الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- إعلان الحرب على "داعش"

ألمانيا- إعلان الحرب على "داعش"

18.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏17‏/08‏/14
يسود أروقة السياسة الالمانية نزاع بين مؤيدي ارسال اسلحة وبالتالي مشاركة عسكرية المانية الى جانب عمليات عسكرية تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ضد تنظيم ما يُطلق عليه  بـ / الدولة الاسلامية  - داعش / . فوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي زار يوم أمس السبت 16 آب/اوجسطس بغداد والتقى رئيس الدولة العراقية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء المعين حيدر العبادي ، زار عاصمة كردستان العراق اربيل والتقى مسعود  بارزاني وممثلين عن الدين اليزيدي مؤكدا للجميع دعم الحكومة الالمانية  لاستقرار العراق ومكافحة / داعش / وذلك من اجل حماية الاقليات الدينية واستقرار العراق ووحدة اراضيه ، معلنا هذا اليوم الاحد 17 الشهر الجاري ببرلين واثر وصوله الى مبنى أكاديمية التدريب الدبلوماسي حيث يشارك باجتماع لوزراء خارجية فرنسا وروسيا واوكرانيا للبحث لانهاء الازمة الاوكرانية ، رفضه قيام كردستان دولة مستقلة عن العراق اذ بقيامها سيؤدي الى ازدياد خطر تقسيم منطقة الشرق الاوسط من جديد  الى جانب العنف  وعدم استقرار المنطقة المذكورة اطلاقا .
وقد ارتفعت حدة المطالبة ارسال اسلحة وتدخل عسكري في شمال العراق  ، فقد أكد وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر  ضرورة التدخل العسكري ضد / داعش / التي وصفها بالاكثر تطرفا من القاعدة . فتنظيم القاعدة وعلى حد راي فيشر وخبراء السياسة العسكرية الاستراتيجية  من بينهم قائد الجيش الالماني السابق هارالد كويات لم يقترفوا جرائم انسانية تكمن بقتل الأمنين في المناطق التي كانوا فيها ولم يمارسوا اضطهاد اقليات عرقية ودينية مثل الجرائم التي يقترفها عناصر / داعش /  مؤيدا قلق رئيس وزراء بريطانيا  ديفيد كِمرون الذي اشار بانه بإمكان / داعش / تهديد اوروبا بعقر دارها اذا لم يقوم الاوروبيون وغيرهم بالقضاء على ذلك التنظيم ـ بينما أوضح فيشر بأن ردع / داعش / عن جرائهم لا يكمن بالصلاة  وتذكيرهم بآيات القرآن والاحاديث النبوية التي تنهي عن قتل النفس بغير حق اذ ان جراءهم لا تتفق مع تعاليم الاسلام ويجب ردعهم بالقوة ،  بينما طالب زعيم الحزب الديموقراطي الاشتراكي وزير الاقتصاد ونائب المستشارية الالمانية سيجمار جابرييل التدخل عسكريا في شمال العراق وشرق سوريا حيث لـ / داعش / قوة كبيرة بتلك المناطق وفي مقدمتها مدينة الرقة لوقف خطر لك التنظيم على العراقيين والسوريين وانه يجب على العالم ان لا يبقى مكتوف الايدي دون حراك ويكتفي بهز راسه يمنة ويسرة ومن اسفل الى اعلى تجاه جرائم الانسانية التي يقترفها عناصر / داعش / .
