الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الإسلام وحقوق الإنسان وجامعة الدول العربية

ألمانيا- الإسلام وحقوق الإنسان وجامعة الدول العربية

09.12.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 07‏/12‏/2015
حذر رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي نائب المستشارية الالمانية وزير الاقتصاد زيجمار جابرييل بتصريح لصحيفة الـ / بيلد أم سونتاج / الشعبية الواسعة الانتشار في عددها الذي اصدرته يوم أمس الاحد 6 كانون اول / ديسمبر السعودية من تمويل ودعم مساجد في المانيا يُشرف عليها ما أطلق عليه بـ / الوهابيين / الذين اعتبرهم جابرييل بمتشددين الذي يشكلون خطرا على الامن في المانيا ، مؤكدا للصحيفة المذكورة انه بالرغم من اهمية السعودية بدورها الرائد في انهاء النزاعات بمنطقة الشرق الاوسط الا اننا نريد ان نؤكد للسعودية ان زمن الصمت على دعم السعودية للمساجد التي يشرف عليها الوهابيون قد مضى . ورأى جابرييل ضرورة اتخاذ سياسة صارمة ضد الجماعات التي تتخذ من السلفية عقيدة لهم معتبرهم متطرفين اذ انهم لا يعتبرون اقل خطرا من المتطرفين المسلمين .
جاءت تصريحات جابرييل مشابهة لتحذيرات زعيم كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الالماني توماس اوبرمان لصحيفة / فيلت ام سونتاج – العالم يوم الاحد / في عددها الذي نشرته يوم أمس الاحد ايضا ، من انتشار ما أطل عليا بـ / الوهابية – السلفية / في المانيا ، مضيفا الى ضرورة مراقبة شديدة لجهاز المخابرات الداخلية على الدعم المالي التي تتلقاه تلك المساجد ما اذا كانت السعودية مصدره معتبرا أفكار السلفية التفكير السياسي والديني لعناصر تنظيم مات يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / على حد قولهما .
والصحيفتان المذكورتان تابعتان لمجموعة / اكسيل شبرينجر/ الاعلامية التي تعتبر بوق الصهيونية في المانيا واوروبا .
جاءت تصريحات جابرييل واوبرمان متزامنة مع مؤتمر عقد بمدينة شتراسبورج الفرنسية معقل البرلمان الاوروبي ومنظمات حقوق الانسان ومجلس الشورى الاوروبي هذا اليوم الاثنين 7كانون اول / ديسمبر بتنظيم من مجلس الشورى الاوروبي ، وهو مجلس مستقل عن المفوضية والبرلمان الاوروبيين يقوم بمؤازرتهما بناحية سياسة حقوق الانسان ، كانت مواضيعه حقوق الانسان في الاسلام ودور السعودية وقطر بدعمها لقضايا العالم الاسلامي ، فالسعودية تتعرض لانتقادات واسعة مصدرها الاعلام الفارسي الذي ينشط في اوروبا ، اذ يرى استاذ علوم القضاء وحقوق الشعوب في جامعة مدينة نورنبيرج هاينر بيليفلد ان الاسلام أرسى للانسان حقوقه واوروبا مصدر الشعوب المضطهدة فالانزال العسكري ضد تنظيم / الدولة / لم يكن صادرا عن مجلس الامن الدولي ومنظمة الامم المتحدة التي تعتبر الجهة الرئيسية في العالم لاعلان الحرب ضد حكومة ما واحلال السلام بدولة اخرى ولن يفيد الانزال العسكري ضد / داعش / لانه سيزيد من مسأساة الشعب السوري الذي نظر اليه العالم ببرودة ويسعى حاليا لوقف تدفق اللاجئين بوضع حد لقوة / داعش / بينما يبقى النظام السوري الذي يقف وراء الارهاب يزيد من قسوته وقتله وتشريده الشعب السوري . بينما أكدت ناطقة لجان شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي / السياسية الالمانية / بربارا لوخبيلر ان اتفاقيات جنيف لحقوق الانسان قد اصبحت في مهاب الريح فميثاق الامم المتحدة لحقوق الانسان يقر التدخل عسكريا ضد نظام يقتل شعبه من الضرورة الملحة .
