الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- اتفاق المجتمع الدولي على عدم مساعدة الشعب السوري

ألمانيا- اتفاق المجتمع الدولي على عدم مساعدة الشعب السوري

01.08.2013
هيثم عياش


برلين /‏31‏/07‏/2013
عرضت المحطة الاولى والثانية من الرائي الالماني يومي امس الاثنين والثلاثاء فيلما وثائقيا حول تطورات الاوضاع في سوريا يحمل الاول / قبل يوم أمس الاثنين / 29 تموز/ يوليو عنوانا / كيف يقتل النظام السوري شعبه / والثاني يوم أمس الثلاثاء 30 تموز/ يوليو كيف تموت سوريا  قام بعرضهما صحافيان المانيان قاما بتصوير وقائع الوضع الامني بتلك الدولة .
ومن خلال تقييم صحافيين ومراقبين لتطورات الاوضاع في سوريا  للفيلمين  أجمعت آراؤهم بأن ما يُطلق عليه بالمجتمع الدولي وفي مقدمة المجتمع المذكور  مجلس الامن  التابع لمنظمة الامم المتحدة تم الاتفاق  على سياسة واحدة تكمن عدم مساعدة الشعب السوري لتحقيق هدفه المرجو من انتفاضته الذي يكمن  بإنهاء نظام بشار اسد وارساء الحريات العامة واستعادة كرامته من جديد تلك الكرامة التي حاول حزب البعث العربي الاشتراكي والعائلة الاسدية القضاء عليها تماما . فالمجتمع الدولي ومعه مجلس الامن ينظران ببرودة الى ماساة الشعب السوري ويستمعون ببلادة الى آراء وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف بعقد مؤتمر جنيف / 2 / الدولي لوقف حمام الدماء والتوصل الى حل سياسي ينهي ماساة الشعب المذكور علما أن مؤتمر جنيف / 2/ لن يحمل الكثير  اذا ما تم انعقاده بالفعل خلال عام 2013  فالمجتمع الدولي يتحمل مسئولية  الحرب الاهلية في سوريا اذا كان باستطاعة المجتمع والمجلس المذكورين وضع حد لماساة الشعب السوري من خلال سياسة حازمة حاسمة ضد بشار اسد  فالتدخل العسكري المحدود أو اصدار قرار بحظر جوي على غرار ما وقع في  ليبيا لا يعتبر من الناحية القانون الدولي بحرب ضد دولة ما فقد اتفق المجتمع الدولي ومجلس الامن على تدخل عسكري ضد صربيا خلال اعوام 1991 و 1999 لوقف نزيف دماء شعوب البلقان في البوسنة وكرواتيا وسلوفينيا واخيرا  الكوسوفو بالرغم من معارضة روسيا والصين ودول اوروبية  تدين بالارتودوكسية كما تدخلت الولايات المتحدة الامريكية وبدعم من بعض الدول الاوروبية بالشأن العراقي واحتلت تلك الدولة بدون تفويض من مجلس الامن ومنظمة الامم المتحدة بشكل مباشر كما اعلن  المجتمع الدولي ومعه مجلس الامن وحلف شمال الاطلسي / الناتو / وضع حد لحكم الطالبان بافغاستان ثم أخيرا في  ليبيا ضد طاغية تلك الدولة معمر القذافي بالرغم من معارضة موسكو وبكين وامتناع برلين بالادلاء بصوتها ضد الحظر الجوي عام 2011 والخلاف بين الغرب وموسكو وبكين في الشأن السوري  انما هو تمثيلية وحجة واهنة وذلك لاعطاء المجال لرئيس نظام سوريا الذي يتلقى مساعدات عسكرية من روسيا وايران وبدعم من مرتزقة شيعية لتحقيق انتصارات على الارض وتقسيم سوريا الى دويلات وقيام دولة للعلويين التي كانت فرنسا اثناء انتدابها لسوريا قد وعدت الطائفة العلوية بذلك اضافة الى تحقيق اطماع ايران بنشر التشيع والسيطرة على دول منطقة الخليج العربي . .
ويؤكد عضو مجلس شورى حقوق الانسان التابع لمنظمة الامم المتحدة  هاينر بيلفيلدت الذي يشغل بالوقت نفسه كرسي دراسات مادة حقوق الشعوب بجامعة مدينة ايرلنجين  ان تدخلا عسكريا من دولة ما بدون تفويض من الامم المتحدة ومجلس امنها لاهداف انسانية تكمن بوقف ماساة تلك الشعوب وتأمين وصول المساعدات الانسانية لشعبها  لا يعتبر خرق لحقوق الانسان وحقوق الشعوب  وبالتالي لا يعتبر احتلالا وما يجري في سوريا يرغم أي دولة بجوار سوريا او بعيدة عنها القيام بعمل عسكري لوقف المذابح وهدم المدن والقرى ، فالفيلمين الوثائقيين الذي تم عرضهما يومي الاثنين والثلاثاء المنصرمين تقشعر منه الابدان والسكوت عنه مشاركة المجتمع الدولي بجرائم بشار اسد . وترى نائبة رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الالمانية بريجيته  شونلايتنر ان ما يجري في سوريا وتهديدات سابقة لرئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوجان وطلب قادة من الجيش التركي التدخل  بسوريا  ساهم ايضا بانقسام حلف شمال الاطلسي / الناتو / على نفسه ما بين المؤيد لتركيا والمعارض لها واتفاق المجتمع الدولي على عدم مساعدة الشعب السوري والنظر ببرودة وبلادة الى ما يجري بتلك الدولة سيؤدي الى  ازدياد قوة العناصر الاسلامية المتشددة بمنطقة الشرق الاوسط وازدياد كراهية الشعوب المسلمة للغرب .