت في غابات تعيش تحت رحمة الحيوانات الامر الذي يتطلب من المعارضة السورية ومن المهتمين بعلاقات قوية مع اوروبا وكسب الراي العام الاوروبي تغيير سياستهم التي ينتهجونها حاليا بدعم اعضاء البرلمان الاوروبي المنتمين الى الاحزاب الشعبية الذين يقفون الى جانب الشعوب المضطهدة  للمساهمة بكبح جماح القوميين والمعادين للاسلام في اوروبا .