الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المسلمون ضحايا العنصرية بأوكرانيا

ألمانيا- المسلمون ضحايا العنصرية بأوكرانيا

15.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏14‏/03‏/14
كان يوم الخميس من  13 آذار/مارس يوم المناقشات حول اكرانيا ابتدأ ببيان المستشارة انجيلا ميركيل الحكومي الذي ألقته أمام أعضاء البرلمان الالماني أكدت فيه رفضها المطلق أي سياسة تنتهجها روسيا في شبه جزيرة القرم وبالتالي الحفاظ على وحدة الاراضي الاوكرانية مؤكدة بالوقت نفسه عدم رغبة اي مواجهة عسكرية تقع بين اوروبا ومعها الولايات المتحدة الامريكية ضد  روسيا والحل السياسي لانهاء الازمة الاوكرانية يجب أن يلقى نجاحا .
ثم انضمت المستشارة ميركيل الى زعماء الدول الصناعية السبعة مع المانيا وهي امريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واليابان وبدعم من رئاسة الاتحاد الاوروبي ومجلس الشورى  الاوروبي مطالبين روسيا الاتحادية انهاء سياستها المرسومة لتغيير شرعية شبه جزيرة القرم بفصلها عن اوكرانيا وضمها الى روسيا الاتحادية معتبرين هذه السياسة مناوئة لحقوق الشعوب وارادتها واعتداءا  صريحا على الاراضي الاوكرانية  مطالبين بالغاء الاستفتاء الشعبي الذي من المزمع ان يتم يوم الاحد 16 الشهر الجاري  في القرم حول مستقبله اذ ان الاستفتاء غير شرعي منافيا للاتفاقيات الدولية التي تكمن انضام القرم الى اوكرانيا عندما اعلنت اوكرانيا استقلالها عن الاتحاد السوفييتي  اثر انهياره والاتفاقية الدولية  التي تم التوقيع عليها في بودابست بين الدولة المذكورة وروسيا عام 1994  التي تؤكد بأن القرم اراض اوكرانية  مطالبين روسيا بالتعاون مع الدول الصناعية السبعة لانهاء الازمة الاوكرانية والا فان مؤتمر الدول الصناعية الثمانية الذي من المقرر أن يعقد بمنطقة سوتشي في وقت لاحق من عام 2014 الحالي سيصبح ملغيا ..
ومن خلال ندوة حول تطورات الازمة الاوكرانية وظهور قوة العنصرية في اوكرانيا وشبه جزيرة القرم دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بالعاصمة برلين مساء أمس الخميس 13 الشهر الجاري اعتبر خبير شئون السياسة الروسية بمعهد / مارشال/ لعلاقات حلف شمال الاطلسي / الناتو / يوسف يانينغ تدهور العلاقات بين روسيا والغرب لا يعتبر بجديد وله أسبابه المباشرة التي منها وضع اوروبا عوائق تحول دون قيان اتفاقية تجارة حرة وتسهيل منح تأشيرات دخول الروس الى دول الاتحاد الاوروبي وقيام حلف شمال الاطلسي / الناتو / بنشر صواريخ دفاعية جديدة باوروبا الشرقية بمواجهة روسيا وذلك على حسب ادعاءات / الناتو / نشر هذه الصواريخ للدفاع عن اوروبا اذا ما هاجمتها ايران هذه الاسباب واسباب اخرى اثارت حفيظة موسكو التي يتطلع رئيسها فلاديمير بوتين لاعادة هيبة بلاده بشكل قوي بالمحافل الدولية ثم جاءت الاحتجاجات الشعبية باوكرانيا إثر فشل الاوروبيين  اقناع اكرانيا بشراكة مع اوروبا لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير اذ تعتبر موسكو السياسة الاوروبية هذه اعتداءا صريحا على مصالحها الاقتصادية وبإمكان موسكو تأديب اوروبا  اذا ما قامت بتنفيذ عقوبات اقتصادية عليها اذ بإمكان روسيا قطع طاقة الغاز عن اوروبا  هذه الطاقة التي تعتبر المصدر الرئيسي الحيوي للصناعة والاقتصاد وخاصة المانيا معربا عن مخاوفه ازدياد قوة العنصريين باوكرانيا وقوتهم في شبه جزيرة القرم والمسلمون ضحايا العنصرية لأن المسلمين التتار هم ضمن الأوائل الذين يعارضون انضمام القرم الى روسيا وتاريخ الروس تجاه المسلمين في القوقاز معروف فالتتار المسلمون الذين يعيشون في القرم واجزاء اخرى من الاراضي الاوكرانية تعرضوا للتهجير من بلادهم اثناء الثورة القيصرية  والبلشفية / الشيوعية / الروسية واذا ما تم ضم القرم فانهم سيتعرضون للاضطهاد والإبادة ، مضيفا انه منذ بروز  قوة العنصرية الاوكرانية بشكل واضح تعرض المسلمون لحملة مضايقات واعتداءات على مصالحهم ، وذلك جراء تأثير العنصرية الاوروبية المعادية للاسلام على العنصرية الاوكرانية محذرا من مغبة ابادة جماعية يتعرض لها مسلمو تلك الدولة .
وأكد الصحافي الاوكراني / التتري / عثمان باشاييف بندوة دعا اليها فرع المانيا لمنظمة / مراسلون بلا حدود / يوم الخميس 13 الشهر الجاري الى مضايقات يتعرض لها المسلمون في القرم مشيرا الى قيام سلطات تلك المنطقة بإعلاق بعض المساجد وصحف اسلامية اضافة الى محطات / رائي / تبث أخبارها باللغة التترية  منها محطة / البحر الاسود / وأصدرت سلطات تلك المنطقة أوامرها  باستبدال اللغة الاوكرانية والتترية بالروسية عدا عن ذلك فقد قامت السلطة باعتقال ثمانية عشر مسلما بحجة تحريضهم على رفض الاستفتاء ورفض انضمام القرم الى روسيا محذرا من مغبة مشاركة أحزاب قومية اوروبية معادية للاسلام واوروبا بمراقبة الاستفتاء الذي من المزمع تنفيذه يعد يوم غد الاحد 16 الشهر الجاري .