ولا يعتبر تقاعس منظمة الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي عن نصرة الشعب السوري ظاهرة شاذة فالامم المتحدة ساهمت الى حد كبير بدعم إبادة شعوب كاملة فهي قد تغاضت عن سحق شعب ناميبيا والمجازر التي وقعت في الكونجو والبوسنة وتتغاضى عن انتقادات توجهها الى الصين لسحقها مسلمي تلك الدولة وخاصة اقليم كسيانغ ، الاسم الحديث لتركستان الشرقية ، ولا تعي باضطهاد روسيا لمسلمي القوقاز ،ولا تهتم بابادة جماعية يتعرض لها مسلمو بورما ، فهده المنظمة تأسست عبر جهود الصهيونية الدولية ، ولكن تقاعس جامعة الدول العربية عن نصرة الشعب السوري هو الظلم بعينه وخرق واضح وكبير لميثاق هذه الجامعة الذي قامت عليه وهو ميثاق الدفاع العربي الذي ينص على نصرة الدول العربية لنصرة دولة ما تتعرض للاحتلال او تدخل اجنبي ، فالجامعة أثبتت وجودها بالدفاع عن الكويت لما احتلها الجيش العراقي وارسلت قوات ردع لحفظ السلام في لبنان وأعلن بعض دولها ترحيبهم بدفاع دول الخليج العربي عن اليمن والبحرين بطلب من زعماء الدولتين المذكورتين من الفرس الذين يطمعون بالسيطرة على الخليج العربي عبر البحرين واليمن ، الا أن هذه الجامعة لا تزال تضع كراسف / قطنا / في أدنيها لاستنجاد الشعب السوري بها فالشعب المذكور اصبح اكثر من نصفه مشرد واكثر من 500 الف قتيل ومدنه هدَّمت وبلاده محتلة من قبل الفرس وروسيا بمباركة من بعض الدول العربية التي لا تزال تؤيد رئيس نظام سوريا بشار اسد .
ولسان الشعب السوري من الجامعة لعربية يقول :
وظلم ذوي القربى أشد مضامة على النفس من وقع الحسام المهند
السعودية دولة عريقة وهامة بمنطقة الشرق الاوسط والاتهامات عليها والانتقادات ضدها بانها وراء تمويل العناصر المتعصبة من المسلمين سيخسر الغرب السعودية ، على حد رأي مسئول قسم الشرق الاوسط بمجلس الشورى الاوروبي ماكس جيلبرت ، الذي أكد أهمية السعودية وقطر وتركيا باحلال السلام في سوريا والعراق والعالم الاسلامي داعيا الى حوار بناء مع الاسلام / عفيدة وفكر / تشارك به السودية لتستطيع توضيح ما هي السلفية التي يطلق عليها البعض / الوهابية / وذلك لطمئنة الغرب ودحض الشبهات حول ذلك الفكر الذي اسيء اليه .
الاسلام دين السلام فقد حث القرآن الكريم الناس بانتهاج السلام ، يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة / و / والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم / والاسلام لم ينشب اي حرب مع دولة اخرى ولم يضهد شعوبا وذلك من تأكيد علماء التاريخ بعكس الاوروبيين الذين اضطهدوا شعوبا كثيرة وارتكبوا مجازر يقشعر لها الابدان وتشيب لها الولدان ومع ذلك لم يقم المسلمون الى الان بتجريم الغرب فمذابح البوسنة وافغانستان اضافة الى سوريا وقعت برعاية الغرب ، ومن يتهم السعودية وقطر بدعمهما المراكز الاسلامية في اوروبا انما يريد بذلك انشاب حرب بين الاسلام والغرب فالنصارى في بلاد الشام ومصر وغيرهما من بلاد العالم الاسلامي اذا ارادوا بناء كنيسة او غيرها ولا يوجد عندهم ما يفيهم من اموال لبناء كنائس لجأوا الى الكنيسة في الغرب ، وقد قامت قطر ببناء كنيسة للنصارى كدليل واضح على تسامح الاسلام على حد رأي احد الصحافيين الذين شاركوا بالندوة المذكورة .
وبالرغم من الحملة الشعواء على الاسلام الا انه ذلك لا يزيده الى اقبال الكثير عليه ، ، ورحم الله الشافعي عندما قال :
عداي لهم فضل علي ومنة الا لا أبعد الله عني الاعاديا
همو بحثوا عن زلتي فاجتنبتها وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
وقد قال المتنبي :
اذا ما أتتك مذمتي من ناقص فتلك الشهادة لي بأني كامل