ألمانيا- الأنانية وعدم قوة الدبلوماسية وراء الحرب العالمية الأولى

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏06‏/03‏/14
رأى استاذ العلوم السياسية والتاريخ المعاصر في جامعة هومبولدت البرلينية هيرفريد مونكلر بأن مثيرا من وثائق التطورات التي جرت في اوروبا والعالم التي دفعت الى وقوع الحرب العالمية الاولى عام 1914 لا تزال دفينة في أدراج دوائر المحفوظات / الارشيف / بالجامعات ووزارات الخارجية الالمانية والاوروبية والاسلامية اضافة الى وجود الهام منها ايضا بممتلكات خاصة في حوز عائلات سياسية واكبت وقوع تلك الحرب .
وأكد مونكلر بمحاضرة ألقاها أمام أعضاء شئون السياسة العلمية والاجتماعية بالبرلمان الالماني مساء يوم أمس الاربعاء 5 آذار/مارس بأن الكثير من الوثائق حول وقوع تلك الحرب غير مرضية لوجود مبالغات حول الدول العثمانية المفترى عليها من قبل مؤرخين اوروبيين وعرب فهي لم تكن دولة امبريالية بعكس القيصرية الروسية التي ضمت اليها الكثير من بقاع كانت معروفة باستقلالها او تابعة لدولة الخلافة الاسلامية العثمانية وبالتالي بعكس دولة هابسبورج التي اخذت على عاتقها حماية الرومانية المقدسة وانتهت مع انتهاء الدولة العثمانية والحرب العالمية الاولى درس للسياسة الدولية الحالية ، موضحا ، ان تطورات الوضع الحالي في اوكرانيا من التدخل الروسي وخطر تقسيم تلك الدولة واعادة الروس لشبه جزيرة القرم الى حظيرة الاراضي الروسية من جديد يجعل المرء قبول الامر الواقع الذي يكمن بذل جهود روسيا الحالية للبقاء على قيد الحياة من خلال ابراز قوتها العسكرية والسياسية ، فالانانية وحب السيطرة والبقاء على قيد الحياة إضافة الى عدم وجود دبلوماسية ناضجة قوية وخلو وسطاء على مقدرة التفاوض بالنفس الطويلة كانت من اسباب وقوع الحرب العالمية الاولى ، تلك الحرب التي كانت النواة الرئيسية لوقوع الحرب العالمية الثانية وقيام دول كثيرة بأوروبا وبلاد الشام كما كانت وراء سياسة الاحتلال والانتداب التي قادتهما فرنسا وبريطانيا.
ورأى مونكلر ان الحرب العالمية الاولى لم تكن حربا بين الدولة الاوروبية مع بعضها البعض فحسب بل تتمة للحروب التي وقعت بين الاسلام والمسيحية فالاوروبيين كانوا وراء تشجيع شعوب البلقان بالتألب على الدولة العثمانية واغتيال شباب رابطة الطلاب البوسنوية لولي عهد عائلة هابسبورج فرانس فرديناند في سراييفو عام 1914 كان جراء تحريض عائلة هابسبورج الصرب والبلغار على الدولة العثمانية وادعاءات الارمن لمذابح تعرضوا لها على يد العثمانيين تخلو من حقائق دامغة حول تلك المذابح .
الحرب العالمية الاولى وعلى حد رأي مونكلر كانت الشرارة الاولى لوقوع الحرب العالمية الثانية وحروب في اوروبا والشرق الاوسط وشرارة لحرب عالمية ثالثة ورابعة اذا لم يبادر سياسيو اوروبا بدراسة علمية واقعية لاسباب الحرب الاولى حتى لا يقعوا بأخطاء الانانية وحب الذات التي كانت وراء تلك الحرب على حد قوله .