الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- التحذير من حدود جديدة في أوروبا

ألمانيا- التحذير من حدود جديدة في أوروبا

11.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏10‏/11‏/14
يعتبر رئيس البرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / مارتين شولتس من بين سياسيين اوروبيين ينتابهم شعور قوي بمخاوف وقوع حرب جديدة بين الاوروبيين واحتمال توسعة هذه الحرب لتشمل الشرق الاوسط ، هذا الشعور الذي ينتاب الكثير من السياسيين منذ بدء الازمة الاوكرانية في شهر تشرين أول/اكتوبر عام 2013 الماضي عندما فشل الاوروبيون بمؤتمرهم مع دول اوروبا الشرقية الغير عضوة بالاتحاد الاوروبي جذب اوكرانيا زمن رئيسها السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي رفض العرض الاوروبي ان تصبح بلاده شريكا اقتصاديا للاوروبيين والاستقلال اقتصاديا عن روسيا نجم عن تلك الازمة سلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وضمها الى روسيا ودعم غير محدود لانفصاليين بالشرق الاوكراني  من موسكو لتأسيس دولة مستقلة لهم أطلقوا عليها / جمهورية دونتسيك الشعبية / ..
ومن خلال الاحتفال الكبير الذي شهدته العاصمة برلين يوم أمس الاحد 9 تشرين ثان/نوفمبر بمرور خمس وعشرون عاما على انهيار جدار برلين أبدى شولتس بمحاضرة القاها بمبنى بيت الثقافات الدولية  عن مخاوفه قيام حدود ودويلات جديدة بأوروبا اذا ما لم يبادر الاوروبيون اتخاذ سياسة حكيمة وحاسمة للحيلولة دون وقوع حرب بينهم فالحوار الاوروبي الاوروبي مطلب الجميع على ان يكون هذا الحوار خال من الانانية وبسط النفوذ  معتبرا الازمة الاوكرانية  اول بسمار يدق لصناعة نعش الاتحاد الاوروبي جراء النزاعات بين الاوروبيين حول انهاء ازمة اوكرانيا وازمة اللاجئين اضافة الى ازمة الشرق الاوسط المتمثلة بمعاناة الشعبين السوري والعراقي ، فاوروبا التي تفتخر باتحادها تفتقر الى سياسة خارجية قوية حاسمة للعب دور على الساحة السياسية الدولية تستطيع المساهمة بإنهاء ماساة الشعوب شعوب بعض دول اوروبا  الشرقية وشعوب منطقة الشرق الاوسط الجارة الطبيعية لاوروبا .
ورأى شولتس ان دستور الاتحاد الاوروبي الذي ينص بالتضامن مع حقوق الانسان وخاصة حماية اللاجئين اصبح موضع استهتار ببعض دول الاتحاد الاوروبي فتدفق الالاف من اللاجئين الافارقة اضافة الى سوريين وفلسطينيين وعراقيين وغيرهم على اوروبا ومقتل المئات منهم غرقا يندى له جبين الانسانية ودليل واضح على عدم اهتمام الاوروبيين بحقوق الانسان وعلى الاوروبيين انتهاج سياسة جديدة نحو اللجوء اذ لا يمكن ان يرى المرؤ في اوروبا اطفالا ونساءا ير يبحثون عن مأوى آمن في اوروبا يموتون غرقى أمام أعينهم فالانسانية ملك للجميع وقيم اوروبا التي تصر على حماية الانسان وصون كرامته  التي بني الاتحاد الاوروبي  عليها تتلاشى .
وحث شولتس على التفاهم والحوار المنطقي بين الاسلام والمسيحية فاوروبا غير مسيحية الطابع والثقافة الاسلامية الى جانب تقاليد الدين السهودي تخيم على اوروبا منذ اكثر من الف واربعمائة عام واتهام الاسلام بالارهاب وانه دين لا يفقه شيئا من الحضارات والحريات العامة أداة لوقوع حرب بين اوروبا والعالم الاسلام فموضوع صراع الحضارات يجب ان ينتهي ليكون حوار للتعايش بين الحضارات على حد قوله .