الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- إعادة الشرعية لبشار أسد

ألمانيا- إعادة الشرعية لبشار أسد

26.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏25‏/08‏/14
استهجن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير تصريحات لوزير خارجية نظام سوريا وليد المعلم استعداد نظامه التعاون مع الغرب لمحاربة ما يُطلق عليه تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / مشيرا بمؤتمر صحافي عقده بعيد مشاركته بافتتاح مؤتمر سفراء المانيا انه لا احد في اوروبا وفي المانيا خاصة وفي العالم ايضا يثق بنظام قاتل قتل الالاف وشرد  الملايين وانها , وعلى حسب تعبيره / ليست بخدعة الام لفطام رضيعها / ونظام سوريا فاقد لشرعيته والمانيا لن تتعامل مع هذا النظام .
جاءت تصريحات شتاينماير عقب مطالبة أعضاء من كتلة اليساريين بالبرلمان الالماني واعتقاد  سياسيين عن رايهم شاركوا  بافتتاح مؤتمر السفراء المذكور بأن التعاون مع نظام اسد ربما يساعد على انهاء تنظيم / داعش المذكور / مؤكدا ان المجتمع الدولي قادر على وضع حد لقوة التنظيم المذكور الذي يعتبر خطرا على منطقة الشرق الاوسط برمته .
وكان شتاينماير قد أكد بكلمة القاها أمام سفراء المانيا عدم مقدرة بلاده انهاء الازمات الدولية بمفردها ونشاط الدبلوماسية الالمانية وانجازها لنجاحات يكمن بتعاون اوروبي فعال مع الدبلوماسية الالمانية رافضا انتهاج المانيا تأثيرا على السياسة الدولية لإنهاء الازمات التي تسود العالم حاليا في اوروبا والشرق الاوسط برمته  ومن يعتقد ان بامكان المانيا انهاء الازمات الدولية بمفردها سيصاب بخيبة الامل  واعلان الحكومة الالمانية ارسال اسلحة الى الاكراد في العراق لمحاربة / داعش / لا  يعني محاباة فريق على فريق لالمانيا في العراق بل من اجل حماية الاكراد لدويلتهم ومواجهة جرائم / داعش / معلنا ان الحاجة ملحة للاوروبيين التحلي بالشجاعة والمسئولية لارساء العدالة في العالم وحقوق الانسان ووضع حد للجرائم الانسانية التي يرتكبها نظام أسد بالتعاون مع / داعش / وغيرها
هذا وأكد وزير الخارجية الالماني  شتاينماير  بندوة جمعته مع رئيس لجان شئون السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي سابقا خافيير سولانا والرئيس السويسري / وزير خارجية بلاده / رئيس المنظمة الاوروبية للآمن والسلام والتنمية ديدير بوركهارت خلال تمهيد  لمؤتمر سفراء المانيا  بان المانيا موجودة على الساحة الدولية للسياسة وتؤدي مهامها لانهاء النزاعات في العالم بشكل لائق وان بلاده تتطلع للعب دور رائد اكبر على الصعيدين الاوربي والدولي فبرلين شاركت بالحرب ضد صربيا والطالبان وبذلت جميع الجهود السياسية التي تملكها لانهاء العنف في البلقان وارسلت فرقا عسكرية الى تلك المناطق عندما رأت ان الدبلوماسية فشلت والحرب آخر وسيلة كما ان برلين تبذل قصارى جهودها لانهاء الازمات الدولية التي تعصف حاليا باوروبا من خلال الازمة الاوكرانية وبالشرق الاوسط في الحرب التي يقودها الكيان الصهيوني ضد اهالي غزة اضافة الى قرار الحكومة الالمانية مؤخرا بارسال اسلحة الى الاكراد في العراق لمواجهة الخطر الجديد على الامن والسلام الدوليين ألا وهو تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / .
