الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- استبعاد سوريا عن مناقشات زعماء الدول السبعة

ألمانيا- استبعاد سوريا عن مناقشات زعماء الدول السبعة

07.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏06‏/06‏/14
اعتبر مراقبو مؤتمر زعماء الدول الصناعية السبعة الذين عقدوا اجتماعهم يومي الاربعاء والخميس المنصرمين 4 و 5 حزيران/ يونيو الحالي ببروكسل الازمة الاوكرانية موضوع اجتماعهم الرئيسي فهم لم يدعوا زعماء ما يُطلق عليه بائتلاف قوى المعارضة السورية الى اجتماعهم كما انهم لم يتطرقوا ببنت شفة حول ماساة الشعب السوري الذي ذهب ضحية البحث عن الحرية اكثر من 175 الف قتيل وتشريد اكثر من سبعة مليون شخصا ودمرت اكثر المدن السورية .
فأزمة قتل شعب كامل لم يعد له اي اعتبار لدى الغرب على حسب رأي ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة المسيحيين سابقا بالبرلمان الالماني فيليب ميسفيلدر  الذي أقيل من منصبه جراء مشاركته احتفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمستشار الالماني السابق جيرهاردر شرودر لبلوعه سن السبعين من العمر وذلك في وقت سابق من شهر نيسان//بريل المنصرم ان اوكرانيا تقع في قلب اوروبا وأزمتها صراع على القوة والنفوذ بين روسيا والغرب ومعه الولايات المتحدة الامريكية أما سوريا فالمصالح الدولية فيها كثيرة والغرب لا يريد إثارة ايران بعد موافقتها على وقف تخصيبها اليورانيوم عدا عن ذلك فان زعماء ائتلاف قوى المعارضة السورية لم يهتموا بمؤتمر زعماء الدول الصناعية كما انهم تراجعوا عن جذب الراي العام الى الاهتمام بالشعب السوري من جديد .
تصريحات ميسفيلدر شبيهة تماما بقول اديب اسحاق الدمشقي / 1856 – 1885/
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
وحول تقييمه للوضع في سوريا وعدم تطرق زعماء الصناعة السبعة الى موضوع ذلك البلد اعتبر  خبير شئون الشرق الاوسط بمركز برلين للعلوم السياسية بيتر شتيفيه ان  واشنطن والغرب خذلت الشعب السوري وتثبيت بشار اسد نفسه بمنصبه سيرغم الغرب وبدعم من موسكو وطهران وبكين الاعتراف بشرعية اسد مرة اخرى مشيرا ان يجري بالدول التي أطاحت بأنظمتها السابقة مثل تونس وليبيا من فوضى وعنف مؤامرة للقضاء على ما يُطلق عليه بالربيع العربي بدأت تلك المؤامرة بمصر بالانقلاب الذي قاده العسكر ضد الرئيس المصري محمد مرسي ويريد الغرب القضاء على انتفاضة الشعب السوري بكل ما اوتي من حيل مضيفا ان الازمة الاوكرانية بالرغم من الاجتماع الذي سيعقده بوتين مع المستشارة انجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي فرانسوا اولند وانضمام الرئيس الاريكي باراك اوباما الى هذه المباحثات هذا اليوم الجمعة 6 حزيران/ يونيو في باريس لن ينهي الازمة الاوكرانية  لان المصلحة الابقاء عليها بين الشد والجذب وكذلك ابقاء معاناة الشعب السوري على حاله ربما لاشهر قليلة ولسنوات طويلة والشعب السوري هو وحده الذي يملك زمام القدرة للاطاحة بنظام مجرم وعلى المعارضة السوري وضع جميع ما تملكه من قدرات للاطاحة بذلك النظام وعدم الركون الى وعود واشنطن وموسكو والاتحاد الاوروبي .
وهناك فرق شاسع بين معمر القذافي وبشار اسد فالقذافي استعان بمرتزقة افارقة وغيرهم للقضاء على انتفاضة شعبه لقاء أجور دفعها لاولئك المرتزقة اما بشار اسد فقد جعل من بلده محتلا من ايران وهيمنة روسيا عليها فالشعب السوري يقاتل على جبهات متعددة مقاتلة النظام وايران وميليشات ما تطلق على نفسها . دولة سوريا والعراق الاسلامية = داعش / التي تعتبر عباءة طهران ونظام دمشق تحت غطاء الاسلام على حد رأي مدير قسم الشرق الاوسط في معهد بيترلسمان للدراسات والمساعدات الدولية كريستيان هانيلت .
أعاد بشار أسد تثبيت نفسه على رئاسة نظامه لسان حاله يقول للغرب والدول الاسلامية العربية وغير العريبة التي تؤيد الشعب  ما الذي تريدونه هذا شعب سوريا اعاد انتخابي مرة اخرى اذهبوا واهتموا بأمر أوكرانيا التي لا تختلف عن الانتخابات التي جرت في سوريا  وانهوا ازمة ذلك البلد قبل ان ينهار الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي / الناتو / اذ ان روسيا وايران  ودول اوروبية بالمرصاد كما ان واشنطن بحاجة ماسة الى أسد لحمايته المصالح الاستراتيجية للغرب وروسيا وايران بمنطقة الشرق الاوسط .
ربما يكون إعلام نظام سوريا محقا بعض الشيء تجاه الازمة الاوكرانية فنجاح بيدرو بارشينكو بالانتخابات التي جرت بأوكرانيا شبيهة تماما بانتخابات الرئاسة التي جرت في سوريا اذ ليس كل المدن الاوكرانية وخاصة الشرقية والجنوبية منها التي تتطلع بالاستقلال عن الغرب والشمال الاوكراني او الانمضام الى روسيا قد انتخبت باروشينكو بالرغم من ادعاءاته حول ذلك  يوم أمس الخميس 5 حزيران/يونيو  بالعاصمة برلين اثناء محادثاته مع المستشارة انجيلا ميركيل  وتأكيد ميركيل لادعاءاته  الا ان الغرب يريد  استمرار الازمتين الاوكرانية والسورية ولكن بانتهاج سياسة متغايرة عليهما .