الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- العالم في ضياع

ألمانيا- العالم في ضياع

08.02.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
ميونيخ ‏07‏/02‏/2015
يسود مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي افتتح اعماله يوم أمس الجمعة 6 شباط / فبراير سؤال واحد يكمن بكيفية تنظيم العالم من جديد ، فالشرق الاوسط الذي يعتبر اكثر مناطق العالم حساسية يعيش بدوامة العنف ، الشعب السوري يعاني من القتل والتشرد وهدم مدنه من قبل نظام أعلن حربا لا هوادة فيها على ذلك الشعب وروسيا تقف بقوة الى جانب نظام اسد وايران تحتل مناطق في سوريا وارسلت فرقها العسكرية الى جانب اسد بمشاركة ميليشيات شيعية من لبنان والعراق والباكستان وغيرهم من الشيعة وتنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / يسيطر على مناطق في العراق وسوريا وجعل من مدينة الرقة معقله الرئيسي وينتهج الاجرام تحت ستار  الاسلام . وليبيا تعيش في دوامة العنف فالميليشيات فيها تسرح كما تشاء والقوة والعنف سائدا بتلك الدولة التي زرحت تحت نيز وظلم طاغية ذلك البلد السابق معمر القذافي ، والعراق منقسم على نفسه ساهمت ايران بتأثيرها السياسي والديني على قوة التمييز الديني وزرع الكراهية بين فئات الشعب العراقي ، فبالرغم من تأكيد رئيس وزراء العراق هادي عبادي يوم أمس الجمعة بمحاضرة القاها بتنظيم مبرة / كوربر / للدراسات الدولية بان حكومته غير عنصرية ولا تمارس تمييزا دينيا  ولا تملك طهران اي تاثير سياسي وديني معتبرا نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وحزب البعث وراء ما يعاني العراق منه الا ان خبير منطقة الشرق الاوسط جيرهارد شنايدر الذي يرأس معهد جامعة مدينة   كيل/ شمال – عاصمة ولاية شلسفيغ هولشتاين /  لبحوث الحرب والسلام الدولي  اشار على هامش مؤتمر ميونيخ ان ايران تحتل العراق سياسيا ودينيا وتحاول فرض سيطرتها على دول منطقة لخليج العربي عبر اليمن الذي اصبح تحت قبضة الشيعة من جماعة الحوثيين  ومصدر معاناة العراق واليمن وسوريا  ايران وعدم اكتراث المجتمع الدولي بماساة تلك الشعوب .
أما الازمة الاوكرانية ، فقد كان بالإمكان إنهاءها سياسيا منذ بدايتها فالاتحاد الاوروبي أخطأ عندما أراد ان يضم اوروبا الشرقية من بينها اوكرانيا الى شراكته الاستراتيجية بدون الاخذ بعين الاعتبار آراء موسكو كما تقف الولايات المتحدة الامريكية وراء العنف والاعمال الحربية في  تلك الدولة جراء تشجيع واشنطن للحكومة الاوكرانية  وعدم الاصغاء للاوروبيين فمسئولة قسم اوروبا بوزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند طالبت الرئيس الاوكراني السابق بعدم الاهتمام بأووربا مطالبة اياه بالبقاء بأحضان موسكو . كما ان بقية الدول الاوروبية الشرقية في مقدمتها منطقة البلقان تعيش في خطر حرب جديدة جراء ازدياد نعرات القومية فيها .
الشرق الاوسط واوروبا بحاجة الى نظام دولي جديد على حسب راي رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر بمداخلته التي ألقاها يوم أمس الجمعة عند افتتاحه مؤتمر ميونيخ الواحد والخمسين الا ان هذا النظام يجب ان يكون مغايرا عن تجديد  الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / لهذا النظام الذي وضعه بداية عام 1991 نجم عنه التدخل في افغانستان بحجة القضاء على تنظيم طالبان  واحتلال العراق  بحجة امتلاكه اسلحة ذات دمار شامل ، وبالتالي نظام ينهي ماساة الشعب السوري ويعيد الكشردين منه الى بلادهم من جديد .
هل صحيح ان العالم بحاجة الى نظام جديد ؟ يكمن بتقسيم سوريا والشرق الاوسط الى دويلات جديدة تتمة لمعاهدة سايكس بيكو عام 1918 التي تكمن بتقسيم تلك المنطقة الى دويلات عرقية ودينية لأنهاء ماساة الشعب السوري والعودة الى تقسيم اليمن من جديد للحيلولة دون انهيارها بشكل تام ووقوعها فريسة سائغة وبشكل نهائي لايران ، والغاء اتفاقيات عام 1995 التي تكمن بالمحافظة على وحدة الاراضي الاوكرانية بالرغم من سلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا في وقت سابق من عام 2014 ؟ ويؤكد رئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتس خلال ندوة عن تطورات الاوضاع في العالم  على هامش مؤتمر ميونيخ عدم الحاجة الى هذا النظام بل  ان الحاجة ملحة لجهود تبذلها السياسية مع الحكماء لانهاء ماساة شعوب منطقة الشرق الاوسط وأوروبا .