الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الأوروبيون تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى

ألمانيا- الأوروبيون تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى

04.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏03‏/03‏/14
رأى رئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتس ان الاتحاد الاوروبي لا يعتبر اتحادا سياسيا اقتصاديا فحسب بل قيمة معنوية لجميع شعوب العالم ورسالة تضامن لجميع شعوب العالم بأن الاوروبيين متضامنين بشكل قوي مع بعضهم البعض رغم انهم لا يحبون بعضهم بعضا بشكل صحيح مؤكدا ان الكثير من الشعوب الاوروبية بالبلاد الغير عضوة بالاتحاد الاوروبي يتطلعون الى ان بلادهم عضوة بالاتحاد ورفض الشعب السويسري الاتحاد الاوروبي يعتبر ظاهرة شاذة .
جاء ذلك بندوة حول مستقبل اوروبا شارك فيها هذا اليوم الاثنين 3 آذار/مارس وجوه سياسية اوروبية في مقدمتهم رئيس وزراء اللوكسبورج السابق جان كلاود يونكر والمستشار السابق جيرهارد شرودر ووزير الخارجية السابق يوشكا فيشر وشخصيات اوروبية أخرى .
وأوضح شولتس ، الذي أعلنت الاحزاب الاشتراكية في اوروبا خلال مؤتمرهم الذي عقدوه قبل يوم أمس السبت 1 الشهر الجاري في روما ترشيحه لمنصب رئاسة الاتحاد الاوروبي خلال انتخابات البرلمان الاوروبي الذي من المقرر أن تتم خلال شهر أيار/مايو المقبل ، ان رفع الشعب الاوكراني  أثناء احتجاجاتهم في كييف علم الاتحاد الاوروبي تأكيد واضح رغبتهم بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي وحماية الاتحاد ودعمه لذلك الشعب وشعوب اوروبية أخرى تماما مثل رفع بعض الشعوب الاسلامية أثناء محنتها ولا سيما البوسنويين والكوسوفو والبانيا الرايات الاسلامية الخضراء طالبين من العالم الاسلامي الدعم المعنوي والسياسي لهم مشيرا بأن اوروبا بالرغم من اتحادها الا ان الكثير من شعوبها ينظرون الى شعوب اوروبية اخرى نظرة ريبة جراء تجارب تاريخية عانوا منها وعلى المرء أن لا ينسى الصراع المسيحي مع دولة الخلافة الاسلامية العثمانية وصراع الاوربيين ايضا مع القيصرية الروسية كل هذه الخلافات لا يزال لها تأثير واضح على الحياة الاجتماعية للاوروبيين .
وأكد شولتس انه اذا ما فاز برئاسة الاتحاد الاوروبي فانه سيحاول اعادة إحياء محور البحر الابيض المتوسط ذلك المحور الذي كاد أن يصبح في طي النسيان منذ ازمة الاوروبيين المالية والاقتصادية وبالتالي فتور العلاقات بين الاوروبيين اضافة الى تأثيرات ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / والحرب التي تجري في سوريا وتهديدات بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الاوروبي وبروز قوة التيارات القومية المعادية للاتحاد الاوروبي متطرقا الى مأساة اللاجئين السوريين وانه يريد اجراء تغييرات حول قانون اللجوء السياسي فاوروبا احتضت لاجئين من الكوسوفو ولبنان وأعادتهم الى بلادهم مكرمين واللاجئين السوريين ضيوف على الاوروبيين ويجب مراعاة شعورهم اذ ان اوروبا ومعها الكثير من دول العالم لم تسعف الشعب السوري بشكل مرضي .
ورأى رئيس وزراء اللوكسبورج السابق يونكر ان بالرغمم ن الاتحاد الاوروبي اتحادا سياسيا واقتصاديا الا انه بعيد كل البعد ان يكون اجتماعيا مؤكدان ان الاوروبيين بالرغم من تضامنهم مع دول منطقة / اليورو / المديونة مثل اليونان وغيرها الا ان هذا التضامي سطحي فقط فالمجتمعات الدولية وخاصة العربية تعتقد بأن الاوروبيين جمعا الا ان قلوبهم شتى وهذه حقيقة يجب التحلي بواقعيتها . وعزا يونكر تأكيده ذلك الى الحكومة البريطانية التي تعتزم اجراء استفتاء حول بقاء بريطانيا بالاتحاد او تقول له وداعا مشيرا انه بالرغم من التضامن الاوروبي مع الشعب الاوكراني الا انه تضامن ظاهري فقط اذ يرى الكثير من الاوروبيين ضرورة عودة روسيا الى قوتها التي كانت زمن الاتحاد السوفييتي فمنذ انهيار الاتحاد المذكور فقد العالم توازنه السياسي وأووربا تستطيع انجاز الكثير من احلال السلام في العالم ولا سيما في الشرق الاوسط وإنهاء ماساة الشعب السوري اذا كانت متضامنة بشكل حقيقي مع بعضها البعض وخاصة سياستهم الخارجية .
وزير الخارجية السابق فيشر وصف الاوروبيين بأنهم يعانون من عقد نفسية وبحاجة ماسة الى الطب للاستشفاء من هذا المرض الذي يكمن بحب الزعامة وبالتالي  خشيتهم من الاسلام فالذي يرفض حصول تركيا على عضوية الاتحاد الاوروبي جراء الاعتقاد بان الشعب التركي غير اوروبي يعتبر مريضا نفسيا / أشارة الى المستشارة انجيلا ميركيل التي ترى علاقات خاصة للاوروبيين مع تركيا بدل العضوية التامة / ويؤكد أنه غير انفتاحي فتركيا تعتبر جسرا حيويا يصل الشرق الاسلامي بالغرب المسيحي ودولة هامة لمساعدة الاوروبيين بسياسة قوية لاحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط ولو ان الاوروبيين كانوا على قلب واحد هم وحلف شمال الاطلسي / الناتو / مع تركيا لانتهت ماساة الشعب السوري منذ الاشهر الاولى لبدء انتفاضته .
واوروبا يمكنها ان تكون قوة رئيسية بالعالم اذا كانت متضامنة مع بعضها البعض وعلى استعداد قوي للتعاون مع روسيا فروسيا اوروبية قحة وعدم الاهتمام بسياستها وآراءها هي وراء الاحتقان والقلق من حرب جديدة جراء ازمة اوكرانيا ووقوف موسكو  وراء نظام سوريا وعلى الاوروبيين قبل ان ينتقدوا موسكو يجب عليهم انتقاد سياستهم التي ينتهجونها اذا ما أرادوا ان يكون الاتحاد الاوروبي قويا ومتضامنا  على حد رأي المستشار السابق شرودر.