الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- النازيون الجدد

ألمانيا- النازيون الجدد

09.11.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 08‏/11‏/2015
استطاع الحزب البديل لالمانيا المعروف اختصارا بـ / آ ف د / ان يحقق شعبية لا بأس بها ببعض ولايات الغرب الالماني الا ان ولايات الشرق الالماني تعتبر معقله الرئيسي .
تأسس هذا الحزب في نيسان / ابريل من عام 2013 . ويعتبر مؤسسه  بيرند لوكيه خبيرا  اقتصاديا كان يشغل رئاسة معهد العلوم الاقتصادية بجامعة مدينة هامبورج وقام صناعيون واقتصاديون بدعم هذا الحزب الذي يدعو الى إلغاء العملة الاوروبية / اليورو / والعودة الى العملة الالمانية الاصلية / المارك / من جديد ، وكاد هذا الحزب ان ينجح بالحصول على مقاعد بالبرلمان الاتحادي بعد حصوله على مقاعد بولايات الشرق الالماني ، الا انه لم يستطع الحصول على النسبة التي تؤهله دخول البرلمان الالماني بانتخابات عام 2013 اذ وصلت النسبة التي حصل عليها الى 4,3 بالمائة والنسبة المؤهلة لدخول البرلمان 5 بالمائة ، ومع ذلك فقد استطاع الحصول على مقاعد بالبرلمان الاوروبي بالانتخابات التي جرت عام 2014. الا ان هذا الحزب وبسبب تأييده لما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام – بيجيدا / التي ظهرت بقوة بسبب تدفق اللاجئين وأصبحت مدينة درسدن معقلا رئيسيا لهذه الجبهة وشبكة تواصل مع جميع الاحزاب القومية في اوروبا ، تعرض للانقسام فالمتعاطفين والاعضاء بهذا الحزب في ولايات الغرب الالماني رأوا بتعاطف الحزب مع جبهة / بيجيدا / يتجهون الى القومية المتطرفة ، ووقع خلاف كبير بين رؤساء الحزب كانت نتيجته اقصاء لوكيه صاحب فكرة قيام الحزب وانتخاب رئيسة كتلة الحزب بولاية سكسونيا العليا فراوكه بيتري رئيسة لهذا الحزب ، وقام لوكيه بتأسيس حزب جديد لا يزال صغيرا وغير مؤهلا لخوض انتخابات بالولايات الالمانية .
وتعتبر ازمة تدفق اللاجئين بشكل مخيف على المانيا ودعوة الحزب ببناء سياج على الحدود الدولية لالمانيا مع النمسا والتشيك وإبعاد اللاجئين الى بلادهم السبب الرئيسي لارتفاع شعبية الحزب التي وصلت الى 9 بالمائة .
ومن خلال المظاهرة التي دعا الحزب اليها يوم أمس السبت 7 تشرين ثان / نوفمبر بالعاصمة برلين تبين ازدياد النقمة على اللاجئين  مصحوبة بيافطات تحذر من ارتفاع ظاهرة المعاداة للسامية واليهود في المانيا من قبل اللاجئين المنحدرين من سوريا والعراق وغيرهما بل وصل الامر مطالبتهم بارسال فرق عسكرية الى الشرق الاوسط لحماية النصارى وبناء كنيسة في مكة المكرمة .
ويرى رؤساء جميع الاحزاب الشعبية المعتمدة بالبرلمان بالحزب البديل لالمانيا هو بديل للحزب النازي وهو الجناح السياسي  للجبهة القومية الاوروبية لحماية الغرب من الاسلام ، ويعتقد قضاة المحكمة الدستورية العليا ان اصدار امر بمنع الحزب عن العمل اصبح مستحيلا للقاعدة الشعبية التي يتمتع بها في ولايات الشرق الالماني مثل النازيين وغيرهم .
ويريد الحزب يوم غد الاثنين 9 تشرين ثان / نوفمبر المشاركة بمظاهرة الجبهة القومية  لحماية الغرب من الاسلام المعتادة أسبوعيا بمدينة درسدن . وقد أثبتت  الجبهة والحزب انتماءهما الى القومية المتطرفة لاختيارهما ساحة تحمل اسم / ساحة المسرح / بالمدينة المذكورة ففي مثل هذا اليوم من عام 1938 قام النازيون من هذه الساحة التي كانت تحمل اسم / ساحة ادولف هتلر / بتوزيع منشورات تحث الالمان على احراق الكنس اليهودية وهدم محلاتهم فخلال يومين 9 و 10 تشرين ثان / نوفمبر من عام 1938 تم القاء القبض على اكثر من 4 آلاف يهودي واحراق 30 كنيسا وقتل حوالي 800 يهودي . وتريد الجبهة  والحزب المذكورين بتنظيم احتجاج ومظاهرة في هذه الساحة لاحياء النازية من جديد .