الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الشرق الأوسط الأسوأ لم يأتي بعد

ألمانيا- الشرق الأوسط الأسوأ لم يأتي بعد

04.12.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏03‏/12‏/14
يرى رؤساء الحركة الصهيونية  الدولية ومن بينهم مؤسس تلك الحركة تيودور هرتزل في كتابه المعروف / الحركة الصيهونية / الذي وضع فيه أسس هذه الحركة والخطوات التي تتم بموجبها قيام دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ، ان بقاء دولة بني صهيون على قيد الحياة مرتبط ومقدرة الصهاينة على زرع الفوضى والعداء بين الاقليات العرقية والدينية بمنطقة الشرق الاوسط بشكل رئيسي للحيلولة دون عودة القوة للاسلام من جديد الذي يعتبر المهدد الرئيسي لليهود والحركة الصهيونية بشكل خاص وبالتالي اتصالات سرية وعلنية مع زعماء تلك المنطقة وتأليب بعضهم ببعض .
ويرى رئيس مجلس اليهودي الاعلى بالولايات المتحدة الامريكية ديفيد هاريس  بمحاضرة ألقاها مساء يوم أمس الثلاثاء 2 كانون أول/ ديسمبر بدعوة من الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بالعاصمة برلين ان منطقة الشرق الاوسط موضوعة على كف عفريت وما تشهده من اضطرابات وعنف بين شعوبها وحكامها من اجل الحريات العامة لا تعتبر الاسوأ في تاريخها فالاسوأ لن يأتي بعد فإلحرية السياسية وحرية الرأي والاعلام مطلب جميع شعوب العالم ودولة الكيان الصهيوني تعتبر الدولة الأكثر حرية وديموقراطية بالعالم والكيان الصهيوني موضوع بمنطقة لم تعرف في تاريخها الحديث هدوءا واستقرارا واذا ما استلم الاسلاميون او العروبيون حكم سوريا اذا ما كتب لانتفاضة الشعب السوري التي مر عليها اكثر من ثلاثة اعوام تسعة أشهر  النجاح ونال شعب تلك الدولة حريته فان تغييرات جذرية ستطرأ على المنطقة باسرها وبالتالي فان الكيان الصهيوني سيتعرض لخطر الابادة وعليه في ضوء هذه التغييرات أن يذعن للمطالب التي تطالبه بالانسحاب الى حدود الحرب ما قبل الخامس من حزيران/يونيو من عام 1967 مشيرا انه من مؤيدي هذه المطالب الا ان الضرورة ملحة التوصل الى قدسية مدينة القدس والمسجد الاقصى وخاصة حائط البراق الذي يرى اليهود به قدسيته الخاصة بهم  مشيدا بالانقلاب الذي وقع بمصر ضد الرئيس المصري محمد مرسي عامل هام للحيلولة دون تنامي قوة الاسلاميين وتشكيلهم محورا عسكريا فلو تم قيام هذا المحور  بسساهم في ازدياد الخطر على الكيان الصهيوني بشكل اكثر من ذي قبل فالاخوان المسلمين كانوا في مقدمة من نادى بالحيلولة دون قيام ذلك الكيان وهم وراء تشجيع الجهاد لتحرير فلسطين ، معتبرا تهويد الكيان الصهيوني لكيانهم ، أي يهودية الكيان بشكل  تام ، طلب شرعي فهناك دول تحمل صبفة وصفة الاسلام  على دولتها مثل / الباكستان الاسلامية وموريتانيا الاسلامية / وغيرهما متسائلا عن أسباب الضجيج حول هوية الكيان الصيهوني اليهودية .
وللحيلولة دون وقوع منطقة الشرق الاوسط بالأسوا مما عليه الآن ، فقد طالب هاريس دورا رئيسيا وقويا لألمانيا بتلك المنطقة ، فالمانيا التي تعتبر دولة قوية سياسيا واقتصاديا بالاتحاد الاوروبي وهي لب هذا الاتحاد تستطيع ايضا من خلال قوتها السياسية على صعيد المسرح الدولي للسياسة المساهمة بشكل فعال باستقرار منطقة الشرق الاوسط التي ستشهد نزاعات عرقية بشكل خطير للغاية فهناك دعاة للقومية العربية والكردية وغيرها والضرورة ملحة اعطاء هذه العرقيات حقوقها  التي تكمن بقيام دويلات لهم بتلك المنطقة .
وحذر هاريس من أن تصبح ايران دولة تمتلك  الاسلحة النووية فهي لا تعتبر خطرا على دول منطقة الخليج العربي وعامة الشرق الاوسط فحسب بل على اوروبا بأسرها مشيرا بأن المانيا التي تعتبر من ضمن الدول التي تهتم بملف ايران النووي بإمكانها اقناع طهران بوقف تخصيبها اليورانيوم فالاتفاق الذي تم في شهر تشرين ثان/نوفمبر من عام 2013 بوقف طهران تخصيبها اليورانيوم مقابل تخفيف بعض  العقوبات  الاقتصادية والاتفاق الذي تم قبل ايام على التمديد للمفاوضات يجب ان تكون مفاوضات الند للند على حسب قوله .
ويعود سبب تواجد هاريس ببرلين لمشاركته  يوم الاحد المنصرم 30 تشرين ثان/نوفمبر بتنصيب يوسف شوستر رئيسا جديدا لمجلس اليهود الالماني الاعلى خلفا للسابق ديتر جراومان .
والرئيس الجديد للمجلس المذكور  شوستر / 60 عاما / من مواليد مدينة حيفا بفلسطين المحتلة هربت عائلته التي تنحدر من مدينة فورتسبوج / جنوب/ الى فلسطين هربا من بطش النازيين ثم عادت عائلته الى المانيا عام 1956 وعائلته تعيش بتلك المدنية منذ 450 عاما .