الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أوروبا وألمانيا وأزمة اللاجئين – مؤتمر أمني

ألمانيا- أوروبا وألمانيا وأزمة اللاجئين – مؤتمر أمني

11.11.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏10‏/11‏/2015
اعتبر كل من وزيري الخارجية الالماني واللوكسمبورج فرانك فالتر شتاينماير وجان السبورن بمؤتمر حول السياسة الخارجية لالمانيا واوروبا يعقد هذا اليوم الثلاثاء 10 تشرين ثان / نوفمبر بالعاصمة برلين بتنظيم من معهد كوربر للدراسات والمساعدات الدولية ، اوروبا تعيش على مفترق طرق خطير سبب تدفق اللاجئين وبالتالي لازمات اخرى مثل اوكرانيا واليونان والبلقان والشرق الاوسط وشمال افريقيا .
وأكد شتاينماير بكلمته التي ألقاها عدم مقدرة المانيا انهاء ازمة تدفق اللاجئين على اوروبا واستيعابها جميعهم بدون تعاون اورروبي اوروبي والحوار الاوروبي ضرورة ملحة للتوصل الى صيغ تنهي هذه الازمات فبدل ان يتكلم الاوروبيون على بعضهم البعض فالأولى التكلم مع بعضهم البعض ، وازمة تدفق اللاجئين وبشكل خاص السوريين أرغم الاوروبيون وغيرهم البحث عن اسبابها المباشرة التي تكمن بأزمة الحرب في سوريا التي يجب ان تنتهي  بتفاهم اوروبي اوروبي ، واوروبي مع السعودية وتركيا وايران التي تعتبر الدول الهامة والرئيسية بمنطقة الشرق الاوسط . وأعلن شتاينماير ان مؤتمر فيينا الذي عقد في وقت سابق من 30 تشرين اول /اكتوبر المنصرم وجمع السعودية بايران يعتبر خطوة ايجابية لا باس بها فبامكن هاتين الدولتين الاتفاق على وضع حرب للحرب في سوريا الذي راح ضحيتها اكثر من 350 الف شخص وشتريد اكثر من 12 مليون نسمة وبدون تعاون مع تركيا التي تحتضن اكثر من 2 مليون نسمة من اللاجئين السوريين فلا يمكن لاوروبا تجاوز ازمة اللجوء وبالتالي إنجاح الجهود الدبلوماسية التي تبذل للتوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا وتشكيل حكومة مؤقتة بتلك الدولة .
وحذر وزير خارجية اللوكسبمورج اسيلبورن من انهيار الاتحاد الاوروبي فأزمة اللاجئين أثبتت عدم وجود تضامن اوروبي اوروبي بل عداو وحسد وأنانية فمن يرفض استقبال اللاجئين بحجة الدين واللون من الاوروبيين يثبت انه معاد للقيم الاوروبية التي قام عليها الاتحاد الاوروبي وتكمن بالمساواة وحقوق الانسان وصيانة كرامته  وانه لا بد من لمحافظة على الاتحاد الاوروبي كقوة سياسية واقتصادية واجتماعية مهاب الجانب في العالم مشيدا بسياسة المانيا الاوروبية والدولية التي تسعى من اجل ان تكون اوروبا قارة قوية على جميع اصعدة تلك القوة .
وتطرق اسيلبورن وشتاينماير  الى الازمة الاوكرانية والعلاقات الاوروبية مع روسيا  مؤكدان انه لا غنى عن اي تعاون مع روسيا فاستقرار تلك الدولة استقرار لاوروبا وبالتالي فان استقرار روسيا مرتبط باستقرار اوروبا . وأعلن الوزيران ان التدخل الروسي العسكري في سوريا وبالتالي استمرار دعم موسكو للانفصاليين بالشرق الاوكراني ساهم الى حد كبير ببعيد الهوة وعمقها بين الاوروبيين والروس الا انه يجب بذل جميع الجهود للابقاء على جسر العلاقات والتعاون بين الاوروبيين وموسكو لانهاء ازمتي سوريا واوكرانيا على حد قولهما .
