ألمانيا- الأولوية للنصارى باللجوء بألمانيا

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏13‏/11‏/14
وصل عدد الذين قاوا بتقديم لجوء الى المانيا خلال فترة ما بين كانون ثان/يناير ونهاية تشرين أول/ اكتوبر من عام 2014 الحالي الى حوالي 138 الف شخص من افريقيا والشرق الاوسط وافغانستان واوروبا . وتعاني الولايات الالمانية من مشاكل تكمن في كيفية ايواء اللاجئين اذ لم يعد هناك منازل كافية لايوائهم الامر الذي اضطرت به بعض بلديات المدن الالمانية نصب خيم وبناء حاويات لايواء اللاجئين في أماكن مهجورة اضافة الى مشاكل مالية فبعض الولايات الالمانية وخاصة ولاات شرق المانيا تعتبر بالنسبة لولايات الغرب الالماني فقيرة عدا عن ذلك فهي تعتبر معقلا للقوميين المتطرفين . هذه المشاكل كانت وراء اتخاذ وزارات داخلية الولايات الالمانية قرار ترحيل لاجئي بعض الدول الاوروبية والافريقية اضافة الى اتخاذ قرار عدم اعطاء مساعدات مالية لمواطني رومانيا وبلغاريا واكثرهم من الغجر اذا لم يثبتوا انهم يبحثون عن عمل ويرفضون عرض عمل من قبل دوائر العمل في هذا البلد .
ويتوقع وزير الداخلية الاتحادي توماس دو مايزير بندوة صحافية دعا اليها صباح هذا اليوم الخميس 13 تشرين ثان/نوفمبر تدفق الكثير من اللاجئين على هذا البلد بشكل مخيف ان اكثر الدول الاوروبية العضوة بالاتحاد وفي مقدمتها اليونان وايطاليا اضافة الى اسبانيا ترفض التعاون مع الدول الاخرى بايواء اللاجئين ووضع مقترحات للتوصل الى خطط استراتيجية تحول دون تدفقهم وخاصة الافراقة من الدول الفقيرة .
واكد دو مايزير بان قرار ابعاد الاوروبيين من البلقان الى بلادهم متنازع عليه ويتعرض لانتقادات كثيرة من منظمات سياسية وانسانية مستقلة مشيرا بأن تقديم لاجئين منطقة البلقان لجوء الى المانيا اضافة الى اللاجئين الافارقة اساء الى اتفاقيات جنيف الخاصة باللجوء السياسي التي تكمن منح اللجوء لكل ملاحق سياسي من بلاده وبالتالي ايواء اللاجئين الذين تعاني بلادهم من حروب ونزاعات عرقية ودينية واضطهاد حكوماتهم لهم فمنح اقامة انسانية لهؤلاء من حقوق الانسان الذي تقره الشريعة الدولية الا انه لا يعني استيعاب المانيا للملايين .
وعزا دو مايزير اسراع الدوائر المختصة باللجوء انهاء قضية النصارى من اللاجئين السوريين والعراقيين ومنحهم بشكل سريع اقامة انسانية مع مساعدات مالية بشكل اسرع من المسلمين الى ان نصارى تلك الدولتين معرضون للاضطهاد الديني نافيا في الوقت نفسه ان مسلمي سوريا والعراق في الدرجة الثالثة والرابعة بعد النصارى واليزيديين ولا تستطيع وزارات الداخلية مراقبة عمل دوائر اللجوء بشكل مستمر معترفا الى وجود تمييز ديني يُمارس في هذه الدوائر .
وعزا دو مايزير تدفق اللاجئين الافارقة وايضا من السوريين الى اوروبا عبر ليبيا الى ان تلك الدولة منهارة ولايوجد فيها حكومة قوية وتأمين وصولهم الى اوروبا عبر الزوارق يأتي من قبل منظمات اجرامية تستغل ظروف ليبيا المنهارة سياسيا وامنيا مشيرا الى اجتماع قريب لوزراء داخلية وخارجية الاتحاد الاوروبي يناقشون من خلاله وضع خطط حماية الشواطئ الليبية وملاحقة واعتقال تلك العصابات التي تستغل وضع اللاجئين والاتفاق على اقامة مشاريع صناعية على الشواطئ الليبية تحت اشراف الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لاستيعاب اللاجئين بتلك المناطق على حد قوله .
وتنشط الكنيسة في المانيا بتأمين وتسهيل طلب اللاجئين النصارى واليزيديين من سوريا والعراق وتعمل مع دوائر اللجوء بأنهاء طلباتهم وتأمين عمل ومسكن لهم بينما تتغاضى عن تعجيل طلبات المسلمين من تلك الدولتين وتعتبر منظمات انسانية وسياسية هذه السياسة بسياسة التمييز الديني والعنصري .
وعلى الصعيد نفسه طالب اعضاء لجان شئون سياسة حقوق الانسان من كتلة الخضر الحكومة الالمانية استيعاب المزيد من لاجئين سوريين وعراقيين في هذا البلد الى جانب سعي الحكومة الالمانية إعادة شمل هذه العائلات التي تشرد افرادها الى بلاد متعددة بالعالم وعدم الابقاء على سياسة اتفاقية دبلن / ايرلندا / الخاصة باللاجئين التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق من عام 2013 الماضي التي تقضي توزيع اللاجئين ببلدان الاتحاد الاوروبي.
وطالب هؤلاء الاعضاء الحكومة الالمانية بذل قصارى جهوده لاقتاع دول الاتحاد الاوروبي باستيعاب المزيد من لاجئين سوريبن والعراقيين ومنحهم اقامات انسانية ذ ان وضع السوريين ازداد ماساة وبلادهم تعاني من خطر التقسيم والاحتلال وابقاءهم باوروبا الى ان تنتهي ازمتهم مطالبين الحكومة الالمانية عقد مؤتمر استثنائي للزعماء الاوروبين تحت رعاية وتنظيم لجان شئون اللاجئين بالاتحاد الاوروبي .
وكان عدد السوريين الذي قدموا لجوء في المانيا ومنحوا اقامة انسانية خلال فترة ما بين كانون ثان/يناير ونهاية تشرين اول/اكتوبر من عام 2014 الحالي الى حوالي 38 الف شخص من بين مجموع حوالي 138 الف شخص قاموا بتقديم لجةء في هذا البلد .