الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الانتقام من آثام أمريكا بالشرق الأوسط

ألمانيا- الانتقام من آثام أمريكا بالشرق الأوسط

26.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏25‏/06‏/14
يرى خبراء السياسة والتاريخ / التاريخ يعتبر دروسا للعلوم السياسية / بتطورات الاوضاع السياسية والامنية  في العراق وسوريا وبروز قوة منظمة ما يُطلق عليه / دولة العراق والشام الاسلامية / وسيطرة عناصر هذه المنظمة على اكثر المدن العراقية المتاخمة لسوريا وإعدادهم  العدة بالانقضاض على بغداد أحدى نتائج السياسة الاستعمارية للرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن / ، فبوش هذا يملك فكرا دينيا متطرفا وسذاجة في أفكاره وشخصيته ، فهو كان وراء الدعوة الى حرب صليبية جديدة وما يجري في العراق حاليا انما هو انتقام لتلك السياسة يدفع ثمنها الشعب العراقي ويحاول الرئيس الامريكي الحالي باراك أوباما أن ينهي هذا الانتقام بالدبلوماسية التي تكمن بالمهمة التي يقوم بها وزير خارجيته جون كيري في العراق حاليا  من خلال مساعيه قيام حكومة وطنية في العراق تضم اهل السنة والجماعة والاكراد وانهاء سياسة العنصرية التي ينتهجها رئيس وزراء تلك الدولة نوري المالكي وكسب المملكة العربية السعودية وتركيا الى جانب وحضهما على ارسال فرق عسكرية الى العراق لمقاتلة عناصر المنظمة .
ويرى خبير شئون الشرق الاوسط الصحافي المخضرم بيتر شولاتور / 90 عاما / بندوة صحافية دعا اليها صحافيو  مبنى المركز الصحافي الاتحادي / بالعاصمة برلين هذا اليوم الاربعاء 25 حزيران/يونيو بمهمة كيري بالفاشلة اذ لم يعد ممكنا تصحيح آثام واشنطن التي ارتكبتها بالعراق وترتكبها حاليا في سوريا فقد قام اوباما بسحب فرقه العسكرية من العراق دون مبالاة بعنصرية المالكي وآلام العراقيين واندهاشهم من تهميش يتعرضون لها بينما يستفيد الاكراد من هذه السياسة لترسيخ قيام دولة مستقلة بشكل كامل في العراق لهم كما أن البيت الابيض لم يعد يحظى باكتراث حكومات وشعوب الشرق الاوسط وخاصة العراق وسوريا إضافة الى المملكة العربية السعودية وتركيا ، فالسعودية مصابة بخيبة أمل من سياسة اوباما تجاه مأساة الشعب السوري فهو ووزير خارجيته كيري كانا قد أنذرا بشار أسد بالويل والثبور والشعب السوري بالمساعدات العسكرية وغير العسكرية الا انهما نكصا  الشعب السوري  بوعودهما وسحبا انذارهما بشار أسد معتبرا بروز قوة / داعش / في العراق الى استياء العراقيين من واشنطن وحكومة المالكي ولن تستطيع واشنطن وطهران كبح جماع / داعش / حتى واذ اعادتا احتلال العراق من جديد .
أما عضو  لجان شئون السياسة الدفاعية وحقوق الانسان سابقا بالبرلمان الالماني يورجين تودينهوفر الذي شغل ايضا مستشارا لشئون السياسة الامنية في حكومة المستشار السابق هلموت كول  دعا اوروبا بالتعاون مع الدول الاسلامية المجاورة للعراق سحب الملف العراقي من واشنطن والمبادرة بإنهاء حالة الاحتقان في ذلك البلد عبر السياسة ، مشيرا ان ما يجري في العراق انتقاما لسياسة بوش الامبريالية الذي قتل أكثر مما قتله الطالبان والقاعدة واستهزاءا بسياسة اوباما في سوريا متهما الادارة الامريكية  وقوفها وراء العنف بسوريا داعيا الى الاعتراف بشرعية بشار اسد من جديد اذ ان بذهابه سيتسلط الاسلاميون على سوريا والشرق الاوسط .
ويعتبر تودينهوفر من أصدقاء بشار أسد بين السياسيين الالمان والاوروبيين كما ويعتبر ايضا عدوا لسياسة بوش فقد كان قد أصدر كتابا عن العراق يحمل عنوانا / لماذا قتلت يازيد / مؤكدا فيه ان مايجري في ذلك البلد من هرج / القتل – القاتل لا يعرف لماذا قتل والمقتول لا يعرف لماذا قتل /  يتحمل بوش مسئوليته .
ويعاني تودينهوفر الذي يؤيد انهاء العنف في سوريا سياسيا من انتقادات  فهو كان قد وضع قبل يومين في صفحته الخاصة / فيسبوك / صورة الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك وهو ملتح  معتم بعمامة مطلق عليه يوئاخيم جاوك الظواهري انتقادا لتصريحات جاوك ضرورة مشاركة المانيا بانزالات عسكرية لانهاء النزاعات في العالم . ويطالب أعضاء كثر بالحزب المسيحي الديموقراطي إقالة تودينهوفر من الحزب .