الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الأزمة السورية بين العاجز والعجوز

ألمانيا- الأزمة السورية بين العاجز والعجوز

15.02.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏14‏/02‏/14
من المقرر ان تنتهي هذا اليوم الجمعة 14 شباط/ فبراير الجولة الثانية من مفاوضات / جنيف 2/ بين المعارضة وممثلي النظام السوري دون اي نتيجة  ولن تكون هناك اذا ما عاد المتفاوضون  مرة ثالثة  الى جنيف لاستئناف حوارهم الذي يعتبر تضييع للوقت وبذر للأموال أي نتيجة  فبدل ان تصرف الامم المتحدة نفقات سفر واقامة الذي يشاركون بمفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع  كان عليها صرف هذه الاموال لعائلات فقيرة في افريقيا او ايصالها للاجئين سوريين  او شراء مواد غذائية وطبية للمحاصرين بالمدن السورية المحاصرة على حسب راي زعيمة منظمة / مكافحة الجوع / الالمانية كريستينيه ديكمان بندوة حول سوريا دعا اليها معهد الانزالات السلمية العسكرية والدرسات الاستراتيجية  التابع لوزارة الدفاع   بالعاصمة الالمانية برلين مساء يوم أمس الخميس 13 شباط/فبراير .
واعربت ديكمان عن أسفها لعجز المجتمع الدولي وفي مقدمتها الادارة الامريكية  لوضع حد لجرائم النظام السوري فالمفاوضات التي تجري بين ممثلي المعارضة والنظام السوري يصحبها قصف بالبراميل على مدن سورية مثل حلب وغيرها واعتداءات مصحوبة باجلاء سكان مدينة حمص والذي يريد ان يتوصل الى حل سياسي لانهاء العنف بتلك الدولة عليه ان يثبت مصداقيته امام العالم والتي تكمن بوقف قصف المدن وقتل الابرياء وتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى المحاصرين بالمدن والمخيمات الفلسطينية كما ان مجلس الامن الدولي اثبت وقوفه عاجزا امام الصين وروسيا اللتين تضعا عوائق دون اصدار المجلس المذكور اي قرار  يرغم النظام السوري والعالم تقديم المساعدات الانسانية بدون عوائق فعجز المجتمع والمجلس الدوليين دليل واضح على دعمهما لنظام اسد منتقدة في الوقت نفسه الرئيس الامريكي باراك اوباما لموقفه الضعيف واللامبالي تجاه ماساة الشعب السوري  منتقدة ايضا المعارضة السورية التي وافقت بالذهاب الى جنيف دون الاخذ بعين الاعتبار آلام شعبهم فمفاوضات جنيف مؤامرة على انتفاضة الحرية لتي يطالب بها الشعب السوري واصفة قصف المدن وقتل الابرياء والحيلولة دون وصول مساعدات اسناينة بقتل ممنهج يمارسة النظام السوري بتأييد من المجتمع الدولي .
ويؤكد خبير شئون السياسة الاستراتيجية لانزالات الامم المتحدة السلمية هارالد مولر ضرورة احياء قرارات المنظمة الدولية الخاصة باصيصا المساعدات الانسانية الى المدنيين بالقوة فالنظام السوري لم يعد يفهم الا سياسة القوة وعلى الامم المتحدة وفي مقدمتها مبعوثها الدولي الاخضر الابراهيمي تقديم ذلك الى المجلس المذكور لدراسته واصدار قرار بايصال المساعدات بالقوة على رغم انف موسكو وبكين اللتين وضعتا قرار نقض / فيتو/ ضد الحظر الجوي فوق ليبيا عام 2011 وتم تنفيذه بالرغم معارضتهما ، واصفا بالوقت نفسه سياسيي اوروبا بالعجزة / جمع عجوز /  لعدم اتخاذ قرار حاسم ينهي ماساة الشعب السوري .
وأكد قائد الجيش الالماني السابق ورئيس مجلس خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو /العسكرية كلاوس ناومان اخطاء الغرب بدعمهم لمفاوضات جنيفالتي تكمن بمصالحة المعارضة مع النظام ودمج بشار اسد بالمجتمع الدولي من جديد مشيرا انه كان يجب على الغرب بتعاون مطلق مع المملكة العربية  السعودية وقطر وتركيا ودول اسلامية اخرى باستثناء ايران  قيادة حملة عسكرية ضد نظام اسد وإزاحته بالقوة ثم الدعوة لانهاء العنف واستتباب الامن وتقرير مصير سوريا بمؤتمر مماثل لجنيف وغيره على غرار العمل العسكري ضد الطالبان بافغانستان عام 2002 الذي صحبه ايضا اجتماع لجميع أطياف الافغانيين بمنطقة بيترسبيرج بالقرب من العاصمة القديمة لألمانيا بمبادرة حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر ورعاية الاخضر الابراهيمي معتبرا النظام السوري اسوأ من نظام معمر القذافي وصدام حسين ونظام الطالبان وبدون عمل عسكري ضد ذلك النظام فان اي مبادرة لانهاء العنف وماساة الشعب السوري عبر الدبلوماسية تبقى بدون فائدة وتضييع للمال والوقت على حسب أقوالهم .