ألمانيا- الناتو وروسيا

كاتب ومفكر سياسي
برلين 08‏/07‏/2016
يناقش زعماء حلف شمال الاطلسي / الناتو / هذا اليوم الجمعة 8 تموز / يوليو ويوم غد السبت في وارسو / بولندا / تطورات حلفهم وعلاقاته بشكل بشكل خاص مع روسيا بشكل مسهب وضم دول بمنطقة البلقان الى الحلف ومخاوف دول بحر البلطيق الثلاثة التي كانت تابعة لما كان يُطلق عليه بـ / الاتحاد السوفييتي / وهي ليتلاند وليتوانيا واستونيا من غزو روسي محتمل مثيل الغزر الروسي لاقليم شبه جزيرة القرم وسلخه عن اوكرانيا اضافة الى التدخل لاروسي بالشرق الاوكراني وقضايا تطوير اسلحة ومعدات / الناتو / وتكثيف فرقه العسكرية بالشرق الاوروبي .
ويأتي مؤتمر / الناتو / في ظل تدهور العلاقات مع روسيا الذي يصحبه ايضا حشودا عسكرية لموسكو و/ الناتو / في بحر البلطيق واعادة انتشار الفرق العسكرية للحف بالشرق الاوروبي وارسال المزيد من الفرق العسكرية الى دول البلطيق الثلاثة ومناورات عسكرية لموسكو بالمناطق الروسية التي تواجه بولندا اضافة الى بحر البلطيق الذي وقع فيه احتكار عسكري روسي امريكي استطاعت موسكو وواشنطن ضبط النفس .
وكانت المستشارة انجيلا ميركيل قد اتهمت ببيانها الحكومي الذي ألقته يوم أمس الخميس 7 الشهر الحالي بالبرلمان الالماني موسكو وراء تدهور العلاقات مع / الناتو / الا انها اكدت بالوقت نفسه ان يد الحلف ممدودة لموسكو . وتصريح ميركيل عبارة عن اشارة ايجابية لاقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعلن خلال زيارته الى هلسنكي / فنلندا / يوم الاثنين المنصرم 4 الشهر الجاري استعداده لحوار ثقة مع / الناتو / من خلال لجنة / الناتو / - روسيا للحوار لانهاء الاحتقان معه مضيفا ان نية الحلف المذكور بتوسعة رقعته الى الحدود مع روسيا يعتبر عامل خطر على الامن الروسي والحوار الفعال ربما ينهي عدم الثقة .
ويرى بعض الساسة الالمان من بينهم رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر انه اذا ما ألغى الاوروبيون تأشيرة الدخول للروس الى اوروبا فانه يمكن ان يساهم بمرونة تبديها موسكو بالتعاون مع الاوروبيين وانهاء تدخلها العسكري بالشرق الاوكراني ، بينما يطالب رئيس وزراء ولاية براندينبورج السابق ماتياس بيتشكيه الذي يرأس حاليا لجنة علاقات الصداقة الالمانية الروسية الغاء بعض العقوبات الاقتصادية ضد موسكو وعدم اثارة الكرملين بتوسعة / الناتو رقعته الى الحدود مع روسيا .
ويستبعد مراقبون سياسيون ان يتخذ زعماء / الناتو / خلال اجتماعهم سياسة استراتيجية جديدة لحلفهم وخاصة علاقاتهم مع موسكو ، فهم لا يزالون يرفضون الاعتراف بشرعية الكرملين باقليم شبه جزيرة القرم ، ولن يساهموا بتنفيذ وعودهم دول بحر البلطيق حمايتهم بشكل فعال وطمأنينتهم بالدفاع عنهم اذا ما تعرضوا لغزو روسي محتمل ، فـ / الناتو / قام بسحب بطاريات صواريخه الدفاعية من منطقة قهرمنشاه الواقعة على الحدود التركية السورية بحجة انتهاء خطر النظام السوري على الامن التركي كما بقي ساكنا ازاء تحرش روسيا بتركيا من خلال الطائرة العسكرية الروسية التي خترقت الاجواء التركية وتم اسقاطها في وقت سابق من اواخر عام 2015 الماضي ودول البلطيق لا تعتبر ذات اهمية مثل تركيا ، عدا عن ذلك فاتخاذهم قرارا بضم مقدونيا وجورجيا وارمينيا الى الحلف فمستبعد أيضا اذ لا يريد الحلف اثارة موسكو .
