الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المخابرات الألمانية في سوريا ؟

ألمانيا- المخابرات الألمانية في سوريا ؟

04.06.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏02‏/06‏/2016
أحدث تدفق الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين وغيرهم على المانيا واوروبا المفاجئ خلال صيف عام 2015 الماضي شرخ في السياسة الاوروبية الخارجية في تعامل الاوروبيين لوضع حد لأزمة تدفق اللاجئين وتعاملهم مع بشار اسد  ونظامه . 
فقد أكدت تقارير مخابرات دولية في مقدمتها المخابرات الالمانية ان نظام اسد بدعم كبير من روسيا وايران كان وراء حث اللاجئين السوريين والعراقيين الذين كانوا متواجدين في لبنان وتركيا والاردن بالتدفق على اوروبا لارغام زعماء الاتحاد الاوروبي بالعودة الى مفاوضات مع اسد وإعادة الشرعية اليه . وكانت المستشارة انجيلا ميركيل ضمن بعض زعماء الاتحاد الاوروبي مثل النمسا وبولندا الذين اعلنوا ضرورة الاتصال مع بشار اسد ، الا ان اعضاء بالبرلمان الالماني في مقدمتهم رئيس لجان شئون السياسة الخارجية نوربرت روتجين وبتأييد من رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي ايلمار بروك ومعهما وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اضافة الى  الرئيس الفرنسي فرانسوا أولند رفضوا اي حوار مع اسد الذي يقف وراء القتل والتشريد وحكومته غير شرعية ولا مستقبل سياسيا للمذكور الامر الذي أرغم ميركيل ومعها وزيرة دفاعها اورزولا فون دِرْ لايِن بالعودة عن تصريحاتهما باعادة الشرعية لاسد .عادت واكدت انه لا علاقة مع اسد.
  ومن خلال مناقشة حول علاقات اوروبية سرية مع نظام بشار اسد دعا اليها لجنة شئون الرقابة بالبرلمان الالماني مساء يوم أمس الاربعاء 1 حزيران / يونيو ، نفى رئيس دائرة المخابرات الالمانية  الخارجية حاليا جيرهارد شيندلر ، الذي سيغادر منصبه في قت لاحق من حزيران / يونيو الحالي ، ان يكون هناك اتصالات وزيارات سرية لعناصر من دائرته الى دمشق ومحادثات اجروها مع اسد  ، وذلك جراء تقارير أكدت الى وجود زيارات سرية للمخابرات الالمانية الى دمشق وَوِفقَ ادعاءات بشار اسد من خلال لقاءات له مع صحافيين اوروبيين ان الاتحاد الاوروبي على اتصالات مباشرة معه .
الا ان شيندلر انتقد نفسه بنفسه ، عندما أعلن الى وجود اتصالات للمخابرات الاوروبية مع اسد مباشرة ومع جهاز مخابراته تكمن بتبادل المعلومات حول ما يُطلق عليهم بـ / الارهابيين / اذ ان الاعتقاد لا يزال سائدا بأن تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية - داعش / عدو الجميع أي ان التنظيم عدو أسد واوروبا وتركيا والسعودية على  حد سواء مضيفا ان رئيس نظام سوريا أعطى معلومات لباريس حول وجود مخطط اعتداءات ارهابية تقع في فرنسا الا ان باريس لم تصدق ادعاءات اسد ووقع ما وقع . ويؤكد شيندلر الى علاقات جهازه مع حوالي 451 جهاز مخابرات ضمن حوالي 167 دولة  بالعالم وجهاز المخابرات الالمانية يحظى باحترام وثقة كبيرة من جميع اجهزة المخابرات الدولية التي يتعاون معها وعلاقات وطيدة مع اعداء المانيا واوروبا مثل روسيا والصين وايران ونظام سوريا وانه اذا ما هناك اتصالات وزيارات سرية وغير سرية لعناصر جهاز الى دمشق فهي من اجل تسهيل وصول مساعدات انسانية ، طبية وغذائية وغيرها الى المحاصرين من قبل نظام سوريا ويارن وروسيا التي دخلت بالحرب ضد الشعب السوري على حد قوله .
ويعتبر ذراع جهاز المخابرات الالمانية في مقدمة أجهزة المخابرات الاوروبية طولا فهو له علاقات مع تنظيم ما يُطلق عليه بـ / حزب الله / اللبناني وحماس  وله علاقات قوية مع جهاز المخابرات الايرانية الذي خلف / السافاك / هذه التنظيمات التي تصنفها الحكومة الالمانية والاتحاد الارووبي واللاويات المتحدة الامريكية وغيرها ضمن لائحة اعداءها   ولذلك فانه من غير المستبعد ان تكون عناصر المخابرات الالمانية متواجدة في دمشق  على حسب رأي عضو لجان شئون سياسة الرقابة بالبرلمان الالماني هانس كريستيان شتروبيليه الذي يرى أن العلاقات مع اعداء الانسانية دعم لهم .
ويرى  وزير الدولة بدائرة المستشارية الالمانية المسئول عن جهاز المخابرات الخارجية والمهام الخاصة بيتر آلتماير الذي أسندت اليه المستشارة ميركيل مهمة تجاوز  أزمة اللاجئين ، ان اي اتصال لجهاز المخابرات الالمانية مع نظام بشار اسد اهميته تكمن بمحاربة الارهاب .