الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الحرب العالمية الأولى الأزمة السورية والأوكرانية شبيهة بعام 1914

ألمانيا- الحرب العالمية الأولى الأزمة السورية والأوكرانية شبيهة بعام 1914

17.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏16‏/03‏/14
يعتقد خبراء التاريخ والسياسة ان الازمة الاوكرانية اضافة الى الحرب في سوريا سينجم عنهما ما نجم عن نتائج الحرب العالمية الاولى بقيام دول جديدة في اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط ، فالحرب العالمية الاولى وعلى حسب رأي استاذ مادة التاريخ السياسي في جامعة برلين الحرة ومعهد التاريخ الالماني في لندن / البريطاني / كريستوفر كلارك   بمحاضرة القاها يوم الجمعة 14 آذار/مارس بمبنى متحف التاريخ الالماني بالعاصمة بدعوة من وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ، ان قيام دول جديدة في اوروبا ما بعد الحرب مثل التشيك وسلوفاكيا اللتين كانتا تابعتين للقيصرية النمساوية الهنغارية وقيام سوريا ولبنان وفلسطين والاردن كانت نتيجة الحرب الاولى التي كانت من اسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية وحرب الثلاثين عاما الدينية 1618- 1648  التي شهدتها اوروبا  كانت من اسباب اندلاع الحرب وما يجري في اوكرانيا حاليا من استفتاء حول مصير القرم واستقلال اكرانيا سياسيا واقتصاديا عن روسيا وانقسام الاوكرانيين على انفسهم ما بين مؤيد لروسيا ومويد للغرب والحرب الاهلية في سوريا التي اصبحت شبه دينية سيؤدي الى ظهور دويلات جديدة باوروبا وسوريا من خلال تقسيمها الى مناطق عرقية ودينية اذا ما فشلت السياسة الدولية للحد من الازمة والحرب .
وعزا وزير الخارجية الالماني شتاينماير بكلمة افتتح بها ندوة الجمعة وقوع الحرب العالمية الاولى الى عدم انتباه الدبلوماسية الى مخاطر ارتفاع ظاهرة العنصرية والدعوة الى الاستقلال في اوروبا وتجاهلها رغبة شعوب اوروبا بالاستقلال والحرية وبالتالي عدم الاهتمام بتقارير سفراؤها في البلقان وغيرها من مناطق العالم  فالدبلوماسية كانت تمشي نائمة لا تدري اين تسير ومن تحاور ، والازمات السياسية التي تعصف حاليا بأوروبا والشرق الاوسط الجارة الطبيعية لأوروبا  شبيهة بازمات السياسة التي كانت وراء اندلاع العالمية الاولى مع فارق هام يكمن بأن كل من يقف وراء اندلاع ازمة على معرفة تامة بخفاياها ونتائجها وحب التسلط يجعله اعمى لا يبالي بالانتقادات والنصائح والوساطات فرئيس نظام سوريا بشار أسد لا يزال مصرا بالبقاء بالسلطة بالرغم من ماساة شعبه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقوفه وراء الازمة الاوكرانية يعرف تماما مخاطر هذه الازمة الا انه يصر على ان تكون بلاده  مهابة الجانب علما انه اذا ما وقعت مناوشسات عسكرية جديدة فان الجميع سيكون خاسرا .
رئيس كلية التاريخ السياسي لاوروبا في جامعة مدينة دوسلدورف جيرد كروميش يؤكد مقولة شتاينماير وكلارك بان دبلوماسية عام 1914 كانت تمشي وهي نائمة فالدبلوماسية في ذلك الزمان لم تكن دبلوماسية مستقلة تنظر الى تطورات الشعوب وشغفها بالحرية نظرة ريبة وما فعله المحتلون الالمان لناميبيا ورواندا وغيرها من الدول الافريقية التي كانت تحت الاحتلال الالماني لم تكن انسانية مثل غيرها من الدول الامبريالية التي احتلت شعوبا بافريقيا وامريكا اللاتينية وآسيوية  مثل فرنسا وبريطانيا وأذاقت شعوبها الذل فحب القوة والسيطرة على العالم كانت الدبلوماسية زمن الحرب العالمية الاولى تنتهج سياسة الاحتلال أي سياسة امبريالية ، والشباب الذين  قتلوا ولي عهد قيصرية هابسبورج في سراييفو عام 1914 كان من اجل الحرية وازمة سوريا واوكرانيا الحالية هي من اجل الحرية والقضاء على الاستغلال وربما تكون الحرب الثالثة هي من اجل الحرية أيضا الا انها ستسفر عن قيام دويلات جديدة في العالم والدبلوماسية يجب ان تثبت شخصيتها وقوتها للحيلولة دون وقوع مصادمات تؤدي الى فناء البشرية .
وحذر كلارك وكروميش من ان تكون الحرب القادمة بين الاسلام والمسيحية فتدخل  دول بالعالم بشعوب منطقة الشرق الاوسط تلك المنطقة التي لم تعرف على مدى تاريخ الانسانية استقرارا الا في زمن دول الخلافة الاسلامية والنعرات التي تحرض على الاسلام والفكر الاسلامي وتصنيف المسلمين ومحاولة القضاء على انجازات ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / وتحريض الجيش المصري بانقالب على رئيس شرعي كل ذلك يعتبر من اسباب وقوع حرب عالمية ثالثة وعلى الدبلوماسية ان تتعلم من دروس الماضي فانه عبرة لمستقبل الانسانية على حد أقولهم .
شارك بالندوة اكثر من 500 شخص يمثلون السياسة والاقتصاد والمجتمع .