الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- التعاون الأمريكي الإيراني ضد الإسلاميين قديم

ألمانيا- التعاون الأمريكي الإيراني ضد الإسلاميين قديم

17.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏16‏/06‏/14
أعلنت ايران والولايات المتحدة الامريكية مؤخرا استعدادهما للتعاون العسكري لمواجهة قوة عناصر دولة ما يُطلق عليه بـ / دولة  العراق والشام الاسلامية / الذين استطاعوا السيطرة على بعض المدن العراقية مثل الموصل وغيرها ويتطلعون الى استرجاع بغداد من حكومة نوري المالكي .
واعتبر ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة المسيحيين البرلمانية فيليب ميسفيلدر بندوة دعا اليها كتلة المسيحيين بالبرلمان الالماني هذا اليوم الاثنين 16 حزيران / يونيو بالعاصمة برلين  التعاون بين طهران وواشنطن هام للغاية فالتقارب الايراني الغربي وخاصة مع الولايات المتحدة الامريكية الذي ندجم عن موافقة طهران وقفها تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيض بعض العقوبات الاقتصادية يعتبر مؤشر هام وايجابي لجذب ايران نحو الغرب وتعاونها بشكل مطلق لمحاربة العناصر الجهادية التي تسعى الى زعزعة الامن بمنطقة الشرق الاوسط برمتها واقامة دولة اسلامية متطرفة وانه اذا لم توقف طهران وواشنطن جماح / داعش / وغيرها فان هذه المنظمة التي اصبحت بضربة معلم قوية للغاية وخطرها يشمل جميع دول المنطقة بما فيها الخليج العربي فان حربا اهلية ستقع بالعراق لا محالة حتى وان استطاعت العاصمتان المذكورتان التدخل عسكريا لمحاربة المنظمة فعليهما السعي لاقامة حكومة وطنية بدل حكومة نوري المالكي .
وعزا ميسفيلدر ما يجري في العراق وسوريا  حاليا  الى عنصرية حكومتا تلك الدولتين فالمالكي وبشار أسد  ينتهجان سياسة فرق تسد باقريبهما عناصر الشيعة والعلويين الى الجيش والمؤسسات الهامة وتهميشهما لاهل السنة والاكراد الذيني يعانون من حكم اسد / الاب والابن , ومعهما نظام حزب البعث من تهميش واضطهاد قاتلين مؤكدا ان المالكي جعل من بلاده مرتعا لايران وأسد العوبتان بيد طهران .
وبالرغم من تصريحات واشنطن ولا سيما زعيمها باراك اوباما بالتدخل عسكريا الا ان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير استبعد هذا اليوم الاثنين  16 حزيران / يونيو قبيل مغادرته مكتبه الى لاهاي لاجراء مباحثات مع نظيره الهولندى فرانس تيمرمانز   اي عمل عسكري لواشنطن ضد / داعش / وغيرها مشيرا ان مهام الدبلوماسية  إطفاء الحروب وليس إشعالها كما ان العراق لم يكن منذ الغزو الامريكي وانهاء صدام حسين مستتب أمنيا والمطلوب من حكومة العراق انتهاج سياسة تكمن بأن تكون لجميع العراقيين وليس لفئة ما ذلك الشعب .
الا أن قائد الجيش الالماني السابق ورئيس خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / سابقا هارالد كويات ، اشار بندوة كتلة المسيحيين الى ضرروة اتخاذ قرارات سريعة للادارة الامريكية  لوضع حد لعدم وقوع العراق بقبضة الجهاديين وذلك من خلال تصريح لوزير الخارجية الامريكي جون كيري بان اوباما سيلقي هذا اليوم كلمة توضيحية حول موقف البيت الابيض من تطورات ما يجري في العراق والتشاور مع قادة الجيش الامريكي أخذ كافة الاجراءات اللازمة لوقف قوة الاسلاميين . الا أن كويات أعرب عن اعتقاده ضرورة اتفاق مع الدول الاسلامية العربية المجاورة للعراق وسوريا وتشجيعها لاتخاذ موقف حاسم تجاه تصاعد قوة الاسلاميين معربا عن خشيته انه اذا ما قامت ايران بارسال جنودها وفرقها العسكرية الى العراق لحماية حكومة المالكي ونجاحها في ذلك فانها ستعلن نفسها بشكل واضح القوة العظمى بمنطقة الشرق والخليج العربي وستساهم بإنشاب القلاقل بأكثر مما عليه الان فالتدخل العسكري المباشر في العراق يعني وصولها فرقها الى سوريا التي يستند نظامها بمحاربته الشعب السوري بشكل تام .
ويتفق خبيرا منطقة الشرق الاوسط اودو شتيابيناخ وميشائيل لودرز يالرغم من الخلاف بينهما حول التدخل العسكري في سوريا ، فشتاينباخ يؤيد التدخل بينما يرفضه لودرز الى وجود تعاون عسكري واستراتيجي مطلق بين طهران واشنطن حول الشرق الاوسط برمته اي ان دول الخليج مستهدفة من قبل هذا التعاون القديم فالاتفاق الذي تم حول تخصيب اليورانيوم اساء الى العلاقات الخليجية الامريكية وخاصة السعودية التي لم تستشر بهذه القضايا .
ويرى مراقبو الوضع في العراق وسوريا ان /داعش / طابورا خامسا لايران ونظام سوريا بالمنطقة فاستيلاء المنظمة على عدة مناطق بالعراق جاء للقضاء على انتفاضة اهل السنة العراقيين الذين ليسوا اي صلة بـ / داعش / وغيرها كما تدخلت هذه / الدولة / في سوريا بحجة محاربتها النظام السوري الا انها أساءت لانتفاضة شعب تلك الدولة بمحاربتها الجيش الحر والميليشيات الاسلامية الاخرى على حد هذه الآراء .