الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أوروبا والشرق الأوسط حروب وسلام

ألمانيا- أوروبا والشرق الأوسط حروب وسلام

08.05.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏07‏/05‏/14
لم تشهد بقعة في بقاع المعمورة من حروب واتفاقيات سلام مثل ما شهدته منطقتا الشرق الاوسط واوروبا كما لم يشهد بحر من بحار العالم حركة ونشاطا وحروبا مثل البحر الابيض المتوسط  فالمنطقتين المذكورتين توأمان بالرغم من اختلاف بسيط في اللغة والعادات  الا انهما تكادان متشابهة تماما بالثقافة والكوارث     الانسانية  في مقدمتها الحروب بين شعوبها اضافة الى سلام وصداقة بينهما .
ولعل أسباب الحرب العالمية الاولى التي اندلعت قبل مائة عام  وبالتحديد في شهر حزيران/يونيو عام 1914 كانت نتيجة الحروب الدينية التي وقعت بين النصارى في اوروبا وحب التسلط  وبالتالي نتيجة  حروب بين اوروبا ودولة الخلافة الاسلامية منذ العصر النبوي مرورا بالدولة الاموية  مع مناوشات بسيطة وقعت زمن العهود الاولى من الدولة العباسية ثم عادت لتشتعل زمن تحرير القدس وبلاد الشام من الصليبيين ثم استعرت زمن دولة الخلافة الاسلامية  العثمانية الى ان استطاعت اوروبا نيل بغيتها بالقضاء على دولة الخلافة الاسلامية  العثمانية  بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1918 لتلغى الخلافة بشكل رسمي عام 1923 .
ويرى استاذ علوم التاريخ الاوروبي والاسلامي في جامعة مدينة كولونيا  تيودور فريدريش فون شفارتس بندوة دعا اليها معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية مساء يوم الثلاثاء من 6 أيار/مايو  ان تاريخ اوروبا والشرق الاوسط من حروب وسلام لا يستطيع أحد جزم عددها فالحروب التي وقعت منذ بدابة العصور الحديثة ولا سيما بين الدولة الرومانية الغربية المقدسة / دولة هابسبورج / والدولة العثمانية ساهمت بقتل الملايين من البشر ومحت العنصرية الاوروبية والتطرف الديني المسيحي الكثير من منشئات علمية وأثرية تركها المسلمون وراءهم في اوروبا والحرب العالمية الاولى هي نتائج  وقوع الحرب العالمية الثانية وقيام دويلات جديدة في اوروبا والشرق الاوسط ووراء ظهور حب القومية والتعصب أوروبا ومنطقي الشرق الاوسط والشمال الافريقي / أي البلاد التي تتكلم العربية / كانت منطقة واحدة لا يوجد بها دويلات اللهم الا الدول التي كانت تحكم العالم الدولة  العثمانية ودولة هابسبورج التي كانت تعتبر مشرفة دول في اوروبا تكمها عائلات اي مثل دولة دولة الخلافة التي كانت تشرف عل جميع مناطق العالم الاسلامي وللخليفة مندوب عنها بكل بقعة من بقاع العالم الاسلامي . وما يجري حاليا في اوكرانيا يعتبر التطرف القومي والكراهية بين الاوروبيين وحصيدة حروب البلقان وقيام دويلات بتلك المنطقة  مثل ما يجري حاليا في سوريا من حب تسلط  طائفة قليلة على طائفة تعتبر السواد الاعظم من شعب تلك الدولة ، حب السيطرة على منطقة الشرق الاوسط برمتها تقوده ايران لنشر هيمنته بتعاون مع روسيا وامريكا  بتلك المنطقة . وأكرانيا ضحية التسلط القومي وضحية اطماع  اوروبا وروسيا الاقتصادية وهيمنة وحب التسلط ، محذرا من مغبة تقسيم اوكرانيا اذ بتقسيمها تقسيم جديد لاوروبا جراء قيام دويلات جديدة فيها .
والحروب وراء تدمير الانسانية والسلام هو أساس بناء الانسان والحرية والازدهار الاجتماعي والاقتصادي على حد رأي زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف التي رأت بالازمة الاوكرانية والمناوشات التي تقع بمدن شرق وجنوب تلك الدولة المتعاطفة مع روسيا والتي يتطلع الكثير من سكانها قيام دويلة لهم يعود الى التعصب القومي الذي انتشر بدول الاتحاد الاوروبي يهدد كيان اوروبا والاتحاد الاوربي ويهدد باندلاع حروب جديدة في اوروبا  بين الاسلام والنصرانية وعلى  زعماء دولة الاتحاد الاوروبي البحث بشكل جاد حول الاخطاء التي ارتكبوها تجاه اوكرانيا والاخطاء التي كانت وراء ازدياد قوة العنصرية القومية وذلك من اجل تصحيحها وانتهاج سياسة مغايرة عن السياسة التي نتهجونها حاليا . اوروبا جارة طبيعية لمنطقة الشرق الاوسط والشمال الافريقي  والعيش بسلام بين شعوب المنطقتين المذكورتين كفيل لإراحة الانسانية من قلق الحروب التي تحصد كل شيء على حسب تعبير رودولف .
وتعقد حاليا ببرلين وبعض العواصم الاوروبية ندوات حول الحرب العالمية الاولى وآثارها على الواقع الحالي وذلك بتنظيم من معاهد سياسية بالتعاون مع وزارة الخارجية الالمانية . ومن المقرر أن تلقي المستشارة انجيلا ميركيل مساء هذا اليوم الاربعاء 7 ايار/مايو محاضرة عن واقع السياسة الاوروبية أمام حوالي 400 من الشباب الاوروبي بالعاصمة برلين بندوة حول الخرب العالمية الاولى تستمر حتى بعد يوم غد الجمعة 9 الشهر الجاري .