مطالب   التدخل عسكريا في العراق شبيهة  تماما اثناء فترة الحرب البوسنوية فحكومة المستشار السابق هلموت كول قامت بتقديم مساعدات عينية وانسانية الى البوسنويين والكروات بدون ان تتدخل بادئ الامر عسكريا ضد صربيا الا ان المطالب والاحتجاجات التي قادها سياسيون من بينهم وزير البريد السابق كريستيان شفارتس  شيلينغ الذي ساتقال من منصبه احتجاجا على تقاعس كول قاد مظاهرة كبيرة طالبت كول بتدخل عسكري الامر الذي ارغم كول وقتها بتغيير سياسته وارسل فرقا عسكرية الى البوسنة كما أعلنت حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر الذي قاد سياسته الخارجية يوشكا فيشر الحرب ضد صربيا لرفضها وقف الحرب  ضد الكوسوفو وذلك عام 1999 ، ثم اعلنت حكومة شرودر الحرب ضد القاعدة والطالبان وفق قانون دولي لمحاربة الارهاب . وبالرغم من ان الطالبان كانت قد حكمت افغانستان الا انه جراء ممارستها سياسة الكبت الى جانب سياسات اخرى وضعت بصنف تنظيمات الارهاب الدولية كما ان جرائم / داعش / باضطهادها النصارى وممارستها قتل الامنين وارغام اليزيديين على اعتناق الاسلام وقتل بعضهم  الى جانب اعلانها الحرب ضد تنظيمات المعارضة السورية التي تسعى للاطاحة بنظام بشار أسد لانهاء ماساة الشعب السوري اضافة الى ممارستها العنف والكبت على سكان المناطق التي تسيطر عليها تعتبر ارهابية اساءت للاسلام وساعدت نظام بشار اسد وحكومة الملالي بايران بشكل اكثر من ذي قبل . صحيح ان ظائرات للنظام السوري قامت بقصف مواقع تسيطر عليها / داعش / الا انها سياسة تمويه يريد نظام أسد إثباته المجتمع الدولي وقوفه ضد جرائم / داعش / كمحاولة خسيسة وبائسة لكسب تأييد المجتمع الدولي له على حسب راي خبير الارهاب هانس يوئاخيم جيسمان من معهد هامبورج للسياسة الامنية .
وتنتهج الولايات المتحدة الامريكية سياسة مراوغة في العراق وسوريا  فالرئيس باراك اوباما الذي اصدر أوامره لسلاح الجو الامريكي بقصف مواقع لـ / داعش / أعلن انه لا يريد انزالا بريا بينما أعلن الجيش الامريكي انهاء مهمة مساعدة اللاجئين العراقيين في مناطق سنجار وغيرها القريبة من الموصل وكردستان العراق الى مناطق امنة بالقرب من اربيل والسليمانية لأن اللاجئين بتلك الجبال قلة قليلة على غير ما كان معلوما ، فواشنطن تتريث قرارا اوروبيا بشأن التدخل العسكري في العراق فهي تريد مساعدة الحكومة العراقية بالقضاء على انتفاضة أهل السنة من العراق والمسلحين وقد ربط اوباما شريطة هذا التدخل  بتنحي رئيس الوزراء السابق المالكي الذي وافق على استلام خلفه حيدر العبادي رئاسة الحكومة العراقية أملا بتنفيذ اوباما وعوده وستدعم واشنطن اوروبا اذا ما أعلنت استعدادها المشاركة عسكريا ضد / داعش / واستقرار العراق الا انه لن يكون هناك زحفا بريا .
ربما تستجيب واشنطن واوروبا لمطالب زعماء ائتلاف قوى المعارضة السورية  بشن حرب  ضد / داعش / الا ان ذلك لا يعني التنظيم المذكور سيكون منتهيا . ولو نظرنا الى جرائم / داعش/ بتقلهم  وتشريدهم الابرياء  نراهم أكثر إجراما وتطرفا من الخوارج الذين أعلنوا تكفير المسلمين وخاصة الصحابة ما بعد حادثة التحكيم ورفع المصاحف اثناء الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم ، أي ما بعد معركة صفين ، فقد رأى الخوارج بالذين رضوا بالتحكيم كفارا وقاموا باعتيال  سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وحاولوا قتل معاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهم كما قتلوا ابناء الصحابة مثل محمد بن خباب بن الارث بينما كفوا أيديهم عن اليهود والنصارى مراعاة لذمة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكتاب ، فداعش قتلت النصارى وغيرهم كما قتلت الكثير من المسلمين ولم يراعوا حرمة الاسبر وحرمة بيوت الله . صحيح ان هناك مساجد ضرار يجب هدمها كما أمر الله تعالى في سورة التوبة ، الا ان الغلو في التطرف مرفوض على حسب راي استاذة  التاريخ الاسلامي في جامعة برلين الحرة جودرون كريمر .