الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الإرهاب وراء انتصار التطرف القومي

ألمانيا- الإرهاب وراء انتصار التطرف القومي

16.07.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 15‏/07‏/2016
يعتبر الهجوم الارهابي الاجرامي الذي استهدف مدينة نيس الفرنسية مساء يوم أمس الخميس 14 تموز / يوليو الذي راح ضحيته اكثر من ثمانين شخصا وعدد لا يعرف بجروح داعما قويا للاحزاب القومية الاوروبية التي تنادي بوقف هجرة الغير اوروبيين واوروبيين من بلاد البلقان الى اوروبا الوسطى والغربية . ويأتي المسلمون في مقدمة اهداف الاحزاب القومية الاوروبية باخراجهم من اوروبا جراء عداوة الغرب القديمة للاسلام ، تلك العداوة التي اختفت اثناء الحرب بين الراسمالية والشيوعية نظرا لحاجة الغرب للمسلمين بمحاربتهم الشيوعية اذ استطاعت الراسمالية اقناع المسلمين بان الشيوعية معادية للاديان والاسلام بشكل خاص ، وما ان انتصر الغرب على الانظمة الشيوعية في اوروبا عاد الاسلام العدو الاول للغرب .
ارتفاع شعبية الاحزاب القومية في اوروبا لا يعود سببه الاسلام فقط بل حبا بالنفوذ الا انهم اتخذوا الاسلام صهوة لكسب شعبيتهم فقيام ما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية الاوروبية لحماية الغرب من الاسلام المعروفة اختصارا – بيجيدا / وتتخذ من مدينة درسدن الالمانية / شرق / وتوسعة الجبهة لنشاطاتها في اكثر اكثر الدول الاوروبية ودعم الاحزاب القومية لها تنذر بحرب ضروس لا بد ان تقع بين اوروبا والاسلام من جديد .
ومن خلال ندوة دعا اليها معهد برلين – براندينبورج العلمي ، وهو اقدم صرح علمي بالعاصمة برلين يعود تأسيسه الى عام 1695، مساء يوم أمس الخميس 14 تموز / يوليو ، رأى استاذ علوم التاريخ الوسيط والحديث بجامعة هومبولدت البرلينية اوجوست فينكلر بانتصار الاحزاب القومية في اوروبا ، وايضا احتمال فوز دونالد ترومب بالانتخابات الرئاسية الامريكية من خلال احتمال اعلان الجمهوريون ترشيحه بشكل رسمي للانتخابات خلال الاسابيع القليلة المقبلة ، عودة الصليب المعقوف ، شعار النازيين ، لحكم اوروبا من جديد اذ لم يتدارك الاوروبيون اخطاء سياستهم ، فتصويت الانجليز على الغاء عضوية بلادهم من الاتحاد الاوروبي مقدمة لخروج دول اوروبية اخرى من الاتحاد ربما تكون الدول الاسكندنافية ضمن اوائل الدول العضوة بالاتحاد التي تعلن خروجها معربا عن قلقه ازاء الحملة الشعواء التي يقودها المتطرفون الاوروبيون على الاسلام ومسئولية وقف هذه الحملات على عاتق الاوروبيين قبل عاتقها على الدول الاسلامية وذلك من خلال حوار بناء وفعال بين الاسلام والمسيحية .
شعبية القوميين الالمان بارتفاع مضطرد ، فحزب البديل لالمانيا اصبح القوة الثانية بولايات الشرق الالماني والثالثة بالغرب الالماني فبالرغم من الخلاف على النفوذ عليه من اقطاب الحزب المذكور الا ان شعبيته لم تتاثر من ذلك ، فمن خلال استطلاع قامت به المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني خرجت نتيجته هذا اليوم الجمعة 15 تموز / يوليو وصول شعبية المسيحيين الى 33 والديموقراطيين الاشتراكيين الى 24 والخضر 15 والبديل لالمانيا 12 والتحالف اليساري الى 8 بالمائة . واوضح الاستطلاع وصول شعبية البديل لالمانيا بالشرق الالماني الى 25 بالمائة اي انه يستطيع حكم بعض هذه الولايات .
هذا في المانيا ، اما في النمسا فمن المحتمل ان تسفر عودة النمساويين الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لهم ، بعد اعلان المحكمة العليا بتلك الدولة الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في قت سابق من شهر ايار /مايو ، فوز مرشح القوميين النمساويين نوربرت هوفر بالرئاسة ، كما تنظر زعيمة القوميين الفرنسيين ماريا لو بان بلهفة استلامها مفاتيح الاليزيه بباريس في وقت لاحق من عام 2017 المقبل كما ويتمتع زعيم الحزب الجمهوري الهولندي جيرت فيلدريز بتاثيره السياسي على الحكومة الهولندية ، كما ويعتبر حزب / روسيا الوطن الام / القومي الذي يراسه زعيم الكرملين فلاديمير بوتين الذي يتعاون مع جميع الاحزاب القومية في اوروبا من الاخطار التي تحدق بالقارة العجوز وحرب محتملة بين الغرب والاسلام .
وقديما قال نصر بن سيار يحذر بني امية من الفرس الذين كانوا وراء دعم دعوة ابي مسلم الخراساني ضد الامويين تحت غطاء دعوة بني العباس واعطاء الخلافة للهاشميين :
أرى خلف الرماد وميض جمر ويوشك ان يكون له ضرام
فان النار بالعودين تذكى وان الحرب مبدؤها كلام
فان لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام
فقلت من العجب ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام