الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أي عام كان 2014

ألمانيا- أي عام كان 2014

03.01.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏01‏/01‏/2015
انتهت أيام عام 2014 ليلة هذا اليوم الخميس واستقبل العالم عام 2015 ولا يعلم الغيب الا الله تعالى ، فقد كان عام 2014 عاما سيئا للغاية مثل الاعوام الماضية التي سبقته ، فالى جانب الكوارث الطبيعية ، استمرت مأساة شعوب بعض دول العالم تلك الشعوب التي تكافح من اجل حريتها مثل الشعب السوري والشعوب التي تعاني من بطش ميليشيات تعتقد بنفسها انها على معرفة كبيرة بالاسلام وتظن ان بطشها باقليات دينية بالعراق وسوريا وقتلها اسراها سيرهب الغرب ، وما تنظيم ما يُ\طلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / الا مولود أمريكي اسندت واشنطن تربيته لنظام يشار اسد وملالي ايران لصرف أنظار ما يُطلق عليه بالمجتمع الدولي عن ماساة الشعب السوري  الى محاربة هذا التنظيم  الذي صعد بقوة على الساحة العراقية للقضاء على انتفاضة العراقيين المسلمين من اهل السنة والجماعة الذين يعانون من عنصرية حكومة عراقية ساهمت بدعم كبير من طهران باضطهاد مسلمي ذلك البلد ، وبالتالي فأعمال  / داعش /  الغوغائية بمثابة دعوة صريحة لواشنطن بعودتها لاحتلال العراق وفرض سيطرتها على شعوب منطقة الشرق الاوسط . ملايين من البشر في سوريا والعراق والصومال والسودان وغيرها من بلاد العالم الاسلامي  اصبحوا مشردين لا يوجد لهم مأوى يعيش معظمهم على صدقات الغرب الذي يؤكد وقوفه الى جانب الشعوب التي تتعرض للكبت والتصفية من قبل أنظمتها الا ان الواقع يؤكد وقوف الغرب  مع انظمة تلك الشعوب . فالحرب التي شنها الصهاينة خلال شهر رمضان المبارك من عام 1435 الذي صادف نهاية حزيران / يونيو وطيلة شهر تموز/ يوليو من 2014 لم تقع الا بمبادرة ودعم من واشنطن ودول تعتقد  بحكومة حماس التي تحكم غزة خطر على أمنها  وقد نصر الله حماس وأثبت شعب غزة جدارته بالدفاع عن نفسه ومنطقته كما تكلل انتصار حماس محو  محكمة العدل الاوروبية اسم حماس من لائحة الاوروبيين الارهابية .  أما أوكرانيا التي يتنازع عليها الغرب مع روسيا فلا تزال مستمرة فاوروبا تدق طبول الحرب ضد روسيا وتزعم وقوفها الى جانب الشعب الاوكراني ووحدة أراضيه  والواقع غير ذلك فاوروبا تدعم الرئيس الاوكراني بيترو بانوكوفيش بالعتاد والمال وروسيا تدعم الانفصاليين المتعاطفين معها بالسلاح والرجال ، هذه السياسة كانت وراء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الى حظيرتها وعادت بذلك ماساة المسلمين الذين كانوا السواد الاعظم من تعداد أهالي تلك المنطقة  وأصبحوا جراء العنف والتصفية والطرد من قبل قياصرة وبلاشفة روسيا اقلية . اوروبا التي احتفت عام 2014 بمرور مائة عام على الحرب العالمية الاولى وخمس وسبعون عاما على الحرب العالمية الثانية وخمس وعشرون عاما على انهيار الانظمة الشيوعية في اوروبا واعادة توحيد الالماتيتين متعطشة لحرب جديدة في اوروبا والشرق الاوسط ولا أحد يدري متى تنطلق أول رصاصة تعلن وقوع الحرب .
لا أحد يدري ما اذا كانت مأساة الشعب السوري ستنتهي عام 2015 ، فتنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / ساهم الى حد كبير ارتفاع تلك النبرات التي تطالب بإعادة الشرعية لطاغية سوريا بشار اسد ، وها هي موسكو تقوم حاليا بتنظيم لقاء لما يُطلق عليه بالمعارضة مع ممثلين عن نظام اسد والتحضير لمؤتمر جنيف ثالث ، فالمعارضة السورية لا تعي خطر الذهاب الى موسكو على  مستقبل انتفاضة الشعب السوري الذي لا يريد سوى الحرية والعيش بكرامة فوق أرضه . وقد أكد لي أحد خبراء المنطقة الشرق الاوسط من السياسيين الالمان أن الشعب السوري بحاجة الى شخصيات جديدة تمثله بحق فشخصيات المعارضة الحالية شخصيات تعتقد بنفسها الزعامة وتخشى بذهاب اسد ان تصبح لا شيء فلذلكم تسعى للابقاء على أسد وبقاءها بأنها معارضة .
لا أحد يعلم الغيب الا الله فربما يكون عام 2015 عام خير للبشرية جمعاء  وربما تستمر ماساتها .