الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المنطقة العربية بدائرة التقسيم وحكم العسكر بمصر لن يستمر

ألمانيا- المنطقة العربية بدائرة التقسيم وحكم العسكر بمصر لن يستمر

16.10.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏15‏/10‏/14
اعتبر وزير الخارجية الالماني السابق   يوشكا فيشر بمحاضرة القاها مساء يوم أمس الثلاثاء  14 تشرين أول/ اكتوبر بمعهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية ان ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط وخاصة الحرب ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ  /الدولة الاسلامية – داعش / وانهيار العراق وسوريا والقلاقل في لبنان والاحتجاجات بمصر ضد حكومة العسكر فيها  اضافة الى الضغوط الدولية التي تمارس على تركيا من اجل المشاركة بريا ضد / داعش / لانقاذ مدينة عين العرب / كوبانا / تعود الى النظام  الدولي الجديد   الذي أعلنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / بمؤتمر مدريد عام  1991 بعد إخراج الجيش العراقي من الكويت ففي تلك الفترة تضامنت دول منطقة الخليج العربي وبعض الدول العربية مع تحالف دولي لاخرج جيش صدام حسين من الكويت ثم بدأت سلسلة تطبيق ذلك النظام لتنتهي باحتلال العراق عام 2003 وانهاء نظام صدام حسين معتبرا احتلال العراق من اكبر الآثام التي ارتكبتها الولايات المتحدة الامريكية  اذ ساهمت بزرع الفتنة والحقد بين أطياف الشعب العراقي وبالتالي الحقد والكراهية والعداء بين العرقيات التي تعيش في سوريا والعراق كما انها وراء تنفيذ ما لم يتم تنفيذه بمعاهدة سايكس بيكو تقسيم منطقة الشرق الاوسط الى دويلات متعددة فقد فشلت فرنسا وبريطانيا وقتها بتحقيق خططهما قيام متعددة واكتفت بتنفيذ مخطط تقسيم بلاد الشام والحرب ضد / داعش / وتحالف دول الخليج مع الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها ضد / داعش / بحجة محاربة الارهاب مقدمة لتنقسيم المنطقة مرة اخرى من خلال قيام دولات عرقية ودينية .
انه مخطط لقيام نظام دولي بوضع المنطقة تحت سيطرة الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الدولتين القويتين بالوقت الحاضر اللتين استلمتا قوة هذا العالم من فرنسا وبريطانيا  بعد الحرب العالمية الثانية مشيرا ان تاريخ  العلاقات بين اوروبا ودول العالم الاسلامي مليء بالتجارب فالحروب الصليبية وما تبعها من تحالف اوروبي مع المغول / قبل اعتناقهم الاسلام / من اجل القضاء على شوكة العالم الاسلامي باء بالفشل جراء ظهور شخصيات أفشلت تلك المؤامرات والخطط . والربيع العربي الذي ساهم بإقصاء انظمة سابقة حكمت مصر وليبيا وتونس لاكثر من اربعين عاما وانتفاضة الشعب السوري التي مر عليها واحد واربعون شهرا دليل واضح على نضوج الشعوب العربية ورغبتها بالحريات العامة وارساءها ببلادهم من خلال انتخابات نزيهة . صحيح ان ليبيا لم تستقر امنيا بعد وتونس تعيش بدوامة سياسية الا ان التوانسة يبذلون جهودهم دون وقوع بلادهم بدوامة العنف والفوضى مثل ليبيا ويساهمون بكل ما اوتوا من حكمة وقوة سياسية الحيلولة دون ما جرى في مصر من استيلاء العسكر على الحكم واقصاءهم لحكومة ورئيس منتخب  على حد راي خبير منطقة الشرق الاوسط على حد رأي خبير منطقة الشرق الاوسط سكرتيرة الدولة السابقة في وزارة التنمية  كاترينا رايشاردت / الدال تكتب ولا تلفظ / .
وأكد فيشر ان سيطرة العسكر على مصر لن يستمر طويلا ولن يستطيعوا فرض قوتهم على الشعب المصري ، كما ان تدويل  قضية الشعب السوري كانت وراء تأخر تحقيق هدفهم بالقضاء على حكم الاسرة الاسدية والعودة بسوريا الى الحرية من جديد التي فقدها الشعب السوري منذ عام 1963 واستلام الاسرة الاسدية السلطة في عام 1971 وان على التحالف الدولي ضد / داعش / توسعة تحالفه ضد الاسرة الاسدية اذا ما أراد المجتمع الدولي رؤية منطقة الشرق الاوسط مستتبة أمنيا وبالتالي عدم وصول الارهاب الى عقر اوروبا ، فالشعوب الاسلامية ترى بالمؤامرة على مصر وسوريا والعراق وغيرها بان الاسلام هو المستهدف وليس منطقة الشرق الاوسط .
وأعرب فيشر عن تأييده لتحالف منطقة الخليج العربي مع امريكا وبعض الدول الاوروبية ضد / داعش / الا أنه اشار بأن من يعتقد بان الربيع العربي قد مات وفشل فهو مخطى فالمستشار الالماني السابق هلومت شميدت كان قد أعلن بأن البولنديين لن يستطيعوا تحقيق هدفهم بالتحرر من الشيوعية   وكذلك شعوب اوروبا الشرقية الا ان تلك المقولة كانت مخطئة فقد استطاع البولنديون وغيرهم من الاوروبيين تحقيق الحرية والاندماج مع اوروبا على حد قوله .