الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أوروبا خسرت الانتخابات

ألمانيا- أوروبا خسرت الانتخابات

28.05.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏27‏/05‏/14
يناقش زعماء الاتحاد الاوروبي بمأدبة عشاء عمل مساء هذا اليوم الثلاثاء 27 أيار/مايو ببروكسل نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي التي كان الفائز بها الاحزاب المعادية لسياسة الاتحاد الاوروبي بالرغم من حصول الاحزاب المحافظة والمسيحية على 211 مقعدا والاشتراكيين على 196 مقعدا من بين مجموع مقاعد البرلمان الـ 751 مقعدا ، كما يناقشون بعشاء عملهم اسناد رئاسة المفوضية الاوروبية لمرشح المحافظين والمسيحيين رئيس وزراء اللوكسبورج سابقا جون يونكر او  لمرشح الاشتراكيين رئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتس وتوزيع حقائب فروع المفوضية .
لقد كان فوز الاحزاب القومية والماركسية المعادية للاتحاد الاوروبي ووصول نسبة المشاركة بالانتخابات الى 46 بالمائة من الأدلة الدامغة لضيق شعوب دول الاتحاد من اتحادهم الضعيف سياسيا خال من الحزم والعزم ، صحيح ان الاتحاد الاوروبي قوي اقتصاديا الا ان ذلك لا يعني بان جميع دول الاتحاد الاوربي قوية اقتصاديا  فنسبة البطالة عن العمل في اسبانيا واليونان والبرتغال وايرلندا تصل ما بين الـ 20 و 35 بالمائة وبالدول الاسكندنافية وفي المانيا وبلجيكا واللوكسمبورج الى ما بين الـ 7 / في المانيا / والـ 15 بالمائة في فرنسا وايطاليا ونسبة الفقر في بلغاريا ورومانيا  تتجاوز نسبة الى 40 بالمائة هاتان  الدولتان اللتان دخلتا عضوية الاتحاد عام 2007 أصبحتا بالنسبة للاوروبيين القدامى بعضوية الاتحاد عالة عليهم ويبذلون بطرق خفية لاخراجهما من الاتحاد . وهذا ما أكده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كمرون بتعليق له حول فوز حزب الاستقلال البريطاني بالانتخابات ، هذا الحزب الذي يدعو الى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وتصريح المستشارة انجيلا ميركيل ورئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي سيجمار جابرييل اللذين اشارا بأن فوز الحزب البديل لالمانيا المناوئ للعملة الاوروبية وعودة الاتحاد الاوروبي الى دوله الخمسة عشر بأن فوز الحزب المذكور والاحزاب المعادية لاوروبا يرغم زعماء الاتحاد الاوروبي تغيير سياستهم وانتهاج سياسة جديدة تعيد لشعوب الاتحاد الثقة بسياسة اتحادهم من جديد .
وترى  خبراء السياسة الاوروبية   بتقييمهم  للانتخابات الاوروبية بمحاضرة دعا مركز برلين العلمي  اليها مساء يوم أمس الاثنين 26 ايار/ مايو ان قوة الاتحاد الاوروبي  تكمن في اقتصادياته أما في السياسة وخاصة السياسة الخارجية فهو ضعيف للغاية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف تماما مواطن الضعف في هذا الاتحاد اذ لم يبالي مطلقا بالعقوبات الاقتصادية الذي هدده بها الاوروبيون والامريكان جراء سياسته في اوكرانيا وعدم مبالاته لمطالب الاوروبيين بتغيير سياسته المؤيدة لنظام سوريا  فهو يستطيع التحكم بالأنانيب التي تضخ الغاز الى اوروبا فإما ان يغلقها او يفتحها على مصراعيها  للعب بأعصاب الاوروبيين الذين فقدوا ايضا مصداقية شعوب اخرى في العالم مثل الشعب السوري الذي كان ينظر الى الاوروبيين بإنقاذهم من نظام جبروتي والى عدم مبالاتهم لمأساة الافارقة الذين يلتجأون الى اوروبا يضعون الموت على أكفهم بركوبهم زوارق قديمة لا تصمد أمام الامواج فكارثة جزيرة لامبيدوسا الايطالية  وغرق اكثر من 400 شخص لا تزال ماثلة أمام أعين منظمات حقوق الانسان الدولية ، عدا عن ذلك فان الاوروبيين أثبتوا ضعفهم أمام امريكا التي تتلاعب بالاوروبيين كيف تشاء تتجسس على مصالحهم الاقتصادية كما تتجسس على مكالمات زعماءهم الهاتفية الخاصة.  وأكد الخبراء  ان الاوروبيين باستطاعتهم كسب ثقة شعوبهم ووضع حد لقوة القوميين والمعادين للاتحاد الاوروبي اذا ما انتهجوا سياسة قوية سياسة حزم وعزم تنهي مأساة الافارقة والشعب السوري  وشعوب منطقة البلقان التي تعتبر بمثابة نار تحت رماد سرعان ما تلتهب من جديد .
أوروبا خسرت الانتخابات وعل نفسها جنت براقش / على حد تعبير  / الخبراء .