الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- اليمن مقابل جزر الإمارات ؟

ألمانيا- اليمن مقابل جزر الإمارات ؟

09.04.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 08‏/04‏/2015
يعتقد بعض خبراء منطقة الشرق الاوسط  توصل الاطراف المعنية بملف ايران النووي الى صيغة مرضية من خلال اجتماعهم في لوزان السويسرية في وقت سابق من أواخر شهر آذار / مارس المنصرم الذي استمر لخمسة ايام وخرجت نتيجته يوم الاربعاء من 1 نيسان /ابريل وتكمن بخفض ايران تخصيبها اليورانيوم لنسبة تصل الى ما بين 75 و 95 بالمائة وحصولها لقاء ذلك على مساعدات تقنية وتأكيدها المجتمع الدولي ما تقوم بتخصيبه يذهب الى صالح برامجها العلمي وعدم تصنيعها قنبلة ذرية مقابل خفض العقوبات الاقتصادية عن تلك الدولة بأن الرئيس الامريكية باراك اوباما يتلاعب مع حلفاء واشنطن التقليديين بمنطقة الشرق الاوسط ولا سيما مع السعودية التي ترى بالاتفاق دعما لايران لتحقيق أطماعها بمنطقة الخليج العربي بعد أن اصبحت سيدة الموقف في سوريا والعراق هؤلاء الخبراء بندوة بمركز برلين العلمي هذا اليوم الاربعاء 8 نيسان / ابريل عدم ردع واشنطن لطهران بتدخلها باليمن ومحاولتها التحرش بالسعودية محاولة لاعادة ايران الى الحلف الاستراتيجي  العسكري الذي كان قائما بين الولايات المتحدة الامريكية وايران زمن الشاه اذ يمكن لتلك الدولة لعب دور شرطي المنطقة افضل من غيرها من دول منطقة الشرق الاوسط . فايران وعلى حسب راي خبراء السياسة الاستراتيجية تريد من خلال دعمها للحوثيين وبسط سيطرتها على الخليج العربي اضافة الى سوريا والعراق زعامة الشيعة الذين  تصل نسبتهم  في العالم الاسلامي الى 15 بالمائة من بين مجموع حوالي 3 مليار مسلم وواشنطن التي لا تزال تعد حلفاءها بالمنطقة بالدعم المعنوي والعسكري لحماية بلدانهم لن تتدخل بتلك الى صالحهم . بل ويعتقد خبير  منطقة الخليج العربي في معهد مارشال للسياسة العسكرية الاستراتيجية يوسف راونهايم ان التحالف الخليجي والاسلامي ربما يتعرض للانهيار  اذ ان هناك اتفاق بين احد زعماء دولة الامارات العربية المتحدة مع ايران تم برعاية واشنطن اعادة طهران  الجزر الاماراتية المختلة /  طنب الكبرى والصغرى وأم موسى / الى الامارات بانسحاب هادئ وتدريجي مقابل دعم الامارات لايران في اليمن فهناك خلاف قديم بين  السعودية والامارات حول الحدود بينهما اضافة تطلع الامارات فرض نفوذها على السعودية مدول اخرى بمنطقة الخليج ولا سيما قطر مستبعدا بالوقت نفسه دعما مصريا للسعودية والخليجيين بالحرب الدائرة ضد الحوثيين وانقاذ اليمن من الانهيار بشكل تام  من خلال قيام دويلات فيها .
ويذهب خبير السياسة الاستراتيجية نورمان بيتش احد مؤسسي محكمة الجنايات العليا  ومحكمة حقوق الانسان الدولية الى الاعتقاد ضرورة سحب جائزة نوبل للسلام التي مُنِحت  للرئيس الامريكي اوباما عام 2009 فالسياسة التي ينتهجها بدول الخليج والشرق الاوسط سياسة تحريش بين تلك الدول للابقاء على الهيمنة الامريكية فيها  فاوباما الذي قام بسحب جيشه من العراق ترك تلك الدولة تعيش في العنف والعنصرية والتمييز الديني مستضعفا اهل السنة في العراق زارعا البغضاء بين العرب والاكرد ومغازلته طهران بملفها النووي مقابل تخفيف عقوبات اقتصادية ضدها هو فقط لدعم العنف والخلاف بين دول منطقة الخليج العربي وابقاء سوريا والعراق تحت هيمنة ايران اذ يرى بموافقة التحالف الدولي دخول ايران  التحالف الدولي ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / هام بالنسبة لايران اذ سيساهم ذلك مساعدة طهران الابقاء على نفوذها بمنطقة الخليج العربي وسوريا والعراق والتحرش بتركيا .