الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الإسلام والشرق الأوسط وإيران

ألمانيا- الإسلام والشرق الأوسط وإيران

11.05.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 10‏/05‏/2015
لا أحد يدري ما الذي تتخمض عنه منطقة الشرق الاوسط الحبلى  من حوادث ، فمنطقة الشرق الاوسط تعيش برمتها بدوامة العنف الحرب في سوريا مندلعة منذ خمسة أعوام واليمن يعيش بدوامة العنف والنزاع القبلي منذ اكثر من خمسة أعوام ايضا بل أكثر فمحاولات فصل الجنوب عن الشمال قائمة بالرغم من جهود بذلت لافشالها وسوريا تعيش في حرب الحرية  راح ضحيتها  اكثر من  أربعمائة الف انسان وشرد اكثر من ستة ملايين نسمة والعراق لم يستقر سياسيا وامنيا منذ وقوعه تحت الاحتلال الامريكي  عام 2003 وخروج الفرق العسكرية الامريكية منه والكيان الصهيوني ومعه ايران يتربصان بالمنطقة الدوائر ويحيكون خططهم لانهيار تلك المنطقة بشكل كامل فالكيان الصهيوني وايران يتعاونان بشكل دؤوب لتحقيق أطماعهما ، أطماع الصهاينة العيش بسلام من خلال دعمهم لنظام سوريا الذي يراسه بشار أسد وايران تدعم اسد والحكومة العراقية والحوثيين في اليمن لتحقيق هدفها السيطرة على منطقة الخليج العربي .
ويرى مراقبو الشرق الاوسط بندوة دعت اليها الاكاديمية الاوروبية للدراسات الاستراتيجية وهي  احد فروع الاتحاد  الاوروبي  ومركزها العاصمة برلين ، في بروكسل يوم أمس السبت 9 ايار/ مايو ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط يتحمل الغرب مسئوليته الرئيسية عنه إضافة الى عدم مبالاة الدول العربية التي تعتبر مستقرة بما يجري باليمن وسوريا والعراق وأخذهم المبادرة بانهاء العنف باليمن جاء متأخرا ونصرتهم ووقوفهم الى جانب الشعب السوري جاء بعد تردد وحذر . فالعلاقات بين المملكة العربية السعودية  ونظام سوريا  كانت دائما فاترة منذ استيلاء بشار اسد على مقاليد السلطة في سوريا بعد موت ابيه حافظ اسد جراء سياسته الطائشة ولا سيما بعد تصفية  رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في شباط من عام 2005 وانتقادات اسد المتكررة للحكومة السعودية وخاصة  اثناء الحرب التي وقعت بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني عام 2007 وفتح ابواب بلاده لايران فالسعودية كانت تتعامل مع اسد بلدبلوماسية فائقة لتفادي جهالاته وفق مقولة / داروا سفهاؤكم / ولو لم تبادر السعودية وتركيا بسحب سفراءهما من سوريا لما بادرت بعض الدول العربية ودول اوروبية بسحب سفراءهم من دمشق . كما أخطأت الدول الاوروبية والخليجية الاخرى بعدم تأييدهم بشكل مطلق لانتقاضة الشعب اليمني على رئيس تلك الدولة علي عبد الله صالح واكتفوا بالاتفاق الذي تم بموجبه استلام  عبد ربه هادي رئاسة اليمن  ولم يأخذوا بعين الاعتبار خطر وأطماع صالح باستمراره رئيسا لبلاده فتعامله مع ايران ووقوفه الى جانب الحوثيين المناهضين لبلادهم الذين يريدون باليمن لقمة سائغة لايران  التي تتطلع لفرض هيمنتها على دول الخليج العربي  ، هذه الاخطاء هي وراء  الحرب القائمة بتلك الدولة .     
