الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الهجوم على الإسلام بين المبالاة وعدمه

ألمانيا- الهجوم على الإسلام بين المبالاة وعدمه

12.03.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 11‏/03‏/2015
ربما يكون الشيخ محمد متولي شعراوي رحمه الله محقا عندما سئل ذات مرة كيفية التعامل مع اولئك الذين يشعرون بالملل بحياتهم ويريدون أن يُعرفوا ووجدوا بهجومهم وافتراءاتهم الاسلام ضالتهم ، فقال وقتها الافضل ان إهمالهم ، اي عدم الاهتمام بما يقولونه ، ربما.  ولكن ربما يكون مخطئا اذ عدم الرد عليهم وتفنيد ادعاءاتهم  يُكسبهم قوة ويشعرون بالانتصار وأن آراءهم التي يعتقدونها وسمومهم التي ينفونها ضد الاسلام صحيحة لاقت ارتياحا فالساكت عن الحق شيطان أخرى |.  .
فمن خلال ندوة حول الاسلام والعنف دعت اليها جمعية ما يُطلق عليه بالدفاع عن الفكر الحر بالعاصمة برلين مساء يوم أمس الثلاثاء 10 آذار/مارس ، أعتبر السويسري اندرياس تيل الذي يعمل في كتابة قصصا مسرحية بالعاصمة السويسرية بيرن بان القرآن الكريم الكتاب السماوي الوحيد الذي يدعو الى العنف واستئصال الذين لا يؤمنون به والقرآن الكريم يعتبر النموذج الرئيس للعنف ونشر الفتن ضد النصارى واليهود والذين لا يؤمنون بالديموقراطية  وهو أساس الكبت مدافعا عن مقالته التي نشرها في مجلة / اسبوع العالم / التي تصدر في سويسرا في وقت سابق من الاسبوع المنصرم ، التي اشار فيها ان الاسلام بحاجة الى اصلاحي مثل مارتين لوثر الذي دعا الكنيسة الكاثوليكية للتسامح ومشكلة المسلمين والعالم تكمن بالقرآن الكريم ولا بد من تغييرات عليه ، مضيفا بندوة الدفاع عن الفكر الحر بأن حادثة باريس التي وقعت يوم 7 كانون ثان / يناير على صحيفة / شارلي اوبيد / الساخرة تتمة لحادثة الهجوم على مركز التجارة الدولي بيويورك في ايلول/سبتمبر من عام 2001  وتأكيدا على تحريض القرآن على الامن والسلام الدوليين . هكذا أشار بندوة يوم أمس الثلاثاء وتعرض بها لانتقادات كبيرة من قبل الذين شاركوا بتلك الندوة .
أحد الذين شاركوا من الندوة من الصحافيين المسلمين وصف تصريحات تيل بمثابة خطباء الحقد الذين تقوم الشرطة الالمانية باعتقالهم ان كانوا المانا او إبعادهم عن المانيا اذا كانوا غير المانا من المسلمين الذين يدعون بخطبهم لتحرير فلسطين والوقوف الى جانب المسلمين في سوريا والعراق الذين يتعرصون لمذابح وتهجير وتقوم الحكومات الاوروبية باعتقال من يريد السفر الى العراق او سوريا بحجة انضامهم الى تنظيم اجرامي كانت الولايات المتحدة الامريكية قد أسندت تربيته الى ايران ونظام سوريا ، بينما تتغاضى هذه الحكومات عن تجنيد الشيعة لعناصر شيعية بالسفر الى سوريا والعراق للانضمام الى فرق الموت الشيعية ويتغاضى الاعلام الاوروبي عن الجرائم التي يقترفها ميليشيات شيعية بقرى ومدن عراقية آهلة بأهل السنة ، وأسباب الهجوم لى القرآن الكريم تعود الى تنظيمه الحياة الاجتماعية للمسلم وعلاقة الدولة المسلمة مع غير المسلمة فالذين يبثون سمومهم على القرآن الكريم يجهلون القرآن تماما اذ لم يقرأونه قط فهو يدعو الى الحوار والتسامح اكثر مما يدعو الى العنف ، فالتهجم على السعودية وإحراج وزير الاقتصاد الالماني سيجمار جابرييل من اجل ان يتطرق مع القادة السعوديين أثناء زيارته التي قام بها الى الرياض مؤخرا من اجل إطلاق سراح المدعو  رائف بدوي الذي سخر بالاسلام والاستهزاء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعتبر من الهجمة المسعورة على الاسلام والمسلمين بينما يتغاضى الغرب عن معاقبة كل من يبث سمومه للتحريض على التعايش السلمي بين الاسلام والغرب .
لقد ارتكب نصارى الغرب مجازر وحشية في بلادهم وشعوب البلاد التي احتلوها ، اضطهدوا اليهود كما اضطهدوا المسلمين والحروب الصليبية دليل واضح على بربريتهم  وجرائم الصرب الوحشية بالبوسنة تمت أمام الفرق العسكرية  الاوروبية ولا سيما الفرقة العسكرية الهولندية  التي تتحرك ساكنا للحيلولة دون مقتل اكثر من ثمانية آلاف مسلم في سربرنيتسا ، بالرغم من الانجيل يدعو الى التسامح قائلا / من ضربك على خدك الايسر فأدِرْ له خدك الايمن /  وقد قتل جورج بوش / الابن / في افغانستان والعراق أكثر من مليوني نسمة من البشر انتقاما لقص مركز التجارة الدولي فمن يا ترى الذي يقف وراء العنف الاسلام أم الغرب على حد قول زعيمة الخضر السابقة بالبرلمان الالماني وزيرة الزراعة وحماية المستخدمين سابقا ريناتا كوناست التي رأت بأن الدفاع عن حرية الرأي تكمن باحترام الرأي .