الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المسلمون وراء المعاداة للإسلام

ألمانيا- المسلمون وراء المعاداة للإسلام

21.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 20‏/03‏/2016
هناك الكثير من يعتقد ان ارتفاع ظاهرة  نبرة المعاداة للاسلام وازدياد  شعبية الاحزاب القومية المعادية للاسلام في اوروبا ان الاحزاب القومية المتطرفة اضافة الى شخصيات تزعم معرفتها بالاسلام هي وراء هذه الظاهرة . فالعاداة لهذا لهذا الدين ، وعلى حد ما نعرفه ونتابعه من تطورات السياسة الدولية ، بدأ  بعيد انهيار جدار برلين والانظمة الشيوعية في اوروبا بداية التسعينات . هذا الاعتقاد صحيح وخاطئ بالوقت نفسه فالاسلام كان  العدو الاول للاعلام وبعض اولئك الذين يزعمون معرفتهم به قبل ان يشهر الغرب وتحريضه الدول الاسلامية وبعض علماء المسلمين من خطر الشيوعية حتى يشهروا اسلحتهم واقلامهم في وجه الشيوعية لمحاربتها ولما أقل نجم الشيوعية كأنظمة حاكمة عاد اولئك الذين يزعمون معرفتهم بالاسلام ليشهروا اسلحتهم واقلامهم ضد الاسلام .
الا ان رئيس ما يُطلق عليه / الاسبوع الدولي لمناهضة المعادين للسامية/ القسيس السابق  يورجين ميكش وهو مؤسس جمعية التضامن مع اللجوء السياسي  عزا لدى افتتاحه هذا اليوم الاحد 20 آذار/ مارس بالعاصمة برلين الاسبوع الدولي لمناهضة المعادين للسامية ارتفاع المعاداة للاسلام الى اولئك المسلمين الذين يزعمون بانهم الاحرار المسلمون ، أي ان هؤلاء المسلمين الذن يزعمون التسامح وعدم التمسك باهداب دينهم ويشربون الخمرة ويأكلون لحم الخنزير ويحثون على المجون من اجل اثبات  تسامحهم هم وراء المعاداة للاسلام ، فالاسلام ، وعلى حد رايه ، دين حيوي يحث على التأقلم مع المجتمعات ولكن شريطة عدم التعدي عن حدود تعاليم الاسلام .
القسيس السابق ميكش كان رئيسا مجمع القساوسة البروتسانت في ولاية شمال غرب الراين ، قام بتأسيس جمعية الحوار الاسلامي المسيحي  مع كلاوس شونمان الذي كان لا يغادر المساجد ويشارك في جميع مؤتمرات تدعو اليها المراكز الاسلامية حتى ذهب الاعتقاد بانه مسلم لمنافحته عن الاسلام ، رحل شونمان عن عاملنا هذا عام 1995 تاركا حزنا عميقا ،  ومنذ تأسيس ميكش منظمة حماية اللجوء السياسي ومشاركته بتأسيس جمعية الحوار الاسلامي المسيحي وعضويته بمحكمة حقوق  الانسان الاوروبية  ساهم بكسب عداء اولئك المسلمين الذين يزعمون بانهم احرار المسلمين .
وأكد ميكش ان انتقادات المسلمين الاحرار للنساء المسلمات اللواتي يرتدين الزي الاسلامي وتأكيداتهم بعدم ضرورة لباس الحجاب وعدم ضرورة الاذان من مكبرات الصوت للاعلام بوقت صلاة ما وتأكيدهم ان حملة الفكر الاسلامي هم وراء الارهاب هم الذين شحذوا  همم الاحزاب القومية المعادية للاسلام  والاجانب في المانيا واوروبا منتقدا دراسة اصدرها معهد بيرتلسمان للدراسات  ، وهو معهد يتبع دار نشر بيرتلسمان الاعلامية كبرى دور النشر الاوروبية / بأن 57 بالمائة من الالمان يرون بالاسلام خطرا على المانيا غير صحيحة وبالتالي فان دراسته هذه مستندة الى اولئك الشخصيات المسلمة التي تدعي الحرية مثل السوري بسام طيبي الذي غادر المانيا الى الولايات المتحدة الامريكية بعد ان كشف زيف ادعاءاته  والمصري حامد عبد الصمد الذي اعلن ارتداده عن الاسلام والصومالية هسرين علي التي طردت من هولندا .
ويرى ميكش انه ليس هؤلاء الذين يزعمون بانهم / الاحرار المسلمون / وراء تشجيع المعاداة للاسلام بل يشاركهم ايضا بعض مؤرخي الاسلام في اوروبا ولا سيما مؤرخو دولة   الخلافة الاسلامية العثمانية ولا سيما حصار فيينا الى جانب شخصيات يزعمون معرفتهم بالاسلام والعالم الاسلامي وخاصة العرب والاتراك منهم هؤلاء اخذوا معلوماتهم من وثائق غير صحيحة بحاجة الى التدقيق علما ان المؤرخين المسلمين في مقدمة الامم الذي حافظوا على امانة النقل  مضيفا ان المتطرفين بالفكر الاسلامي ساهموا الى حد كبير بالاساءة الى دينهم .
ويؤكد ميكش ان النصيريين والشيعة في اوروبا وخاصة في المانيا  في مقدمة من ساهموا بالاساءة الى الاسلام ووراء تحريض وحث الاقلام المعادية لهذا الدين اضافة الى المتعصبين المسيحيين فالرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن / كان عضوا في جمعية مسيحية متعصبة ترى بمحاربة الاسلام شرعا له  فتهديداته بضرب مكة المكرمة وحشد جيش صليبي تكون اول طلائعه كابول واخرها بالبيت الابيض لا تزال قائمة فمرشح الرئاسة الامريكية عن الجمهوريين دونالد ترامب يتخذ من اسلوب بوش المذكور دعاياته للوصول الى الابيض كما ان منتقدي الاسلام من المسلمين هم وراء المعاداة للاسلام .
وأكد ميكش ان من يعادي السامية يعادي الاسلام والمسيحية ايضا ولا يمكن لاحلال السلام بالعالم الا بالتسامح بين الاديان والثقافات على حد قوله .
ورحم الله الامام الشافعي الذي قال:
نعيب زمانيا  والعيب فينا  وما لزماننا من عيب سوانا
ويتخلل الاسبوع الدولي لمكافحة المعاداة للسامية الذي يستمرحتى يوم الخميس من 24 الشهر الجاري حوالي الف وستمائة محاضرة وندوة اضافة الى وقفات تضامن مع المسلمين ضد مظاهرات منظمة ما يُطلق عليه  / الجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام / والحزب البديل لالمانيا الذي وجد نفسه القوة الثالثة بولايات الغرب الالماني والقوة الثانية بولايات الشرق من المانيا  الى جانب محاضرات حوار بين الاسلم والمسيحية واليهودية ونشاطات أخرى .