الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- العالم يسير إلى مجهول

ألمانيا- العالم يسير إلى مجهول

24.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏23‏/04‏/14
أعرب آخر وزير خارجية لما كان يُطلق عليه بألمانيا الديموقراطية / الشرقية / ماركوس ميكيل عن قلقه للتطورات الامنية والسياسية التي تشهدها اوروبا والشرق الاوسط في مقدمتها سوريا حاليا فاوروبا والشرق الاوسط وافريقيا وآسيا التي عانت من ويلات الحربين العالميتين الاولى والثانية تعيش في اجوائهما في الوقت الراهن ولا احد يستطيع التكهن ما ستنجم عنه الأيام الحبلى بالمفاجئات من نتائج سلبية او ايجابية لصالح البشرية خلال الايام والاسابيع القليلة المقبلة .
جاء ذلك بمحاضرة القاها ميكيل مساء يوم أمس الثلاثاء 22 نيسان//ابريل بمكتب المفوضية والبرلمان الاوروبي بالعاصمة برلين .
ورأى ميكيل الذي يراس حاليا الرابطة الشعبية الالمانية لضحايا الحروب ، انه بمرور مائة عام على اندلاع الحرب العالمية الاولى وخمس وسبعون عاما على الحرب العالمية الثانية عادت أسباب وقوعها من جديد فاوكرانيا تعيش في اندلاع خطر حرب أهلية تقع بين اهالي شرقها وغربها جراء أطماع روسيا بالمناطق الصناعية فيها وضمها شبه جزيرة القرم الى حظيرتها وفرض سيطرتها على الشرق الاوكراني الغني بالصناعة الذي يعتبر شريان اوكرانيا الاقتصادي الحيوي وغباء الغرب بشعور الاوكرانيين وفشل لعبته التي سعى اليها بتقريب اوكرانيا للاتحاد الاوروبي في ظل حكومة سابقة موالية لروسيا اذ كان على الاتحاد الاوروبي التريث حتى موعد الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر أن تجري أواخر عام 2014 الحالي نجم عن تشجيع الاوكرانيين ضياع القرم وخطر تفتيت تلك الدولة واصفا الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الامريكي جو بيدن الى كييف مؤخرا وزيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى تلك الدولة أداة للتحريش وإفشال للدبلوماسية الاوروبية التي تبذل لانهاء النزاع سياسيا مؤكدا بأنه لم يعد باوكرانيا نزاعا سياسيا بل نزاع على القوة والنفوذ .
واعتبر ميكيل مسئولية المجتمع الدولي على ما يجري في سوريا فمرور ثلاثة أعوام على انتفاضة الشعب السوري ومقتل اكثر من 200 الف انسان وتشريد اكثر من 7 مليون نسمة اضافة الى تدمير المدن لم يعد بإمكانية انهاء ماساة السوريين سياسيا واعلان قيادة نظام تلك الدولة اجراء انتخابات رئاسية في وقت لاحق من حزيران/يونيو المقبل استهزاء بالامم المتحدة ومجلس امنها الدولي الفاقد لكل معاني القوة مشيرا ان اطالة مأساة شعب تلك الدولة كان وراء تدويل قضيته التي تكمن بتطلعاته الى الحرية والعيش بكرامة على أرض بلاده وانه لا بد من دور رائد للاتحاد الاوروبي بتعاون مطلق مع الدول الاسلامية لإنهاء هذه الماساة بجميع السبل المتاحة فالدبلوماسية التي فشلت بنزع فتيل الحرب العالمية الاولى يجب ان لا تفشل بنزع فتيل نار حرب يصل لهيبها الى اوروبا .
ورأى ميكيل ان الاتحاد الاوربي يعيش بمرحلة حرجة للغاية ، فشعب اسكوتلاند سيتوجه في وقت لاحق من عام 2014 الحالي الى صناديق الاقتراع لابداء رايه البقاء تحت العرش البريطاني او الاعلان عن دولة سمتقلة له الامر الذي يعني بداية نهاية بريطانيا .
وعزا ميكيل ، الذي يُشرف حاليا مع وزارة الخارجية على تنظيم ندوات حول مرور مائة عام على الحرب العالمية الاولى / 1914 – 1918 / استياء شعب اسكوتلاندا من الاروبيين والبريطانيين الى قوة الاحزاب القومية التي ازدادت قوتها في اوروبا متوقعا فوز ساحق للقوميين الاوروبيين المعادين للاتحاد الاوروبي والوجود الاسلامي والاقليات الدينية والعرقية بانتخابات البرلمان الاوروبي متطرقا الى ارتفاع شعبية الحزب البديل لالمانيا الذي يدعو الى الغاء العملة الاوروبية / اليورو / هذا الحزب الذي اكتسب شعبية من القوميين الاوروبيين مؤكدا ان أخطاء قادة الاتحاد الاوروبي السياسية والاقتصادية وراء قوة القوميين الذين كانوا وراء اندلاع الحربين العالميتين ووراء احتمال تقسيم اوكرانيا واندلاع حرب قومية جديدة بالبوسنة وعلى الاوروبيين اجراء تغييرات على سياستهم لابقاء الاتحاد الاوروبي متماسكا والعودة الى سياسة خارجية قوية لاناء النزاعات في العالم واحلال السلام على حد قوله .