الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- العودة إلى الحرب الباردة

ألمانيا- العودة إلى الحرب الباردة

19.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏18‏/11‏/14
يغادر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير هذا اليوم الثلاثاء 18 تشرين ثان/نوفمبر الى كييف ويغادرها الى موسكو للالتقاء بنظيره الروسي سيرجي لافروف وربما يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتركز مواضيع مباحاته في كييف وموسكو حول الازمة الاوكرانية التي وصلت الجهود لانهاء الازمة فيها الى طريق شبه مسدود .
تأتي مباحثاته هذه بالعاصمتين المذكورتين بتكليف من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين ناقشوا يوم أمس الاثنين 17 الشهر الجاري كيفية اتخاذ عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا لدعمها المطلق للانفصاليين الذين يريدون قيام دويلة لهم بالشرق الاوكراني ودعمها المالي والمعنوي للانتخابات التي جرت بالشرق الاوكراني اواخر شهر تشرين أول/ اكتوبر المنصرم فموسكو اعترفت بنتائج الانتخابات التي اشارت الى رغبة سكان الشرق الاوكراني الانفصال عن اكرانيا المركزية بينما يرفض الاوروبيون تلك الانتخابات ويؤكدون عدم شرعيتها وبالتالي يرفضون بالوقت نفسه الاعتراف بشرعية روسيا على شبه جزيرة القرم .
والعودة الى الحرب الباردة لها اسبابها الرئيسي فالى جانب الازمة الاوكرانية ووقوف موسكو الى جانب الانفصاليين وقوف موسكو ايضا الى جانب رئيس نظام سوريا الطاغية بشار اسد وعلاقتها الاستراتيجية القوية مع طهران وخشية دول بحر البلطيق وبولندا وجورجيا من تهديد روسي حقيقي باعادة احتلالها. وترد موسكو على الاسباب التي دعتها للتدخل باوكرانيا خطة لحلف شمال الاطلسي / الناتو / بضم اوكرانيا الى الحلف ، تلك الخطة التي أعلن الاوروبيون رفضهم ضم كييف الى / الناتو /  كما رفضوا اثناء الحرب التي اندلعت في جورجيا عام 2008  ضم / الناتو / تفليس لخشيتهم من الاحتكاك المباشر مع موسكو التي تؤكد ان / الناتو / غدر بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها عام 1989 و 1990 و 91 /عدم تجاوز / الناتو/ حدود نهر إلبه / أحد الانهار الطويلة المجرى في المانيا والتشيك / اي عدم ضم بولندا ودول البلطيق الى / الناتو / مقابل توحيد الالمانيتين كما وتؤكد موسكو ان وقوفها الى جانب نظام سوريا هو للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية بالشرق الاوسط وتحالفها مع ايران تحالف استراتيجي لصد هجمات متطرفين اسلاميين والحيلولة دون قيام محور اسلامي متشدد بالعالم الاسلامي اذ لايران تاثير سياسي وديني على المسلمين الشعية باسيا الوسطى وبالشرق الاوسط .
ويستبعد وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية جيرنوت ايرلر خبير شئون السياسة الروسية والذي يشغل حاليا ملف العلاقات الالمانية الروسية ان تؤدي مباحثات ووساطة شتاينماير الى نتائج ايجابية ملموسة تساهم بوضع حد للحيلولة دون وقوع اي مواجهة عسكرية حقيقية بين الغرب والشرق من جديد كاشفا النقاب يندوة دعا اليها أعضاء لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني مساء يوم امس الاثنين 17 تشرين ثان/نوفمبر على زيارة قام بها الى موسكو في وقت سابق من  الاسبوع المنصرم هدفها الرئيسي الاجتماع مع اعضاء بالبرلمان الروسي / الدوما / ووزير الخارجية لافروف من اجل مرونة تبديها موسكو أزاء الازمة الاوكرانية وبالرغم من المواعيد التي تم تحديدها الا انه لم يجد احدا بـ / الدوما / يريد محادثته كما ان لافروف اعتذر عن اللقاء يه وانه عاد الى برلين كخفي حنين مضيفا ان عدم تعاون موسكو مع الغرب  والسعودية وتركيا وقطر لانهاء ماساة الشعب السوري يعود ايضا الى وجود أقطاب ممن يُطلق عليه بائتلاف قوى المعارضة السورية يقفون الى جانب موسكو بدعمها النظام  السوري واصفا اقطاب هذه المعارضة مثل انفصاليي اوكرانيا لا يملكون اي هدف سياسي وبالتالي فان الحكومة المركزية بكييف لا تملك  أفكارا  ومقترحات لأنهاء ازمة بلادهم سياسيا فالرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو رجل حرب وليس برجل سياسة فهو منذ استلامه مقاليد السلطة ببلاده لا يزال يهدد موسكو وينتهج سياسة المحاربة ضد  انفصاليي الشرق الاوكراني مشيرا ان كل من روسيا والغرب ومعهما الولايات المتحدة الامريكية مفتقرون الى آراء وخطط سياسية استراتيجية تنهي الاحتقان باوكرانيا والعنف في سوريا والشرق الاوسط والحرب الباردة قد عادت من جديد بقوة وعلى الطرفين رسيا والاوروبيين البحث عن اسباب الخلاف بالواقعية .
والحرب اولها كلام ، فالانتقادات التي توجهها المستشارة انجيلا ميركيل بين الحين والاخر للرئيس الروسي كان آخرها بمحاضرتها التي ألقتها قبل يوم أمس الاحد 16 الشهر الجاري في سيدني / اوستراليا واتهمت فيها الرئيس الروسي بوتين بانه وراء ما يجري في اوكرانيا وسوريا وجورجيا جعلت من بوتين يخرج عن صمته ويتهم برلين والغرب بأنهم محرضي حرب ولموسكو الحق بأن تكون قوة كبيرة لها تاثيرها السياسي والاقتصادي على المسرح الاوروبي والدولي مثل تأكيد الرئيس الامريكي باراك اوباما اثناء مؤتمر الدول العشرين ، فقد اكد اوباما  بقاء بلاده زعيمة للعالم .