ربما يكون محاولات القضاء على منجزات ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / وراء بروز قوة التطرف في الشرق الاوسط  فالانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي الذي يرأس مصر حاليا ضد رئيس شرعي منتخب مباشرة من شعبه  محمد مرسي اول لبنة هدم  منجزات الربيع العربي التي تكمن في الحرية وتحسين وضعية شعوب تونس وليبيا وسوريا ومصر  ، ومن يقل ان السعودية دعمت الانقلاب لأنها لم تمد يدها الى مرسي بتقديم مساعدات مالية لاقتصاد بلاده فهو يخطئ فقد استقبلت السعودية مرسي ودعمت اقتصاديات مصر  وقبلت بالامر الواقع الذي يكمن بالانقلاب الذي أطاح بمرسي وذلك من أجل محاولة استقرار مصر السياسي والامني وعودة احياء اقتصاديات مصر من جديد . محاولات القضاء على منجزات الربيع العربي وعدم دعم انتفاضة الشعب السوري  ونكوص واشنطن ودول اوروبية اخرى عن تهديداتها بتأديب نظام سوريا وعدم المبالاة بالعنصرية والتمييز الديني الذي انتهجته الحكومة العراقية السابقة التي كان يراسها نوري المالكي  وراء ظهور قوة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / التي أصبحت هاجس الدول الاسلامية واوروبا على حد سواء هذا التنظيم  ، وكما يؤكده خبراء الشرق الاوسط ، طابو ايران ونظام أسد وتربية الولايات المتحدة الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط .
ورأى المشاركون بندوة / الاكادينية الاوربية للدراسات الاستراتيجية / المذكورة انه لا يستطيع احد سواء بدول منطقة الخليج العربي وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة الامريكية  ارساء الهدوء  بمنطقة الشرق الاوسط الا بحوار استراتيجي بناء مع السعودية وقطر وتركيا لوقف أطماع ايران وعدا عن ذلك فان الحوار مع  الاسلام له أهميته البالغة  فالمفكرين الاسلاميين  لهم اطلاع واسع على ما يجري بمنطقة العالم الاسلامي  وهم أكثر الناس وبدون اتصال مستمر مع الاسلاميين فلا يمكن ان يكون هناك هدوء بمنطقة الشرق الاوسط  .
ولا يعني الحوار مع الاسلام تصديق للشعارات التي كانت مرتفعه بمصر وبعض البلاد الاسلامية العربية / ان الاسلام هو الحل /  بل  التعاون من أجل إنهاء الخلاف الاوربي الاسلامي حول كيفية إنهاء العنف ببلاد العالم الاسلامي وخاصة منطقة الشرق الاوسط التي تعتبر معهد الحضارات والديان السماوية والعلاقة التاريخية بين اوروبا وتلك المنطقة . لقد ساهمت ايران بزرع الفتنة والحرب بين المسلمين كما قام الكيان الصهيوني بتزكية العداوة والبغضاء الموجود بين مسلمي السنة والشيعة ، صحيح ان الحساسية بين الطرافين موجودة منذ مئات السنين الا ان حربا حقيقية لم تقع بينهما الا جراء التعصب الشيعي الايراني وأطماع ايران بمنطقة الشرق الاوسط ومحاولاتها الاحتكاك بالسعودية وتركيا لتحقيق مشروعها الاستعماري مصيره الفشل ، بل يعني الحوار الاسلامي الاوروبي هو من اجل سلامة البشرية والعمل على بذل جميع الجهود للحيلولة دون وقوع حرب عالمية ثالثة او رابعة فالتطورات الامنية والسياسية التي يشهدها الشرق الاوسط واوروبا نذير بوقوع حرب عالمية ، ازمة اوكرانيا وسلخ شبه جزيرة القرم من اوكرانيا وضمه الى روسيا والنزاعات  الدينية والقومية في البلقان  وامكانية قيام تحالفات عسكرية جديدة بالعالم الى جانب ازدياد المعاداة للاسلام في اوروبا  لا أحد يستطيع تجاهلها
وأجمع مراقبو تلك الندوة تأييدهم للحوار مع الاسلام من أجل ايجاد حل للمعضالات التي تواجه العالم في اوروبا والشرق الاوسط وقديما قال الأفوه الاودي وهو  صلاءة بن عمرو بن مالك / توفي حوالي عام 570 ميلادية / .
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة اذا جهالهم سادوا
والبيت لا يُبتنى الا له عمدٌ ولا عماد اذا لم ترسن  أوتاد