الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- العرب قبل الغرب مسئولون عن إبادة الشعب السوري

ألمانيا- العرب قبل الغرب مسئولون عن إبادة الشعب السوري

17.08.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين واس 16‏/08‏/2016
اعتبر انتقاد الحكومة الالمانية بلسان ناطقها شتيفين زايبرت الذي وجهته الى الحكومة الروسية يوم أمس الاثنين 15 آب /اجسطس خلال مؤتمر الحكومة الالمانية الصحافي المعتاد حول دعمها المطلق لرئيس نظام سوريا بشار   اسد جراء قصفها مدينة حلب وادلب وما حولهما وغيرهما من المدن السورية وانها مسئولة عن ماساة الشعب الشعب السوري الاقوى من نوعه منذ تدخل موسكو عسكريا الى جانب اسد .
فقد اعتبرت الحكومة الالمانية موسكو مسئولة عن ابادة الشعب السوري مطالبتها بوقفها ألية القتل  والتعاون مع المجتمع الدولي لانهاء ماساة ذلك الشعب. بيان الحكومة الالمانية لقي ترحيبا من رئيس  لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين الذي جاء متزامنا مع محادثات أجراها وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير يوم أمس الاثنين 15 الشهر الجاري  مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بمدينة جيكاترين بورج الروسية التي تقع بمنطقة الاورال فقد  طالب شتاينماير لافروف بتمديد ساعات وقف اطلاق النار في حلب والعمل على انهاء ماساة السوريين بالسبل السياسية وبالتالي لتشيجع المعارضة السورية بالعودة الى جنيف للحوار مع ممثلي بشار اسد . الا أن روتجين أكد بانه ليس روسيا فقط تشارك بابادة الشعب السوري بل الغرب في مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية ودول عربية اخرى مثل الجزائر ومصر وتونس وغيرها  تقف مع ايران وروسيا الى جانب بشار اسد  مشيرا بندوة دعا اليها معهد برلين – برانديبنورج العلمي هذا اليوم الثلاثاء 16 الشهر  الجاري انه لا يمكن للحرب ان تنتهي في سوريا بدون تدخل عسكري باتفاق يتم بين اوروبا والدول الاسلامية في مقدمتها السعودية وقطر وتركيا ايضا بالرغم من ان انقرة تسعى حاليا لاعادة ترتيب بيتها الداخلي من فوضى نجمت عن محاولة الانقلاب العسكري والانتقادات التي تعاني منها من هنا وهناك .
التدخل العسكري لانهاء ماساة شعب يتعرض للابادة مسئولية دولية وهي من بنود الاسس التي قامت عليها منظمة الامم المتحدة التي تنص على التدخل العسكري لوقف ابادة شعب على يد نظامه ومن الاسس التي قامت عليها جامعة الدول العربية التي تنص على الدفاع المشترك اي دفاع  دولة عن دولة تتعرض لحرب خارجية وايران وروسيا تدعمان بشار اسد بابادة شعبه وهو بذلك بمثابة اعتداء خارجي ، فجامعة الدول العربية لم تثبت جدارتها منذ قيامها فهي لم  تدافع عن الشعب الفلسطيني ولم تسعى بشكل مرضي لانهاء الحرب الاهلية في لبنان ولولا السعودية لاستمرت الحرب في ذلك البلد الى وقتنا هذا كما ان الامم المتحدة بقيت صامتة وبدون حراك أمام إبادة شعوب باكملها في رواندا وناميبيا وفي فيتنام وافغانستان وفي الشيشان والبوسنة وبورما وغيرهم ، وعلى المجتمع الدولي إعادة النظر في مصداقية الامم المتحدة وجامعة الدول العربية هذا الجامعة التي تعتبر بريطانية قحة قامت من اجل احداث فرقة بين الاسلام والعرب ، فهي عنصرية قحة لم تساهم في يوم ما بنصرة اي شعب من شعوب الدول العربية تعرض للاغتيال ويتعرض للإبادة وهي مظل الامم المتحدة التي باركت بابادة شعوب بأكملها، فأوروبا والولايات المتحدة الامريكية التي فقدت بريقها واروبا ومعهما جامعة الدول العربية مسئولة تماما  عن مذبحة سوريا بتقاعسهم لنصرة الشعب السوري فقصف المدن بالبراميل الحارقة وبالمواد الكيمياوية  ومحاصرة السكان وتجويعهم ومنع وصول مساعدات انسانية اليهم مع قصف المستشفيات يعتبر جريمة دولية تتحمل اوروبا مسئوليته لركونها الى ما تقرره واشنطن وموسكو وقاهرة جامعة الدول العربية  بشأن مصير الشعب السوري . ان عدم ضغوط الغرب وسكوته على طهران بالكف عن ارسال جيوشها الى سوريا وتمويل ما يُطلق عليه بـ / حزب الله / اللبناني /  بمحاربته السوريين للحفاظ على اتفاق انهاء ملف ايران النووي  يعتبر مشاركة حقيقية لاوروبا ترتكبها مع المجتمع الدولي تقترف ضد شعب يريد الحرية والكرامة فقط .
منذ اكثر ثلاثة اعوام ونصف يحارب الغرب ودول عربية اخرى تنظيم ما يُطلق عليه  بـ / الدولة الاسلامية / هذا التنظيم الاجرامي الذي يعيث بالارض فسادا ويمارس الاجرام بكل منطقة بتواجد فيها الا ان الغرب يسكت عن جرائم اسد وايران وروسيا ومرتزقتهم ويطالب بتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى سكان المناطق المحاصرة في حلب وادلب وحمص والمناطق القريبة من دمشق بدون اتخاذ خطط حاسمة لايصال هذه المساعدات ، كل هذه تدل على ان الغرب وبعض الدول العربية في مقدمتها جامعة الدول العربية تشارك نظام اسد بابادة الشعب السوري على حد راي زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف التي طالبت الحكومة الالمانية التي انتقدت موسكو بذل جميع جهودها لانهاء ماساة الشعب السوري والحرب ببلاده بتدخل عسكري دولي في سوريا .