الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المطالبة بتغييرات السياسة الخارجية والتنموية لألمانيا

ألمانيا- المطالبة بتغييرات السياسة الخارجية والتنموية لألمانيا

29.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏28‏/11‏/14
تسعى الحكومة الالمانية منذ استلام حكومة الديموقراطيين الاشتراكيين والخضر عام 1998  لعب دور كبير لالمانيا على صعيد السياسة الدولية فقد سعى المستشار السابق جيرهارد شرودر ووزير خارجيته يوشكا فيشر حصول برلين على مقعد دائم العضوية بمجلس الامن الدولي وكادت ان تحصل عليه لولا وضع واشنطن ولندن واعتراض خفي من تل ابيب عوائق حالت دو تحقيق برلين  لهدفها ، واضمحل السعي للحصول على عضوية دائمة بمجلس الامن عندما استلم الديموقراطيون الاحرار / الليبراليون / السياسة الخارجية لالمانيا عام 2009 بائتلافهم مع حليفهم التقليدي المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه المستشارة انجيلا ميركيل ، فقد أكد وزير خارجيتها السابق / الليبرالي / جويدو فيسترفيليه عدم حاجة برلين لعضوية دائمة بالمجلس وحصول الاتحاد الاوروبي على عضوية بالمجلس المذكور يعني حصول برلين على العضوية الا  ان طلبه ذلك الذي يكمن بحصول الاتحاد الاوروبي على عضوية بالمجلس المذكور لم يترك وراءه  صدى .
وعندما استعاد الديموقراطيون الاشتراكيون وزارة الخارجية من الليبراليين بالانتخابات التي جرت عام 2013 عاد الحديث عن طموحات المانيا بلعب دور رائد على المسرح الدولي للسياسة  من خلال تصريحات لوزيرة الدفاع / السياسية المسيحية / اورزولا فون در لاين التي امتدحت الجيش الالماني ومقدرته على اعادة النظام باي دولة تعاني من نزاعات داخلية وايضا محاربته الارهاب بافغانستان بينما رأى / الاشتراكي  /  وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير  ان العالم بحاجة الى المانيا كوسيط دولي واستعداد بلاده التدخل العسكري بدولة ما لاستتباب الامن فيها  اذا ما طلبت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبية  وحلف شمال الاطلسي / الناتو / من المانيا ذلك ، ووضع الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك خاتمه الاخضر موافقا على تصريحات المذكوريْن  بمؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين  أوائل شباط/ فبراير من عام 2014 الحالي .
وأكد الرئيس الالماني السابق كريستيان فولف بمحاضرة القاها مساء يوم أمس الخميس 27 تشرين ثان/نوفمبر بمبرة كونراد أديناور للدراسات والمساعدات الدولية بالعاصمة برلين ان العالم ينظر الى المانيا كدولة قوية في الاتحاد الاوربي سياسيا واقتصاديا وعضدا هاما للامم المتحدة بسياستها السلمية والتنموية وقيام الحكومة الالمانية بدور رائد على صعيد السياسة الدولية  مثل احلال السلام وانهاء العنف وتنظيم امور دولة ما عانت من حكوماتها الضغط والظلم مطلبا ليس دولي فقط بل شعبي ايضا . وانتقد فولف اولئك الذين يرفضون تصريحاته عن الاسلام بانه جزء من المانيا عندما القى كلمة بمدينة بريمن اثناء رئاسته لالمانيا واحتفالات المانيا باعادة توحيد الالمانيتين عام  2010 مشيرا ان المنتقدين يرفضون الامر الواقع فالاسلام له جذور قديمة في هذا البلد سبقت موجة مشاركة الاتراك وغيرهم بتعمير المانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية كما ان المسيحية جزء من الاسلام وجزء من الدول الاسلامية ولا يوجد لدى المسلمين اي رفض كون النصرى جزء لا يتجزأ من بلادهم  .
وتطرق فولف الى الوضع الماساوي للشعب السوري والعراقي ايضا مشيرا ان استيعاب المانيا للاجئين سوريين بهذا العدد الهائل لا يعني وقوفها الى جانب الشعب السوري ودعمها له ضد نظام الطاغية بشار اسد بل يجب على الحكومة الالمانية مناقشة ماساة الشعب السوري بواقعية ميدانية وسياسة حازمة فطالما ان نظام سوريا لا يزال يعيث في الارض فسادا ويمارس سياسة القتل والتهجير والاعتقال والهدم اما رؤى العالم ورؤى المانيا بشكل خاص فلن يكون لماساة الشعب السوري نهاية قريبة وانهاء ذلك النظام بالقوة العسكرية يعتبر ضرورة ملحة اذ ان آخر الدواء الكي مؤكدا ان التعايش السلمي بين المسلمين والنصارى بالشرق الاوسط وخاصة في سوريا والعراق أمر يديهي يتطلب الجهود لتنظيم حوار بمشاركة فعالة من الدول الاسلامية وخاصة دول منطقة الخليج لعربي وتركيا ينهي  حالة الخوف لدى نصارى العراق وسوريا من المسلمين فنصارى تلك المنطقة كانوا دائما جنبا الى جنب مع مسلمي بلادهم والنعرات التي تُثار بان الاسلام دين ارهاب تؤدي بالتحريض على حرب شعواء بين الاسلام والغرب مطالبا بتغييرات خطوة وراء خطوة على السياسة الخارجية والتنموية لالمانيا على حد قوله .
وكان كريستيان فولف قد استقال من منصبه في شباط / فبراير عام 2012 جراء افتراءات شملت الضرائب وانه قبل دعوة اصدقاء له بقضاء اجازات على حسابهم أثناء استلامه منصب رئاسة وزراء ولاية سكسونيا السفلى وغيرها ، الا ان الافتراءات ظهرت يوم 13 كانون أول/ ديسمبر عام 2011 عندما أعلن بمؤتمر دولي للحوار بين الثقافات في الدوحة يوم 12 من الشهر المذكور بانه يريد مخاطبة البرلمان الالماني الاعتراف بالدين الاسلامي كدين ثان أو ثالث بالمانيا . واستمرت الضجة والمحاكم اكثر من عامين الى ان تمت براءته من تلك الافتراءات في وقت سابق من عام 2014 الحالي بعد أن كاد ان يخسر كل شيء .