الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الكنيسة وداعش والإخوان المسلمين

ألمانيا- الكنيسة وداعش والإخوان المسلمين

28.02.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏27‏/02‏/2015
دعا رئيس مجمع الاساقفة الالمان بعد اجتماعهم الذي عقدوه يوم امس الخميس 26 شباط/ فبراير الذي استمر حتى هذا اليوم الجمعة 27 الشهر الجاري رينهارد ماركس  اتخاذ جميع السبل المتاحة في مقدكمتها العسكرية لمواجهة ووقف نشاطات وجرائم تنظيم ما يُطلق عليه / الدولة الاسلامية – داعش / التي يعيث أعصاؤها بالاراضي السورية والعراقية  فسادا ولا سيما اختطافهم لاكثر من مائتي نصرانيا في سوريا مؤخرا معتبرا التنظيم كارثة القرن الواحد والعشرين اذا لم يبادر المجتمع الدولي بانهاء هذه الكارثة التي تعتبر وابلا    على الانسانية مستشهدا بآيات من القرآن الكريم التي تسن قانون عقوبة الافساد في الارض ، وبالتالي قانون القرآن الكريم والتوراة التي تنص على / ان السن بالسن والعين والجروج قصاص / على حد تعبيره مؤكدا في الوقت نفسه براءة الكنيسة من منظمة / الجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام – بيجيدا / التي تدعو الى مظاهرات مناهضة للاسلام والمسلمين وتدعو الى وقف تدفق اللاجئين المسلمين السوريين  وغيرهم من مسلمي دول اخرى في العالم معتبرا الجبهة المذكورة مثل / داعش / تلاريد إشعال حرب بين الاسلام والمسيحية داعيا الى حوار فعال وعفلاني مع الاخوان المسلمين التي وصف عناصرها تحليهم بالتسامح وبعيدون كل البعد عن التشدد اذ ان الحوار مع الجماعة المذكورة كفيل بإنهاء حالة الاحتقان بين العالمين الاسلامي والغربي .
وانتقد خبير الاسلام والكنيسة هانس كونغ ، وهو احد منتقدي كنيسة الفاتيكان ، دول خليجية لوضعها الاخوان المسلمين في لائحة الارهاب تضامنا مع انقلابيي مصر الذين طالبوا بعض الدول الاوروبية بوضعهم ضمن لائحة الارهاب موضحا بان / داعش / استغلت فرصة الغضب على الاخوان لتظهر بقوة على الساحة العسكرية في سوريا والعراق وغيرها لتأليب الغرب على الاسلام مشيرا بأن الكنيسة من خلال حوارها مع تلك الجماعة وذوي حملة الفكر الاسلامي الناضح لمست التسامح وحرصهم على حماية النصارى واليهود وفق التشريع الاسلامي معربا عن أمله ان تعاود بعض دول الخليج قرارها الذي اعلنته قبل فترة بوضع الاخوان ضمن الارهاب والعودة الى الحوار الفعال من اجل السلام في العالم مطالبا الحكومات الاوروبية  الحفاظ على كرامة المسلمين وضربها بيد من حديد لكل من يتجرأ بالاساءة الى الاسلام ونبي الاسلام فالحفاظ على الحريات العامة تكمن بالمحافظة وباحترام الشخصيات الدينية   فاي حرب تقع بين الاسلام والمسيحية ستؤدي الى هلاك البشرية .
ولا تعتبر دعوة الكنيسة الى محاربة / داعش/ بشتى السبل والدعوة الى الحوار مع الاخوان المسلمين وحثها بعض دول منطقة الخليج العربي بإنهاء القطيعة مع الجماعة المذكورة بجديدة ، فقد رأى معهد برلين – براندينبورج العلمي بندوة دعا اليها بمشاركة استاذ مادة حقوق الشعوب بجامعة مدينة نورنبيرج احد مؤسسي مجلس شورى حقوق الانسان التابع للامم المتحدة هاينر بيليفلدت ان جماعة الاخوان المسلمين ليست أفرادا بل انها تمثل شعوبا كما تشارك في حكومات دول معتبرا الانقلاب الذي قاده رئيس مصر عبد الفتاح السيسي ضد محمد مرسي الذي لا يزال يعتبر بنظر الكثير من الشعب المصري رئيسا شرعيا لبلادهم مؤامرة على الحركات الاسلامية المتسامحة ، صحيح ان أخوان مصر استعجلوا بقبول الرئاسة المصرية ان لم يكن أُحرجوا بقبولها والدخول بمعترك حملة الانتخابات الرئاسية الا ان ذلك كان مؤامرة على الجماعة المذكورة من قبل الولايات المتحدة الامريكية بدعم وتحريض من  دول تحارب الجماعة المذكورة فحملة العلم من هذه الجماعة ساهموا الى حد كبير لببناء اسس علمية ببعض دول منطقة الخليج العربي وفي اوروبا . بل ويؤكد أستاذ مادة الاسلام في جامعة ماربورج من الجمعية المستشرقين الالمان ماركوس هيلجرت ان انهاء / داعش / بخسارتها لاعضاءها يكمن بالحوار مع الاخوان المسلمين ومن شابههم فالعداء بين / داعش / والاخوان عميق لاختلاف كبير بين وجهات النظر بين الجهتين المذكورتين ووضع الاخوان واستبعادهم من أي حوار يعتبر ظلما منافيا للحرية والديموقراطية .
واستبعاد الاخوان المسلمين عن أي دور وحوار سياسي ظلم . وقد أخطأت حكومات بذلك وسيأتي اليوم الذي تبحث فيه حكومات عن الاخوان لمساعدتهم بانهاء ازمات داخلية مع شعبها وخارجية مع حكومات دول في العالم وسيكون لسان حال الاخوان مثل ما قول عبيد بن الابرص يحذر النعمان بن المنذر من ان يقتله :
لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادري
وتعييبهم عن ساحة الحوار والسياسة سيصبح الطريق سالكا للتطرف وسيكون حال العالم كمثل قول الحارث بن مضاض الجرهمي :
كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر