الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الوضع بالعالم أسوأ من الحرب الباردة

ألمانيا- الوضع بالعالم أسوأ من الحرب الباردة

07.04.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏06‏/04‏/2016
تشغل أسباب نشأة الارهاب ولا سيما بزوغ قوة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / المفاجئ خبراء السياسة الخارجية والامنية اضافة الى علماء الاجتماع ، وبالرغم من وجود تحالف دولي واسلامي ضد هذا التنظيم وتنظيمات ارهابية اخرى الا ان الجميع جزم عدم امكانية احراز اي نتيجة  ايجابية تسحق هذا التنظيم بالاعمال العسكرية وانه لا بد من  جهود سياسية واجتماعية لوقف تنامي تنظيم / داعش / .
يرى رئيس اكاديمية العلوم الامنية التابعة لوزارة الدفاع كارل هاينتس كامب بندوة دعت اليها الاكاديمية مساء يوم أمس الثلاثاء 5 نيسان / أبريل ان اوروبا والشرق الاوسط يعيشان باجواء أسوأ من الحرب الباردة التي وضعت اوزارها بشكل رسمي عام 1991 فالى جانب الحرب ضد / داعش / والتدخل الروسي والايراني في سوريا الى جانب بشار اسد ضد الشعب السوري والتدخل الروسي بالشرق الاوكراني وسلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وضمه الى روسيا الا ان خطر اندلاع حرب نووية اصبحت اكثر من خلال تجارب صواريخ نووية تطلقها كوريا الشمالية بين الحين والاخر وتجارب ايران على صواريخ متوسطة المدى مؤخرا وتطوير روسيا صواريخها النووية نذير بحرب قد تقع لا محالة وتنتظر ضغط احدى الدول زناد بندقيتها تجاه دولة اخرى من اجل اندلاع الحرب .
ويستبعد كامب مخاوف بعض خبراء الارهاب حصول تنظيم / داعش / على اسلحة نووية الا ان التنظيم المذكور لن يشن حربا على اوروبا لعدم اهتمامه بها ولكن قيامه باعمال تزعزع الامن للاخافة فقط .
وعزا كامب بمحاضرته الوضع الحالي باسوأ من الحرب الباردة الى الفتور والاحتقان السائد بين حلف شمال الاطلسي / الناتو / وروسيا جراء اعادة انتشار / الناتو / لفرقه العسكرية بدول شرق اوروبا ولا سيما في بولندا والتشيك ودول بحر البلطيق التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق الامر الذ كان وراء نشر الروس صواريخهم الدفاعية مقابل على سواحل بحر البلطيق المواجهة للدول العضوة بالاتحاد الاوروبي و/ الناتو / وتجارب روسيا الاخيرة لصواريخها النووية والدفاعية عدا عن ذلك فان الثقة بين الولايات المتحدة الامريكية العضوة الهامة بحلف شمال الاطلسي الناتو / مع الاوروبيين الاعضاء بالحلف غير مستقرة وتشهد فتورا جراء عدم اهتمام واشنطن بالخطر الروسي في اوكرانيا وسوريا ولا سيما الاحتقان السائد بين انقرة وموسكو بسبب أسقاط مقاتلات تركية لطائرة روسية مقاتلة اخترقت الاجواء التركية كل هذه الاسباب تعيد الحرارة الى الحرب الباردة من جديد .
استاذ العلوم السياسية في جامعة مدينة ينا / شرق / سفين مورجين يؤكد ان منطقة الشرق الاوسط اصبحت مرتعا خصبا لحرب عالمية ثالثة لا تكمن بمحاربة تنظيمات الارهاب الدولية بمقدمتها / داعش / بل حرب بين الشرق والغرب فالتحالفات العسكرية بين ايران وروسيا والصين ودول وسط آسيا قامت لمواجهة حلف / الناتو / معتبرا التحالف الاسلامي الذي اعلنت السعودية عن قيامه بمثابة تحالف عسكري ربما يواجه الحلفين المذكورين اي / الناتو / والحلف الرباعي الذي تقوده موسكو التي استطاع فلاديمير بوتين ابراز روسيا على الساحة الدولية من جديد بتدخله العسكري في اوكرانيا وسوريا وبروز قوة / داعش / يعود الفضل اليه الى الولايات المتحدة الامريكية وتقاعس الغرب وعدم اتخاذه سياسة صارمة لانهاء الحرب في سوريا والتوصل الى حل سياسي لن ينهي الحرب بتلك الدولة بل سيزيد شعبها اكثر ماساة كما ان الازمة الاوكرانية لن تنتهي سياسيا والمطلوب اعادة النظر في السياسة الدولية والامنية الحالية التي تنذر بحرب عالمية ثالثة .