الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الحرب الباردة على سوريا وبين أوروبا وأمريكا وروسيا

ألمانيا- الحرب الباردة على سوريا وبين أوروبا وأمريكا وروسيا

10.02.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏09‏/02‏/14
من المقرر أن يعود يوم غد الاثنين 10 شباط/فبراير ممثلين عن المعارضة والنظام السوري الى جنيف لاستناف مفاوضاتهم من أجل وضع حد لنزيف دماء الشعب السوري على يد نظام تلك الدولة وانهاء ماساة ذلك الشعب تلك المفاوضات التي انتهت يوم الجمعة من 31 كانون ثان/المنصرم بدون نتيجة بل وعلى حسب تأكيد وسيط الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي باتساع الهوة وعمقها بين المعارضة والنظام وعدم توقعه حدوث معجزة خلال استئناف المفاوضات .
ويسود حاليا جو قاتم وتشاؤم بين الشرق والغرب أي بين روسيا واوروبا والولايات المتحدة الامريكية وبين اوروبا وامريكا ، فالتشاؤم بين الشرق والغرب يعود الى موقف روسيا من الشأنين السوري والاكراني ، فروسيا تقف الى جانب النظام السوري والحكومة الاوكرانية  ، فموسكو وأثناء افتتاح مؤتمر جنيف /2/ يوم الاربعاء من 22 كانون ثان/يناير لم تؤكد ضرورة اتفاق جنيف/ 1/ الذي يكمن بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا ليس لبشار اسد اي ضلع فيها الامر الذي جعل من واشنطن والدول الغربية التي تؤيد الشعب السوري تؤكد بأن المؤتمر سيفشل وقد احتل فشل مؤتمر جنيف/ 2/ أجواء مؤتمر ميونيخ  للامن والسلام الدوليين يومي الجمعة والاحد من 31 كانون ثان/يناير و 2 شباط/ فبراير 2014 .
وترى خبيرة شئون العلاقات الاوروبية الروسية ايرينا هان فور من الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية انه منذ عودة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الكرملين من جديد علما انه كان الحاكم الاصلي لروسيا أثناء رئاسته لوزراء روسيا وصلت العلاقات بين روسيا والغرب  الى دحيضها فبوتين يريد إعادة قوة بلاده السياسية على المسرح الدولي للسياسة وفرض هيبته على اوروبا وامريكا من جديد وذلك عقابا لاوروبا وخاصة برلين التي حاولت اثناء حكومة المسيحيين مع الديموقراطيين الاحرار / الفيدراليين 2009 – 2013 / انهاء محور برلين – باريس موسكو الذي كان قويا اثناء حكومة الاشتراكيين والخضر ةالأييد بوتين لنظام سوريا واواكرانيا بمثابة حرب باردة على سوريا والدولة المذكورة بين روسيا وامريكا ومعها الدول المؤيدة للشعب السوري والتي تطاب اسد بالتنحي عن منصبه وبالتالي فموسكو رى بتأييد اوروبا للاحتجاجات المناوئة لروسيا في اوكرانيا مؤامرة اوروبية على الاقتصاد الروسي فهذه القضايا تعتبر عودة صريحة للحرب الباردة بين روسيا والغرب على سوريا واوكرانيا ربما تتطور الى حرب حارة فموسكو التي لن تتخلى عن أسد اذا ما توصلت المعارضة وممثلي النظام على اتفاق حول مستقبل اسد في سوريا ولن تتخلى عن الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش اذا ما وافق على مشاركة معارضة بلاده في حكومة جديدة باوكرانيا .
خبير شئون العلاقات الاوربية الامريكية بالجمعية المذكورة يوسف براميل يعتقد بأن الحرب الباردة قد باندلعت بالفعل الا انها ليست بين الشرق والغرب بل بين الغرب مع بعضهم البعض فالتجسس الامريكي على المصالح الاوروبية وشتم مسئولة شئون السياسة الاوروبية في وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا  نولاند الأوروبيين في كييف اثناء محادثاتها مع الرئيس الاوكراني مؤخرا بين اوروبا وامريكا قد اندلعت بالفعل فهناك توافق امريكي روسي من أجل  مستقبل سوريا ومستقبل أسد يكمن بدمج الاخير بالمجتمع الدولي سواء نجحت مفاوضات جنيف او لم تنجح وتوافق امريكي روسي بالابقاء على الرئيس الاوكراني يانوكوفيتش سواء استطاعت المعارضة كسب اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي او فشلت فالمصالح الروسية الامريكية هي من اجل وضع اوروبا وسوريا تحت سيطرة القوتين العظميين فالمصالح مشتركة وتغيير سياسي يطرأ على تلك الدولتين ضياع للمصالح الامريكية والروسية بمنطقة الشرق الاوسط وأوروبا .