ألمانيا- ارتفاع نبرة التشاؤم بإلغاء الأوربيين تأشيرة للأتراك

كاتب ومفكر سياسي
برلين 24‏/05‏/2016
من المقرر استطاعة الاتراك ابتداءً من أوائل تموز / يوليو المقبل دخول دول الاتحاد الاوروبي في مقدمتها الدول العضوة بـ / شينغين / بدون تأشيرة دخول الى اوروبا وذلك خلال الاتفاق الذي تم بين المفوضية الاوروبية والحكومة التركية ويكمن مساهمة تركيا وضع حد لتدفق اللاجئين على اوروبا واستيعابهم جميع اللاجئين المتواجدين بالجزر اليونانية . وبالرغم من تنفيذ انقرة 68 شرطا من بين 72 شرطا من الاتفاق الاوربي التركي واعطاء المفوضية الاوروبية ضوءها الاخضر لالغاء تأشيرة الدخول كتجربة الا ان أغلبية اعضاء البرلمان الاوروبي بدأوا بإبداء اعتراضهم على تنفيذ الاتفاقية جراء مضايقات تتعرض لها بعض الصحافة في تركيا واصرار انقرة على عدم تغيير سياستها بمكافحة الارهاب ، هذه السياسة التي تشمل الاجراءات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني الذي يقوم عناصره بعمليات اغتيال وتفجير بالمناطق الاهلة به ، هذه الاجراءات التي بدأت في وقت سابق من صيف عام 2015 الماضي اثر عملية ارهابية استهدفت تجمعا للشباب الكردي بمنطقة كيليس كانونا يريدون وضع خطط لاعادة بناء منطقة عين العرب التي يُطلق عليها ـ / كوباني / ثبت ان العملية الاجرامية الارهابية كان اكراد حزب العمال الكردستاني وراءها . فالاكراد ومعهم العلويين في تركيا يحظون بعاطفة جياشة من بعض الاحزاب الاوروبية في مقدمتها الخضر والديموقراطيين الاحرار والشيوعيين وغيرهم ايضا . ويزعم العلويون ان المسلمين الاتراك يمنعونهم من ممارسة عقائدهم ويرغمونهم على الصلاة والصيام ، ويطالب البرلمانيون الاوروبيون ومعهم الالمان انقرة أن تثبت وقوفها الى جانب حقوق الانسان .
الاتفاق الاوروبي التركي كانت المستشارة انجيلا ميركيل وراءه لانهاء أزمة تدفق اللاجئين ومن خلال مباحثاتها التي أجرتها يوم أمس الاثنين 23 ايار //ايو في استانبول مع الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان ، أعربت ميركيل عن تشاؤمها باحتمال تنفيذ الغاء تأشيرة دخول الاتراك الى اوروبا ، مؤكدة ان الكرة الان بالجانب التركي مؤكدة بالوقت نفسه ضرورةتنفيذ الاتفاق التركي الاوروبي واصفة مباحثاته مع اردوجان بالشاقة والحكومة الالمانية ستراقب تطورات الوضع بتركيا عن كثب وتقييمها من اجل الغاء تاشيرة الدخول .
ويرى رئيس البرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / مارتين شولتس ، الذي أعلن في وقت سابق انه لا يريد ترشيح نفسه لانتخابات البرلمان الاوروبي والعودة الى النشاط السياسي في المانيا ، ان تركيا تسير نحو حكم الرجل الواحد ، فاردوجان يريد تسيير بلاده حسب ما يريده واعلان البرلمان التركي موافقته على آراء اردوجان برفع الحصانة عن اعضاء البرلمان التركي الذين يقفون الى جانب حزب العمال الكردستاني ضربة موجعة للحياة البرلمانية في تركيا وعلى اردوجان الغاء هذا القرار الذي يعتبر انتهاكا لحقوق الانسان وارادة حرية الشعوب . وأكدت المستشارة ميركيل انها تطرقت مع الرئيس التركي حول رفع الحصانة عن النواب الاكراد وذلك للتخفيف من لهجات الانتقاد التي يتعرض لها وتتعرض حكومتها لها معربة عن قلقها أزاء تطورات السياسة الداخلية في تركيا جراء احتمال انتقالها الى الحكم الفرد الامر الذي يعني صعوبة تعجيل مفاوضات الاوروبيين مع انقرة من اجل دخولها الاتحاد الاوروبي .
وبالرغم من طلبه تركيا وضع تغييرات على سياسة محاربة الارهاب شرط موافقته اثناء تصويت البرلمان الاوروبي على الغاء تأشيرة الدخول للاتراك الى أوروبا ، أكد عضو البرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / الكسندر جراف لامبسدورف تأييده للحوار مع انقرة للتوصل الى صيغة مرضية حول سياسة الارهاب ، فتركيا تعاني من عمليات ارهابية تستهدف امنها واقتصادها ولكن هذا لا يعني وضع جميع الاكراد في سلة واحدة معربا عن أمله مرونة يبديها اردوجان لانهاء الخلاف حول سياسة الارهاب مع الاوروبيين والسعي لابقاء الحياة البرلمانية بتركيا .
وتخشى ميركيل من الغاء الاتفاق الاوروبي التركي اذ سينجم عنه عودة مخيفة لتدفق اللاجئين على اوروبا ، فتدفقهم بشكل مفاجئ ومخيف على المانيا وبعض الدول الاوروبية خلال صيف عام 2015 الماضي أحدث شرخا في السياسة الاوروبية ، وسينجم عنه ايضا ارتفاع نبرة انتقاد على سياسة ميركيل ، فالمستشارة كادت ان تقدم استقالتها جراء عدم مقدرة حكومتها على وضع حد لتدفق اللاجئين وبالتالي عدم وجود تضامن اوروبي حقيقي لتفادي تلك الازمة ,