الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المغزى من زيارة أمير قطر إلى برلين

ألمانيا- المغزى من زيارة أمير قطر إلى برلين

18.09.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏17‏/09‏/14
تعتبر زيارة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى برلين التي يبدأها اليوم الاربعاء 17 أيلول/ سبتمبر رسميا هامة بعض الشيء اذ تأتي في ضوء التطورات الامنية والسياسية التي تشهدها سوريا والعراق جراء بروز  ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية- داعش / كتنظيم مرعب بالمنطقة ويخيم خطره على اوروبا .
فالعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود كان قد رأى بتصريح سابق له أثناء الحرب التي قادها الكيان الصهيوني ضد الشعب الغزاوي في فلسطين خلال شهر تموز/يوليو من عام 2014 الحالي ان المجتمع الدولي مسئول عن ارتفاع ظاهرة الارهاب لانه لم يناقش اسباب الارهاب بشكل جدي ولم يأخذ بعين الاعتبار مركز الملك عبد الله  للحوار الدولي  ومحاربة الارهاب بشكل جدي . فعدم اهتمام المجتمع الدولي بماساة الشعب السوري والعراقي من نظام حكومتهما كان وراء بروز / داعش / كتنظيم قوي بالمنطقة جراء سيطرته بشكل مفاجئ على الموصل ومناطق محيطة بها وارتكاب جرائم بحق الاقليات الدينية بتلك المناطق اضافة الى ارتكابه جرائم قتل رهائن محتجزين لديه لتطول جرائمه ايضا اولئك الذين لا يوافقون أفكار اعضاء هذا التنظيم من المسلمين .
وتعتبر قطر ومعها السعودية موضع اتهامات بعض اقطاب المعارضة الالمانية والمغرضين من أعداء الاسلام فهم يتهمون الدولتين المذكوريتن بانهما وراء  دعم / داعش / وغيرهم من المتطرفين الامر الذي كان وراء مناقشة أعضاء البرلمان الالماني بطلب من الخضر والتحالف اليساري / الشيوعي / حول منع والسماح للحكومة الالمانية ببيع الدولتين لمذكورتين معدات عسكرية  مثل دبابات وآليات عسكرية متطورة التقنية  تطلبهما الرياض  والدوحة لأنه وعلى حد رأي المعارضة ان هذه الاليات العسكرية تذهب الى التنظيمات الاسلامية التي تتحلى بالفكر المتطرف الامر الذي حذا بالمستشارة انجيلا ميركيل  الخروج عن صمتها لتقول للصحافة واعضاء البرلمان الالماني بأن الرياض والدوحة شريكان استراتيجيان لالمانيا وانهما يحاربان الارهاب مثل المانيا والمجتمع الدولي ولا علاقة لهما بالتنظيم الاجرامي الذي يطلق على نفسه / الدولة الاسلامية / . ولم تقتصر اتهام السعودية وقطر بدعمهما للارهاب بل طالت ايضا تركيا . فقائد الجيش الالماني  السابق والعضو السابق لهيئة رئاسة خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / العسكرية كلاوس ناومان يعتبر في مقدمة المعادين للدوحة والرياض وانقرة معتبرا عواصم الدول الثلاثة المذكورة موئلا للارهاب وكهفا لهم وان اي حرب ضد / داعش / فيجب التنسيق بشكل جذري مع تلك الدولة وضربها اذا ما احتاج الامر لذلك وذلك جراء خشيته قيام تحالف محور اسلامي يضم السعودية وقطر وتركيا ضد الغرب . هذه التصريحات اساءت الى العلاقات الالمانية التركية الامر الذي ارغم المستشارة ميركيل وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير  تأكيدهما براءتهما من تصريحات ناومان معتبران التصريحات استفزازا واساءة للعلاقات الالمانية مع الدول المذكورة وخاصة تركيا التي تعتبر شريكا استراتيجيا هاما للاوروبيين و / الناتو / .
ويريد حاكم قطر من خلال زيارة عمله  القصيرة الى برلين  ان يوضح للصحافة براءة الدوحة من الارهاب وموقف بلاده من حكومة العسكر بمصر وتأكيده ايضا على تحالف بلاده ضد / داعش / .
وعلى الصعيد نفسه فقد  أعربت المستشارة انجيلا ميركيل للصحافيين بعيد مباحثاتها هذا اليوم الاربعاء 17 أيلول/ سبتمبر مع  امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن ارتياحها  اعلان الدوحة دخولها بالتحلف الدولي ضد الارهاب المتمثل بما يُطلق عليه تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش ، الذي وصفته وحاكم قطر  يتنظيم اجرامي ليس له علاقاة بالاسلام .
وعزا امير قطر ظاهرة الارهاب الى تقاعس المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري وعدم الاهتمام بالشعب العراقي الذي عانى من حكومته السابقة الامرين الامر الذي أخرج امكانية السيطرة على الارهاب   معلنا بأنه لا يمكن وضع التنظيمات الاسلامية والغير الاسلامية التي تدافع عن الشعب السوري من بطش نظام اسد في خانة الارهاب ويجب تمييز بعضها عن بعض وبالتالي فان النظام لاسوري والاعلام الغربي الذي يطلق على التنظيمات الاسلامية بالارهاب انما هو يأتي وراء اهداف سياسية للاساءة بالمسلمين .
ووصفت المستشارة ميركيل والامير القطري علاقات بلدهما بالجيدة مشيرة انها تطرقت مع الشيخ آل ثاني الى وضعية العملا لاذين يقومون تهيئة الملاعب وغيرها لاقامة دورات بطولة كرة القدم وتحسين أوضاعهم وبالتالي استعداد المانيا المساهمة بتحسين وضعية البنى التحتية للمؤسسات القطرية ، بينما أعلن الأمير القطري  بأن حكومته قامت بتحسين وضعية العمال وما ينقله الاعلام انما هو مضى عليه الزمن .
المنية .