الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الدعوة إلى الحرب وعدم العودة إلى جنيف في المسألة السورية

ألمانيا- الدعوة إلى الحرب وعدم العودة إلى جنيف في المسألة السورية

06.02.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏05‏/02‏/14
شهدت العاصمة الالمانية برلين خلال يومي الاثنين والثلاثاء 3 و 4 شباط/فبراير مناقشات حول مؤتمر جنيف /2/ حول سوريا واحتمال عودة المتفاوضين  من ممثلي النظام السوري والمعارضة يوم الاثنين المقبل 10 شباط/فبراير الى جنيف لاستئناف مفاوضاتهم والسبل الكفيلة التي يمكن اتخاذها لايصال المساعدات الانسانية الى المحاصرين بالمناطق التي يحاصرها جيش نظام بشار أسد وميليشياته اعتبرت هذه المناقشات تتمة لمناقشات مؤتمر ميونيخ الخمسين للامن والسلام الدولي الذي ناقش الى المسألة السورية قضايا اوكرانيا والعلاقات بين الشرق والغرب  وغيرها وذلك من خلال جزم مشاركي مؤتمر ميونيخ بأن محادثات جنيف /2/ كانت فاشلة والعودة الى استئناف المفاوضات لن تحقق اي خطوة لانهاء مأساة الشعب السوري .
فوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف حاول من خلال محاضرة القاها قبل يوم أمس الاثنين 3 شباط/فبراير أمام الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية ببرلين إبداء ظرافته المعهودة من خلال تأكيده عزم بلاده تنفيذ وقفها  تخصيب اليورانيوم لمدة ستة أشهر وحرص طهران بعلاقات قوية مع الغرب واستعداد حكومة الملالي تعاونها على ما يقرره المجتمع الدولي بشأن سوريا كما ان طهران ترى ان الشعب السوري له الحق في اختيار من يريد ان يحكم بلادهم  الا انه عاد من خلال محاضرة القاها في المركز الثقافي الايراني في اليوم ذاته وأكد ان بقاء اسد في السلطة ضرورة ملحة لاستقرار منطقة الشرق الاوسط وحماية الاقليات الدينية والمذاهب الاسلامية متهما دولا بمنطقة الشرق الاوسط تمد يد العون لما وصفهم بـ /التفكيريين / لشنهم حرب إبادة ضد الاقليات الدينية في تلك المنطقة . وعزا ظريف فشل مؤتمر جنيف /2/ الى سحب دعوة الامم المتحدة لبلاده لحصور المؤتمر كما عزا عدم اعتراف بلاده بمقررا جنيف / 1/ بحكومة انتقالية ليس لاسد نصيب بها الى ان الشعب السوري هو الذي يقرر ما اذا كان يريد اسدا في الحكم ام لا .
فعدم الجدوى من مؤتمر جنيف / 2/ واستئناف المفاوضات كانت بادية على المحادثات التي جرت بين وزيري الخارجية الالماني والتركي فرانك فالتر شتاينماير واحمد داود أوغلو قبل يوم امس الاثنين 3 شباط/فبراير إضافة الى محاضرة رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوجان والمؤتمر الصحافي الذي عقده مع المستشارة انجيلا ميركيل يوم أمس الثلاثاء 4 شباط/فبراير ومحاضرة القاها السفير الامريكي جون امرسون ببرلين مساء يوم أمس الثلاثاء . فوزيرا الخارجية الالماني شتاينماير يرى بمؤتمر جنيف /2/ واستئناف المفاوضات  ضرورة ملحة لتحقيق خطوة واحدة تعتبر سامية تكمن باتفاق يتم لوصول المساعدات الانسانية بينما يرى داود اوغلو ومعه اردوجان بالمؤتمر مضيعة للوقت فعلى مدى ثمانية أيام من محادثات جنيف /2/ وصل عدد القتلى الى اكثر من 2 الف شخص بالبراميل الحارقة وغيرها التي يقصفها النظام السوري فوق المدن وخاصة حلب كما ان الكثير من  المحاصرين في حمص وغيرها اضافة الى  مخيم اليرموك الدمشقي للاجئين الفلسطينيين  ماتوا جوعا فالحوار السياسي لم يعد مجديا وعلى الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي العودة الى قانون الامم المتحدة الذي يؤكد ضرورة استعمال القوة العسكرية لايصال المساعدات الانسانية الى الشعب المحاصر من قبل نظام ما في أي دولة كانت بالعالم ، والمح السفير الامريكي امرسون بمحاضرته التي ألقاها أمام  أرباب الصناعة والاقتصاد الالمان عودة نبرة استخدام القوة ضد نظام بشار أسد  لارغامه على فتح ابواب المدن المحاصرة نافيا بالوقت نفسه عجز  الرئيس الامريكي باراك اوباما  عن إصدار قرار ينهي ماساة الشعب السوري مشيرا ان عدم اتخاذ قرارا حاسما بالمسالة السورية يعود الى الخلاف الكبير بن زعماء المعارضة السورية بينما ممثلي النظام السوري متفقون تماما على تأييد مطلق لرئيس نظامهم .
ويرى مدير عام معهد بيرتهولد بايتس  للامن والسلام الدولي ايفالد بولكيه موافقة المعارضة السوري على استئناف مفاوضات بين الطرشان موافقتهم الضمنية على  استمرار قتل شعبهم فهم لم يطالبوا نظام اسد والراعين للمؤتمر بوقف قصف المدن والحصار المفروض على المحاصرين شرط مشاركتهم بمؤتمر جنيف / 2 / واستئناف المفاوضات مؤكدا ان السياسة والدبلوماسية  الدولية  لم تعهد منذ تاريخها الحديث التععامل مع أغبى معارضة تتحلى بالانانية مثل المعارضة السورية ولم تعهد التعامل مع أعتى نظام بالعالم مثل النظام السوري  وما يجري بتلك الدولة التي تكاد اكثر مدنها  أثرا بعد عين يفوق جرائم أبادة الشعوب في رواندا وناميبيا ومساوئ الحرب العالمية الثانية مؤكدا ان انهاء ماساة الشعب السوري يكمن بالقوة العسكرية الى جانب الدبلوماسية مثل ما حصل في الكوسوفو والحرب البوسنوية .
وتؤكد وزيرة الدولة السابقة في وزارة الخارجية الالمانية كرستين مولر عضوة الدراسات السياسة للشرق الاوسط في معهد هاينريش بول ان التدخل العسكري في سوريا أمر مفروض الا انه يجب ان يتم ذلك بين الدول الاسلامية على راسها السعودية وقطر وتركيا وبين حلف شمال الاطلسي / الناتو / مطالبة بقوات ردع اسلامية على غرار ما وقع في لبنان أثناء الحرب الاهلية مطالبة المعارضة السورية بتنظيم نفسها من جديد وإعادة تكوين بنيتها التحتية واستبدال المعارضة الحالية بشخصيات تتحلى بقدرة دبلوماسية بعيدة عن حب الزعامة والأنانية واستئناف المفاوضات غير مجدية فمأساة الشعب السوري تزداد يوما بعد يوم وعلى السياسة الدولية اتخاذ قرارات حاسمة قبل ان تحترق منطقة الشرق الاوسط برمتها .