جاء ذلك ردا على انتقاد وزير الخارجية السويسري بوركهارت / الرئيس السويسري /  الذي رأى بالسياسة الخارجية لالمانيا بالباردة بعض الشيء مشيرا ان الحوار والتوصل الى صيغ مرضية يعتبر اساسا رئيسيا لانهاء الازمات في العالم فالضرورة ملحة لبذل الجهود لاجراء حوار مباشر بين حماس والكيان الصهيوني لإنهاء الحرب والتوصل الى صيغة مرضية من اجل فتح المعابر في ذلك  القطاع ، بينما عزا شتاينماير  موقف حكومته تجاه النزاع في الشرق الاوسط الى  تاريخ المانيا تجاه اليهود اثناء الحرب العالمية الثانية الا انه أكد بذل جهوده مع شركاءه الاوروبيين فرنسا وبريطانيا لاصدار مجلس الامن الدولي قرارا يطالب بإنهاء الحرب وبالتالي بذل جهوده الدبلوماسية لتلبية مطالب الفلسطينيين التي تكمن بانهاء الحصار واعادة فتح المعابر المؤدية الى قطاع غزة معربا عن أسفه لفشل الدبلوماسية اثناء وساطته التي قام بها في وقت سابق من شهر تموز/ يوليو المنصرم الى فلسطين المحتلة والاردن من اجل انهاء الاعمال العسكرية الا انه اشار بان ذلك لا يعني عدم استمرار الجهود ومحاولات متتالية لرأب الصدع بالمنطقة .
خافيير سولانا رأى ببعض العقوبات الاقتصادية التي فرضها  الاوروبيون على روسيا بشأن الازمة الاوكرانية غير جيدة مشيرا الى ان الحوار مع موسكو يجب ان يستمر وعدم ممارسة  القوة والضغوط السياسية والتهديدات بعقوبات اقتصادية فاوروبا بحاجة الى روسيا كما ان روسيا بحاجة الى اوروبا وليست بحاجة الى حلف شمال الاطلسي وبالتالي فان عزل سوريا سيضر باوروبا من خلال جهودها التي تبذلها لاحلال بالشرق الاوسط ومناطق كثيرة بالعالم ، بينما عزا  وزير خارجية سويسرا / الرئيس السويسري / بوركهارت تعثر وساطات المنظمة الاوروبية للأمن والسلام والتنمية بالحوار التي تجريه بين روسيا واوكرانيا الى الاوروبيين جراء عدم وجود سياسة موحدة لهم فممارسة الضغوط والتهديدات ومحاباة طرف على طرف كانت وراء عدم التوصل الى انهاء الازمة الاوكرانية سياسيا ويجب على الاوروبيين القيام ببحوث ميادينة حول شعور اهالي شرق وجنوب اوكرانيا والاسباب الخلفية التي تقف وراء شعورهم الانتماء الى الروس .
ورأى شتاينماير ومعه بوركهارت وسولانا ان العالم يعيش في صراع جديد مع الارهاب الدولي الذي يكمن بازدياد قوة تنظيم / الدولة الاسلامية / . ولم يستبعد شتاينماير ارسال حلف شمال الاطلسي / الناتو / فرقه العسكرية من افغانستان الى الشمال العراقي لمواجهة / داعش / كما  أعرب عن اعتقاده وجود تعاون قوي بين نظام بشار اسد وتنظيم / داعش / وان بشار اسد يستغل ما يجري في الشمال العراقي وفي المناطق  التي يسيطر  عليها / داعش / في سوريا لصالحه  مشيرا انه لا سلام بمنطقة الشرق الاوسط برمته وطالما ان الارهاب يعتبر السائد بهاعلى حد أقوالهم .
ويعتبر مؤتمر السفراء الالمان الذي سيفتتح بشكل رسمي يوم الاثنين المقبل 1 ايلول/ سبتمبر اهم مؤتمر لهم منذ عام 2003 وذلك جراء تطورات الازمات في العالم اوكرانيا سوريا العراق وفلسطين اذ من المحتمل ان يسفر عنه قرارات تعطي اشارة ضوئية لتدخل عسكري غربي في شمال العراق .