ألمانيا- اللاجئون وأوروبا وبوتين

كاتب ومفكر سياسي
برلين29‏/05‏/2016
لا يعتبر اللاجئون الذين يتدفقون على اوروبا من سوريا والعراق وافارقة وافغان وفرس فقط ، بل ايضا هناك لاجئون من روسيا في مقدمتهم لاجئون من الشيشان وبلاد القوقاز الشمالية . وقد أعربت المفوضية الاوروبية قبل ايام عن قلقها أزاء تدفق اللاجئين الشيشانيين على اوروبا فقد وصل عدد الذين قاموا بتقديم لجوء من الشيشانيين في المانيا خلال الفترة ما بين كانون ثان / يناير ونهاية نيسان /ابريل المنصرم الى حوالي تسعمائة وست وثلاثون شيشانيا من بين حوالي الف وثلاثمائة روسيا /، مكتوب على جواز سفرهم الروسي من / مواليد الشيشان / ، هذه الظاهرة أثارت مخاوف سياسيين في المانيا واوروبا ، فالتدخل العسكري الروسي الى جانب بشار اسد بالحرب ضد الشعب السوري ساهم بتدفق الالاف من اللاجئين السوريين على اوروبا واصبحت هذه الظاهرة موضع مناقشات مرة وراء ابواب مغلقة ومرة بشكل علني ما اذا كان بوتين يريد من خلال تدخله العسكري في سوريا واوكرانيا وتهديده بولندا ودول البلقان عقابا للاوروبيين الذين يعاقبون روسيا اقتصاديا بسبب تدخلها في اوكرانيا وسلخ بوتين شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا المركزية وتحريضه المتعاطفين مع روسيا بالشرق الاوكراني بالانفصال عن اوكرانيا الأم .
وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قد أعرب قبل يوم أمس الجمعة 27 أيار /مايو عن ترحيبه اطلاق السلطات الروسية سراح مجندة تعمل بالسلاح الجوي الاوكراني قامت بقصف مواقع لميليشيات متعاطفة مع روسيا بالشرق الاوكراني اعتقلت بموسكو وحكمت احدى المحاكم عليها بالسجن المؤبد معتبرا اطلاق سراح المذكورة سيساهم بتسهيل المفاوضات السياسية لانهاء الاحتقان بالشرق الاوكراني ، الا انه عاد وانتقد موسكو جراء وقوع اقتتال بالشرق الاوكراني استهدف عناصر المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية التي تراسها المانيا حاليا . ويقف الاتحاد الاوربي مكتوف الايدي تجاه غطرسة بوتين واستهانته بالاوروبيين وانتهاكاته لحقوق الانسان بالشيشان وبلاد القوقاز الاخرى الى جانب اصطياده لمناوئين له من نشطاء المجتمع المدني ، كما وينظر الاوروبيون بقلق شديد الى نتائج المباحثات التي اجراها بوتين باليونان مؤخرا ونجم عنها توقيع اتفاقيات اقتصادية وصناعية وتعاون استراتيجي بين روسيا واليونان العضوة بالاتحاد الاوروبي الامر الذي جعل من رئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتس يرى ضرورة اقصاء اليونان من الاتحاد الاوروبي عقابا لها .
ويؤكد عضو رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / الالماني / ايلمار بروك ان تدفق اللاجئين من سوريا والشيشان والعراق وغيرها مؤامرة روسية جعلت من الاوروبيين وحلف شمال الاطلسي / الناتو / وتركيا بموقف حائر ما اذا كان تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / عدوا لدودا للغرب وتركيا والسعودية وغيرها او أيضا بوتين مشيرا ان على اوروبا دراسة علاقتها مع روسيا بشكل جلي وواقعي ، بينما يرى خبير شئون السياسة الدولية مسئول العلاقات الالمانية مع روسيا جيرنوت ايرلر الذي كان يشغل نائبا لوزير الخارجية الالماني ضرورة كسب الاوربيين لبوتين مرة اخرى تبدأ بإنهاء العقوبات الاقتصادية لعله يبدي مرونة تجاه الاوروبيين والرأي العالم الدولي . بينما يرى رئيس الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية سابقا باول فون مالتسان تصنيف بوتين واسد وملالي ايران بمحور الشر فهذه الدول وراء وقوع اي حرب حقيقية تقع في اوروبا والشؤق الاوسط .