الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الشرق الأوسط موطن الأنبياء ومصدر للحروب

ألمانيا- الشرق الأوسط موطن الأنبياء ومصدر للحروب

19.07.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏17‏/07‏/14
لا أحد يستطيع التكهن حول الاسباب الرئيسية التي دعت الكيان الصهيوني لشن حرب جديدة ضد الفلسطينيين ، علما ان الاعمال العسكرية الجديدة انتقامية لمقتل ثلاثة شبان من الكيان الصهيوني تعرضوا للاختطاف ووجدت جثثهم بالقرب من الخليل تتهم حكومة الكيان الصهيوني منظمة حماس وعناصر اسلامية اخرى وراءها بدون أي دليل يثبت ذلك . فالانتقام لمقتل الشبان الثلاثة المذكورين ادى الى حالة هيجان أثبت وحشية الصهاينة جراء اختطافهم لفتى فلسطيني أحرقوه حيا بعد ان عذبوه .
ويعتقد أستاذ مادة التاريخ الوسيط في جامعة هومبولدت البرلينية ادوارد كولفيتسكي ومعه رئيس لجان شئون السياسة الخارجية سابقا بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس  بندوة صحافية عن الوضع بمنطقة  الشرق الاوسط برمته هذا اليوم  الخميس 17 تموز/ يوليو ان  الحرب الدائرة بين الفلسطينيين والصهاينة مخطط ينتهجه رئيس نظام سوريا بشار أسد الذي كان قد هدد بتوسعة رقعة حربه ضد شعبه ليجعل من المنطقة المذكورة تشتعل نارا ، فهو الى جانب محاربته الشعب السوري يحارب ايضا اللاجئين الفلسطينيين وينتهج سياسة تجويعهم بمناطق مخيمات اللاجئين  وانه لا بد للمجتمع الدولي وضع حد للغطرسة تلك اذ انها حرب إبادة بنتهجها اسد ضد شعوب تلك المنطقة على حد راي بولنتس .
ويرى استاذ التاريح الوسيط كولفينسكي الحروب بالمنطقة الحرب من اجل الحرية في سوريا ومحاربة العنصرية بالعراق وسيطرة الاسلاميين من اهل السنة  على مناطق شاسعة في ذلك البلد تحت قيادة ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / وتربص ايران بما يجري بالمنطقة الدوائر مقدمة لاستعال شرارة حرب عالمية ثالثة  ، فالشرق الاوسط مهد الانبياء والاديان السماوية وهي بالتالي منطلق للحروب ، فالحرب العالمية الاولى التي كان سببها المباشر تصفية ولي عهد النمسا فرانس فرديناند في سراييقوم يوم 28 حزيران/يونيو من عام 1914 كان سببها المباشر ايضا انهاء دولة الخلافة الاسلامية  العثمانية اذ لا أحد ينسى تلك المقولتين احداهما للجنرال البريطاني  اللنبي عندما دخل القدس قام خطيبا قائلا الآن انتهت الحروب الصليبية ، والجنرال  غورو  عندما دخل مسجد دمشق زائرا لضريح صلاح الدين قائلا له ها قد عدنا صلاح الدين والنزاع على القوة بتلك المنطقة  هو أيضا بمثابة شرار حرب عالمية ثالثة فالاوضاع التي يعيشها العالم حاليا في الصراع على النفوذ بالشرق الاوسط  واوروبا  بين القوى العظمى واستمر دعاوى محاربة الارهاب عامل مشجع لاشتعال حرب ثالثة مؤكدا  انه من الصعب التكهن إممانية نجاح الدبلوماسية لانهاء الازمات السياسية في اوكرانيا وجنوب القوقاز وانهاء مأساة الشعب السوري والحيلولة دون تنامي ما يُطلق عليه بتنظيم / داعش / .
ولأن منطقة الشرق الاوسط برمتها موطن الانبياء والرسالات السماوية فهي كانت دائما مطمع القوى الكبرى وما معاناة الشعب السوري المستمرة منذ عام 2011 بل ومنذ عام 1963 وعدم اتخاذ مجلس الامن الدولي سياسة عزم وحسم لانهاء معاناة ذلك الشعب باصدار قرار دولي ينهي نظام بشار اسد يكمن بالصراع بين القوى الكبرى على النفوذ بتلك المنطقىة ، هو صراع بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وايران ، ومن يقول انه صراع وحرب بالمناوبة بين ايران والسعودية ومعها دول الخليج العربي فهو يخطئ تماما اذ ان حكام الدول الاسلامية العربية وغير العربية لا يملكون اي قوة وخبرة بالسياسة يعتقدون ان انهاء ماساة الشعبين السوري والفلسطيني بيد واشنطن وموسكو ولم يعتقدوا يوما ما بأن انهاء مأساة الشعبين المذكورين وشعوب المنطقة الاخرى مثل اللبنانيين هي بأيديهم  وليس بأيدي الغرباء الذين هم أسباب العنف بالمنطقة المذكورة . واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه دون ان يتنادى زعماء العالم الاسلامي للبحث بما يجري في سوريا والعراق وفلسطين فان دماءا جديدة ستتدفق على شرايين تلك المنطقة . ان المؤامرة الخطيرة التي يقوم بتنفيذها عملاء واشنطن وموسكو وطهران بمنطقة الشرق الاوسط ضد الاسلاميين قد فشلت ، صحيح ان الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المسلم محمد مرسي قد نجح ، وها هو إعلامه يحاول تأليب الراي العام على حماس والشعب السوري ، الا أن الانقلاب قد نجح في الظاهر فقط  ، كما ان إبعاد الاخوان المسلمين عن التشكيلة الجديدة لما يُطلق عليه ائتلاف قوى المعارضة السورية وذلك بتحريض من واشنطن وموسكو حتى يصفو الجو  لهما سيتعرض للانهيار فلا أحد يستطيع عزل الاسلاميين ، فالاسلام دين يتجدد مع الزمن والاسلاميين سينهون الشلل السياسي ومأساة شعوب منطقة   الشرق الاوسط برمته فالحديد لا يفل الا الحديد ، والايام القليلة المقبلة حبلى بالمفاجئات..