وكان رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك قد طالب بمحاضرة ألقاها مساء يوم أمس الاثنين 9 تشرين ثان / نوفمبر بالعاصمة برلين  المانيا بتنظيم من معهد كونراد أديناور للدراسات والمساعدات الدولية ،  أخذها زعامة اوروبا سياسيا مؤكدا ان المانيا أثبتت جدارتها بالمحافظة على كيان الاتحاد الاوروبي  مثل سعيها لانهاء ازمة اليونان المالية واوكرانيا وحاليا ازمة اللاجئين مشيرا انه لا تستطيع المانيا استيعاب جميع لاجئي العالم ولذلك فان التضامن الاوروبي مطلب هام للحيلولة دون انهيار اوروبا .
الا ان توسك أكد على ضرورة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي لتبقى دول الاتحاد بمأمن من الارهاب وغيره ولذلك فان التعاون مع تركيا واقامة مراكز رئيسية لاستيعاب اللاجئين وتوزيعهم بعد ذلك الى دول اوروبية   وبالتالي المساهمة ببقاء اللاجئين بالمناطق المتواجدين بها يجب تنفيذها على حد قوله .
وتزداد  الضغوط على الحكومة الالمانية لتحمل مسئوليات اكبر ولا سيما سياستها على الصعيدين الاوروبي والدولي ، فاكثر الدول الاوروبية وايضا دول بمنطقة الخليج العربي اضافة  الى الولايات المتحدة الامريكية يطالبون بدور رائد كبير لالمانيا لانهاء الازمات الدولية ، الامر الذي جعل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير يطالب الاوروبيين وغيرهم بمحاضرة القاها بمؤتمر مبرة  كوربر للدراسات الدولية هذا اليوم الثلاثاء 19 تشرين ثان / نوفمبر بالعاصمة برلين الاوروبيين بالتضامن مع المانيا بشكل ايجابي وقوي وحقيقي بدل تضامن بالكلام فقط مشيرا بان المانيا لا تملك عصا سحرية وتنهي الازمات الدولية بمفردها بينما  لا يكترث بعض الاوروبيين المبادرة بانهاء وتجاوز ازمات تتعرض لها اوروبا مثل الازمة الاوركرانية وازمة اليونان المالية وحاليا أزمة اللاجئين .
جاءت تصريحاته هذه على هامش توزيع المعهد المذكور لاستطلاع قام به حول السياسة الخارجية لالمانيا  والاراء من اجل قيادة المانيا اوروبا سياسيا ، فقد طالبت نسبة وصلت الى 67 بالمائة  بينما وصلت نسبة من يطالب المانيا بإدارة الازمات لانهاءها الى 40 بالمائة بزيادة تصل الى 18 بالمائة عن استطلاع عام 2014 الماضي  . واشار الاستطلاع الى مطالبة 54 بالمائة الحكومة الالمانية التحلي بمسئوليات اكبر لانهاء ازمة اللاجئين  بانهاء الاسباب التي أدت الى تدفقهم بينما رأت نسبة وصلت الى 23 بالمائة ضرورة حوار تجريه الحكومة الالمانية مع رئيس نظاتم سوريا بشار اسد لانهاء الازمة السورية واللاجئين بدل العمل العسكري  بينما رأت نسبة وصلت الى 71 بالمائة ان انهاء الازمة السورية سياسيا فاشلة والعمل العسكري ضد نزام اسد امر لا مفر منه .
وحول انهاء الازمة الاوكرانية اعتبرت نسبة وصلت الى 76 بالمائة  اعادة الثقة بين المانيا ومعها الاوروبيين مع روسيا ضرورة ملحة لتجنب ويلات حرب جديدة تقع في اوروبا على حسب راي الاستطلاع .