الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ارتفاع نبرات المشاركة بتأديب نظام دمشق

ألمانيا- ارتفاع نبرات المشاركة بتأديب نظام دمشق

28.08.2013
هيثم عياش


برلين /‏27‏/08‏/13
يؤكد وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه مرارا بأن المانيا تنتهج سياسة سلمية بسياستها الخارجية أي مساهمتها بإحلال السلام في العالم والقيام بوساطات دبلوماسية بين اطراف  سياسية تتنازع على السلطة ببلادها لانهاء نزاعاتها عبر الحوار والدبلوماسية . وهذا ما أكده ايضا بالنسبة لليبيا عندما قرر مجلس الامن الدولي حظر طيران فوق ليبيا امتنعت المانيا التي كانت عضوة بالمجلس بين عامي 2010 و 2012 بالتصويت على قرار مجلس الامن الدولي الذي نجم عنه مراقبة حلف شمال الاطلسي / الناتو / لكل خرق يقع ومساهمة الحلف المذكور بانهاء نظام زعيم ليبيا السابق معمر القذافي . وعندما تحررت تلك الدولة من قبضة الطاغوت السابق خرج فيسترفيليه الى العلن واكد ان سياسته باحتفاظ برلين بصوتها  قد أثبتت فعاليتها علما ان برلين شاركت بشكل غير مباشر بالعمل العسكري للـ / ناتو / ضد القذافي من خلال دعم معنوي لفرق الناتو .
أما أزمة العنف في سوريا الذي يمارسه رئيس نظام تلك الدولة بشار اسد ضد شعبه  فقد أعلن فيسترفيليه ومعه المستشارة انجيلا ميركيل انهما لن يرسلا اسلحة الى المعارضة السورية عندما قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم الذي عقدوه اواخر شهر ايار/مايو من عام 2013 الحالي الغاء حظر ارسال اسلحة الى سوريا ، واصر فيسترفيليه على تأييده لمقترحات وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف عقد مؤتمر جنيف / 2/ الدولي لانهاء العنف والتوصل الى حل سياسي في ذلك البلد الا ان المؤتمر لم يعقد ولن يعقد خلال الاسابيع القليلة المقبلة .
وساهم القصف  التي تعرضت له مناطق من غوطة دمشق يوم الاربعاء من 21 آب/اوجسطس  بالاسلحة الكيماوية لتغيير موقف برلين ، فقد أكد فيسترفيليه يوم أمس الاثنين 26 آب/اوجسطس أمام مؤتمر سفراء المانيا استعداد برلين المشاركة مع المجتمع الدولي اذا ما ثبت استخدام الاسلحة الكيمياوية التي ابادت أكثر من 1400 شخص معظمهم من الاطفال كما أجرت المستشارة انجيلا ميركيل اتصالات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كِمرون حول تطورات الوضع المخيف في سوريا كما ارتفعت الاصوات المطالبة بتأديب نظام دمشق والمشاركة الالمانية بأي وسيلة ضد مجرمي الحرب من النظام السوري . وهذا ما أشار اليه عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني راينر شتينر بلقاء مع / المحرر/ قبل يوم أمس الاحد 25 آب/اوجسطس وتأكيد رئيس شئون لجان السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس الذي أعلن هذا اليوم الثلاثاء 27 الشهر الجاري للمحطة من الرائي / التلفزيون / الالماني انه اذا ما ثبت استخدام نظام مشق للاسلحة المذكورة لابادة الجماعية فان عل العالم عدم الصمت ومرور تلك الجريمة والجرائم السابقة بسلام ، كما أعلن كل من مرشح الديموقراطيين لمنصب المستشارية الالمانية بيير شتاينبروك ورئيس كتلة الخضر بالبرلمان الالماني يورجين تريتين دعمهما مشاركة برلين تأديب النظام السوري اذا ما أكد مفتشي الامم المتحدة إبادة الاسلحة الكيمياوية للاطفال والنساء وغيرهم .
ويعتقد عضو شئون السياسة الخارجية وناطق كتلة المسيحيين عن هذه السياسة فيليب ميسفيلدر ان العمل العسكري أصبح مجديا الا أنه يخشى قيام ايران بتقديم دعما متزايدا وكبيرا لحزب الله اللبناني للدفاع عن نظام اسد وبالتالي قيام عناصر الحزب المذكور بارساء الخوف وعدم الاستقرار الامني والسياسي وزعزعتهما في لبنان بمنطقة الشرق الاوسط بأكملها  واذا ما اتخذ مجلس الامن الدولي قرارا بالتدخل بسوريا فيجب عليه وضع الحزب المذكور بادئرة المراقبة ومنعه من اعمال انتقامية ضد الشعب السوري .
ويتساءل عضو شئون السياسة الخارجية عن كتلة التحالف اليساري / الشيوعيين /  يان فان أكين ما اذا كان مجلس الامن الدولي سيقوم بعمل عسكري ضد المفاومة السورية اذا ما ثبت انها وراء قصف مناطق الغوطة بالاسلحة الكيمياوية السامة بعد انتهاء المفتشين الدوليين من مهمتهم وذلك جراء تكهنات بثتها الحكومة الايرانية عبر شبكة / المسلم ماركت / التي تعتبر بوق طهران في المانيا التي أشارت بأن الجيش الحر والميلشيات الاسلامية التي وصفتها بـ / التكفيرية / وراء استخدام الاسلحة الكيماوية بل لم تستبعد ايران وقوف الصهاينة وراءها اذ قاموا باعتداءات كثيرة على سوريا خلال عام 2013 الحالي .
وتشير تكهنات الى احتمال وقوف حزب الله اللبناني وراء ابادة أهل الغوطة انتقاما لتفجيرات منطقة الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت  معقل حزب الله  اللبناني الذي يقف ايضا وراء تفجيرات طرابلس يوم الجمعة المنصرم 23 آب/اوجسطس واذا ما ثبتت مسئولية الحزب المذكور فعلى العالم ايضا تأديب ايران لأنها تقف وراء الاجرام الذي يقترفه رئيس نظام سوريا بشار اسد  وحزب الله اللبناني  .
والايام مليئة بالمفاجئات ، وتختلف حكومة انجيلا ميركيل عن حكومة جيرهارد شرودر فقد قادت حلف شمال الاطلسي / الناتو /  بالحرب ضد صربيا  بعد ان فشلت الدبلوماسية وشاركت بالحرب الافغانية واعلنت رفضها خوض الحرب ضد العراق مع امريكا وغيرها من بعض الدول الاوروبية بينما امتنعت حكومة ميركيل  المشاركة عسكريا في مالي وغيرها .