هـ/ع
المانيا/ قلق على النصارى بسوريا والعراق
برلين /‏08‏/07‏/2016/ اعتبر رئيس الدولة الالماني يوئاخيم جاوك بمباحثاته التي أجراها بالعاصمة برلين هذا اليوم الجمعة 8 تموز / يوليو مع رئيس كنيسة الارتودكس في سوريا والعراق البطريرك مور اغناطيوس افرائيم الثاني الارهاب لا يعرف دينا وانه ليس فقط ضد النصارى بتلك الدولتين بل ضد الشيعة والديانة اليزيدية كما ان مسلمي اهل السنة والجماعة لم يسلموا من اذى الارهابيين لأنهم لا يؤيدون فكر المتعصبين من المسلمين .
جاء ذلك جراء تأكيد البطريرك المذكور بان نصارى سوريا والعراق يتعرضون للابادة والتهجير والخطف من مدنهم وقراهم من قبل الاسلاميين مناشدا الرئيس الالماني ، الذي أعرب عن قلقه عن مستقبل نصارى سوريا والعراق ، اتخاذ الاوروبيون سياسة حاسمة لانقاذ ما تبقى من النصارى بتلك الدولتين مؤكدا تضامنه مع صاحب دار النشر البريطانية اليهودي جورج فايدينفيلد الذي أكد قبل رحيله عن هذه الدنيا اوائل عام 2016 الحالي ضرورة التوصل الى حل سياسي لانهاء الحرب في سوريا معربا عن شكره للحكومة الالمانية التي تقوم بتقديم مساعدات للنصارى في سوريا والعراق وحمايتهم وبالتالي استضافتها للاجئين ورعايتها للنصارى منهم بتأمين سكن لهم بمنأى عن الاذى من لاجئين مسلمين على حد قولهما .
وكان البطريرك المذكور قد شارك هذا اليوم الجمعة بندوة دعا اليها اعضاء لجان شئون السياسة الخارجية وحقوق الانسان بالبرلمان الالماني حول حرية ممارسة النصارى دينهم بدون وجل في سوريا والعراق وبعض دول منطقة الشرق الاوسط من خلال تأكيد البرلمان الاوروبي باجتماعه الذي عقده في وقت سابق من نهاية حزيران / يونيو المنصرم ان تهجير النصارى والشيعة واليزيديين من مناطقهم الاهلة بهم وقتلهم وخطفهم من جرائم الحرب الانسانية والضرورة ملحة لوضع حد لماساة المذكورين .
فقد أكد البطريرك ان النصارى بسوريا يتمتعون منذ العصور القديمة وفي ظل دولة الخلافة الاسلامية بممارسة عقائدهم بدون خوف وانهم يشاركون بالحياة السياسية والاجتماعية ولا يوجد فوارق وعنصرية تجاههم الا ان بروز قوة الاسلاميين الذين لا احد يعرف هدفهم وفكرهم اصبحوا يتعرضون لمضايقات نافيا اعتداءات لما يُطلق عليهم تنظيم جبهة / النصرة / استهدفت النصارى مؤكدا حرص رئيس نظام سوريا بشار اسد حماية النصارى الا انه اشار بان الكثير من نصارى الشعب السوري يشاركون المسلمين من اهل السنة والجماعة بثورتهم ضد الطاغية المذكور .
وعزا اعضاء اللجان المذكورة تقييد الحرية الدينية وملاحقة النصارى واليزيديين وتهجيرهم وخطفهم ومضايقات يتعرض لها الشيعة الى غياب نظام الدولة القوية في سوريا والعراق اضافة الى خشية السواد الاعظم من مسلمي منطقة الشرق الاوسط من الراي الحر الذي ينجم عنه تأثير سياسي واقتصادي واجتماعي يفرض عليهم من اوروبا والولايات المتحدة الامريكية وروسيا . أما ايران التي تمارس ضغوطا على أهل السنة والجماعة ببلادها وتدعم بشار اسد بقتله الشعب السوري ودعمها للحكومة العراقية وللمتعاطفين معها في اليمن هو من اجل فرض هيمنتها الدينية والسياسية بتلك المنطقة مؤكدين ان منطقة الشرق الاوسط تعيش في حرب دينية حقيقية ضحايا النصارى والاقليات الدينية الاخرى على حد هذه الاراء .
ولا يعتبر مشاركة البطريريك مور اغناطيوس افرائيم الثاني بمناقشات اعضاء البرلمان الالماني وغيره من منظمات كنسية بجديد ، فمنذ الاعتداء على كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة عيد راس السنة الميلادية عام 2011 ازداد تحريض بطارقة الشرق الاوسط ولا سيما مصر في مقدمتهم زعيم اقباط المانيا الانبا داميان وبطريرك الروم الارتودكس افرائيم الثاني وغيرهما اذ أكدوا مرات عديدة بان النصارى في خطر وان النظام السوري يعتبر حام لهم .