الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الخشية من انهيار سياسة الأوروبيين السلمية

ألمانيا- الخشية من انهيار سياسة الأوروبيين السلمية

18.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏17‏/11‏/14
تؤكد اكثر الدراسات السياسة ان انهيار وحدة  السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كانت وراء التدخل العسكري الامريكي بمعونة بعض دول الاتحاد الاوربي في العراق . فقد قادت المانيا اثناء حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر معارضة التدخل العسكري في ذلك البلد بينما قامت الدانمارك وايطاليا واسبانيا ودول اوروبية قليلة  بدعم تلك الحرب اسفر عنها اضرارا اقتصادية ومالية وسياسية كبيرة تعرضت لها حكومات تلك الدول الاوروبية التي شاركت باحتلال العراق ومنذ عام 2003 اصيبت السياسة الخارجية للاوروبيين بشرخ كبير من الصعب ضمده واعادة اللحمة السياسية الخارجية للاوروبيين على مدى السنوات القليلة المقبلة ، وهذا ما أكده وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر وخبير السياسة الاوروبية والروسية وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية  جيرنوت ايرلر  بندوة دعت اليها جامعة هومبولدت البرلينية هذا اليوم الاثنين 17 تشرين ثان/نوفمبر .
ورأى فيشر ان السياسة الخارجية لاوروبا وسياستها باحلال السلام بالعالم وخاصة باوكرانيا والشرق الاوسط برمته تعرضت للفشل لعدم وجود مقترحات سياسية استراتيجية تنهي الازمة الاوكرانية بسلام فالاوروبيين منقسمون على انفسهم بعلاقتهم مع روسيا فالظاهر انهم معارضون للتدخل الروسي اما في الباطن فهم غير مجتمعين  وقلوبهم شتى وجلاتؤ ذلك تم سلخ القرم وتقسيم تلك الدولة اصبح مسألة وقت ، بينما عزا ايرلر  عدم اهتمام موسكو بسخط الاوروبيين اضافة الى مطالبهم بفرض تاثير الكرملين على الانفصاليين لتشجيعهم الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو بتزكية الخلاف السياسي والاقتصادي  مع موسكو ونبرات وتيرة الحرب التي يثيرها حلف شمال الاطلسي / الناتو / ضد موسكو وتأكيد  الحلف الدفاع عن اوكرانيا ودول بحر البلطيق وبولندا ، هذه السياسة تعتبر ضربة موجعة للسياسة الاوروبية وفشلها بانهاء النزاع باوكرانيا سلميا .
وحول خطر تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / عزا فيشر ازدياد خطر التنظيم المذكور لعدم مبالاة المجتمع الدولي بآلام وماساة الشعبين السوري والعراقي فالشعب العراقي ضحية السياسة العنصرية التي قامت واشنطن بتشجيها بذلك البلد اثناء احتلالها للعراق وتركه عرضة للعنصرية التي انتهجتها الحكومات العراقية التي توالت على حكم العراق منذ عام 2003 تلك السياسة التي قامت بتغذية التطرف كما ان الاوروبيين الذي شاركوا واشنطن باحتلال العراق لم يساهموا بتنظيم امور تلك الدولة اجتماعيا بل تركوا مقود ادارة العراق لواشنطن وغادروا تلك الدولة دون تحقيق ارساء الحريات العامة وتنظيمه اجتماعيا وسياسيا ، بينما عزا ايرلر ظهور قوة التطرف وخطر / داعش / على امن تلك المنطقة باسرها اضافة الى اوروبا الى خيبة امل الشعب السوري من موقف صارم للاوروبيين تجاه النظام السوري فهم بين معارض لتدخل عسكري ومؤيد له وكل التصريحات بتدخل عسكري منقبل واشنطن وغيرها كانت فقاعات هوائية بل ساهمت ايضا بتقسيم المعارضة السورية ما بين معتدلة ومتطرفة عدا عن ذلك  تصريحات لمسئولين بمجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / الحرب ضد الاسلام مثل الحرب ضد / داعش / على حد رايهما.